المعاناة والبهذلة التي يتعرض لها المسافرون في المنفذ السعودي اليمني ما بين البلدين ما ينبغي لها ان تحصل اذا أرادت الجهات المسؤلة في البلدين عدم حصولها لكن تخاذل تلك الجهات وعدم تقديرها لمشاعر الأفراد والأسر والشيوخ العجزة العالقين في المنافذ بين الدولتين وأستشعار معاناتهم ينم عن القسوة و أنعدام الرحمة والرأفة في نفوس تلك الجهات . من غير المنطقي ومن غير المعقول ان يقف المسافرون في طوابير تبلغ آلاف المترات ان لم تكن عشرات الآف المترات في انتظار لحظة دخول بوابة المنفذ او الخروج منه بعد مكوثهم في التسلسل او تلك الطوابير المهزلة لأيام او أسابيع بل صدق او لا تصدق ان أصحاب الشاحنات يمكثون ما يقارب الشهر او يزيد عنه في جعجعة وبهذلة ما ينبغي لها ان تحصل حتى إذا كان ذلك المنفذ بين دولة إسلامية وغير أسلامية .. من السهل جداً حل تلك الأشكاليات وذلك بتكثيف عدد العمال وزيادة عدد ممرات الدخول والخروج وغيرها من الأجراءت التي تحد من الأزدحام وتخفف من معاناة الناس وتلك الجهات تعلم أكثر من غيرها بالحلول لتلك الأشكاليات إذا ما توفرت النوايا الصادقة وتغلبت روح المشاعر الأنسانية والقيم الدينية في نفوسهم على طباع القسوة والتمسخر والتبلد وجفاف المشاعر الأنسانية لديهم تجاه معاناة الأفراد والأسر المسافرة .. قد يظن البعض ان تلك الأختناقات ناجمة عن وجود منفذ حدودي واحد بين البلدين في ظل إغلاق منفذ الطوال بسبب الاحداث الجارية في المنطقة من حوله لكن الجميع يعلم انه لم يمر على أفتتاح منفذ الوديعة الحدودي الا سنوات قليلة ومن قبل افتتاحه وفي ظل وجود منفذ الطوال ممراً وحيداً بين البلدين لم نكن نسمع عن وجود مثل هذه الجعجعة والبهذلة للمسافرين عبر الطوال بل كانت الأمور تسير بكل سلاسة ويسر ولم يعلق المسافر في المنفذ الا ساعات معدودة وينهي أموره واجراءته ويمر داخلاً او خارجاً بسلام وأمان وراحة بال . لكن ما يحصل في منفذ الوديعة هذه الأيام يدعوا للريبة من ان هناك جهات تعمل على عرقلة المرور واصطناع مشاكل الأزدحام وبهذلة المسافرين نغمة منها على أغلاق منفذ الطوال ومحاولة أجبار السلطات على إعادة النظر في قرار إغلاق منفذ الطوال. من المؤسف جداً ان بعض الأفراد العاملين في منفذ الوديعة أستغلوا تلك الأزدحامات وعسر الأجراءت وبطئ سيرها للأفساد و للمتاجرة وجمع الجبايات غير القانونية والرشاوي وتعمير الجيوب بالمال الحرام على حساب بهذلة الناس وأرهاقهم بالسهر والأنتظار والجوع وسط صحراء قاحلة تحت أشعة الشمس الحارقة ولهيب الطبيعة القاسية خصوصاً اذا ما علمنا عن أشتداد معاناة المسافرين بسبب عدم وجود محلات خدمية كالمطاعم وغيرها بالقرب من تلك المنافذ مما يضطر الناس الى الصبر والبقاء او الذهاب بعيدا للتموين وسد الأحتياجات .. ختاماً نأمل من الجهات المختصة في البلدين النظر بعين الأعتبار لتلك الأشكاليات والعمل على حلها بأتخاذ الأجراءت اللازمة ووضع الحلول لها بما يرضي ضمائرهم في أستقبال ضيوفهم وتوديعهم ويحفظ للناس كرامتهم وأنسانيتهم ويوفر عنهم مشقة السفر ونكد الغربة والبعد عن الأهل والأحباب ..