" نحن نعرف أن انحراف كثير من الأشخاص في سلوكياتهم لاسيما الشباب يعود إلى أسباب كثيرة ، منها: أسلوب التنشئة الاجتماعية العامة الخاطئة ، وسوء التربية ، والجهل والمرض ، ووجود بؤر للفساد بعيدة عن إشراف الآباء ومراقبتهم لأبنائهم كالمقاهي والألعاب الإلكترونية واليدوية وغيرها ، إلا أنه اتضح لنا بعد مراقبة عن كثب ولإيام عدة أن المدرسة والثانوية والجامعة هي من أكبر بؤر الفساد الموجودة حاليا في المجتمع. لأنك ترى فيها العجب العجاب من الأمور المنحطة التي يستحي المرء أن يكتبها فكيف بذاك الذي يقوم بها. والأطم من ذلك عندما يقوم بها ذلك الصغير. وأنا لا أدعو إلى الخروج من المدارس وتركها لا. بل أحث كل من لم يدرس أن يدرس وأن يلتحق بالمدرسة مباشرة فور وصوله سن التعلم وعليه أن يكمل الدراسة حتى الثانوية العامة فالجامعة.
ولكن الذي أريد أن أوصله إلى كل من يقرأ هذه الرسالة هو كيف نعالج هذه الأمور معالجة صحيحة للتخلص منها . أقول : إن العلاج لهذه الأمور لا يقوم على عاتق فرد واحد أو فئة واحدة. بل علاجه مشترك بين كل من الأب أو من يقوم مقامه والأستاذ وكذا من التلميذ. فكيف يكون من الأب؟ وما هو دور الأستاذ ؟ وما واجب التلميذ؟ يكون من الأب أن يغرس في نفوس أبنائه العزة والشهامة والقوة والشجاعة وبعد أن يمكنها في أبنائه لاسيما المراهقين الذين يرون أن الحياة بهذه الأمور ، بعد أن يمكنها فيهم يشرح لهم ويوضح أنهم لن ينالوها إلا بالأخلاق العالية والابتعاد عن الرذائل والدناءات ، وسيرى بإذن الله استجابة واضحة دون نقاش من أبنائه. أما دور الأستاذ هو بأن يحافظ على تلاميذه كما يحافظ على أبنائه وأن يكون ذا أخلاق عالية رفيعة حتى يعكس سلوكياته على تلاميذه وأن يجعل في نهاية كل حصة ولو لخمس دقائق نصيحة وتقديم صورة للإسلام ما هو؟ وإلامَ يدعو ؟ وأما واجب الطالب والتلميذ هو أن يحسن الإصغاء والاستجابة للاب وللأستاذ لأن هذا عائد له أو عليه. وعليك أن تتذكر أيها الطالب أن لك دور في هذه الدنيا وأن الدين قام على عاتق الصحابة رضوان الله عليهم وهم في سنّك سن الشباب وكثير منهم لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره. هذا والله الموفق أسأله أن يصلحنا ويصلح المجتمع الإسلامي رجالا ونساء صغارا وكبارا شيبا وشبانا.