لن اتحدث عن فشل المفاوضات الجارية في دولة الكويت الشقيقة بين حكومة الشرعية ومليشيات الحوعفاشي التي تجلت بوادر فشلها منذ الوهلة الاولى لانطلاقتها وذلك لأسباب كثيرة وعديدة بداء من المعطيات الميدانية والحرب الضروس المستعرة بين طرفي الصراع ناهيك عن الحرب الاعلامية وانعدام الثقة وجدية النوايا بين المتحاورين ، وانتهاء بالوفود نفسها التي تمثل الاطراف المتصارعة التي هي بالاساس مجردة من الصلاحيات التي تخولها من أتخاذ أي قرار يوشير ويبشر بانفراج حل للازمة . لن اتحدث عن حكومة شرعية كسيحة وفاسدة رموزها من أصحاب السوابق وذو سمعة سيئة و خبرة في الفساد و شرعنتة ، ولا عن مليشيات ارتهنت للعمالة والوصاية الايرانية شرعت في انتهاج خيار السلاح والارهاب و لتحقيق مصالحها على حساب وطنها وشعبها كالتي على شاكلة عصابات المخلوع صالح و الحوثي التي برعت بامتياز وتفردت في صناعة الارهاب و الخراب و الاجرام والفساد في حالة لا ينازعها فيه احد .
كذلك لن نتحدث عن مقاومة يجري التسويق لها الاعلامي أكثر من إنجازاها الميداني على الرغم من الدعم الهائل الذي حصلت ولازالت تحصل عليه حتى اللحظة مقارنة بالمقاومة في المحافظات الجنوبية المحررة، لكنني أتحدث عن المقاومة في الجنوب بشقيها والتي ثبتت في الميدان و سطرة بطولات نضالية جسدة كل أنوواع التضحية ولافداء الوطني الامر الذي مكنها من حسم وتحقيق هدفها منذ وقت مبكر وأصبحت سيدت أرضها بكل فخر وشموخ ،ولم يكن لهذا النصر ان يتحقق لولا الدماء الطاهرة و الزكية من خيرة الرجال و الشباب الابطال هذه الانتصارات التي عادة السلطة الشرعية الى الواجهة وعاد الرمق لرموزها الذين هم يدركون جيدا أنهم لم يكونوا عند حجم ومسئولية هذه التضحيات الجسام التي حققتها مقاومة الجنوب عامة وعدن خاصة ولم يكونوا يوما أفياء لقياداتها وشهدائها وجرحها الذين لازالوا يتطلعوا حتى اللحظة الالتفات لأسر الشهداء ومعالجة الجرحى وتوفير الخدمات كالماء و الكهرباء وغيرها خصوصا في محافظة عدن الباسلة .
إن المتتبع للوضع الراهن في المناطق المحررة بشكل عام وفي عدن بشكل خاص يدرك حجم القصور الكبير لسلطة الشرعية فجميع الخدمات يكاد تكون معدومة والازمات تزداد تصاعدا لتزايد معها معاناة الناس بشكل كبير تشمل كافة الجوانب ، ففي محافظة عدن التي تشكل حالة استثنائية بالمقارنة بالمحافظات الاخرى والتي بحت أصوات ابنائها في المناشدة بتوفير الكهرباء والماء كأولوية فأبناء محافظة عدن منذ ان وضعت الحرب اوزارها لم يلمسوا أي شي تحقق للمحافظة باستثناء استتاب الامن الذي تبذل قيادته جهودا جبارة في ملاحقة عصابات الموت و التخريب القادمة من الشمال ووئد أوكار الارهاب التي زرعها الذي قدموا من الشمال على جنازير الدبابات والمصفحات صيف 1994م بالإضافة الى الدعم السخي للشقيقة دولة الامارات العربية المتحدة التي تبذل جهودا جبارة في إعادة الروح للخدمات التي فقدتها عدن خاصة و الجنوب عامة جراء العدوان الحوعفاشي .
إن ما ينبغي على أبناء المحافظات المحررة عملة خصوصا في المحافظات الجنوبية هوالعمل جنبا الى جنب كفريق واحد من اجل حفظ الامن و الاستقرار الى جانب الاشقاء دول التحالف وتوفير الخدمات وان تكون عدن في قائمة سلم ألاولويات في كل شي ، و الكف عن الرهان على السلطة الشرعية في إنجاز ما يتطلعون الى تحقيقه فقد عجزت هذه السلطة حتى الانتصار لذاتها على المستوين السياسي و الميداني بل ستدرك ان عاجلا ام اجلا ان الجلوس على الطاولة مع عصابات لا تفهم غير لغة السلاح كعصابات الحوثي يعد الخطيئة الكبرى كون ما أخذ بقوة السلاح لن تسترده الطاولات وهو وجهلته السلطة الشرعية و أدركته المقاومة الجنوبية ؛