يجب على التحالف العربي وتحديدا المملكة العربية #السعودية ان يفهموا انه لا جدوى من استجداء السلام من مليشيا الحوثي صالح بالوسائل السلمية ، حوالي 100 مشاورات في الكويت دون ان يحقق حتى اختراق واحد ، حتى بناء الثقة لم يتحقق وهذا بسبب تعنت وفد الانقلابيين واصرارهم على شروطهم التي يحاولوا فرضها بصورة مخالفة عن النقاط التي تم الاتفاق عليها والمقدمة من الأممالمتحدة . هذا التعنت ليس لان المليشيا قوية ، صحيح ان قيادة الشرعية والتحالف يمنحوا هذه المليشيا مصدر القوة الأساسي وهي بقاء قيادة الشرعية في الرياض ، بقاء الشرعية في المنفى يصب في صالح الانقلابيين .
رفض الانقلابيين كل المبادرات والمساعي ، وهذا الرفض لن يكون بدون ضوء اخضر إقليمي ودولي واممي ، الضوء الأخضر يتوافق مع مخاوف السعودية ودول خليجية واطراف أخرى من التيار الإسلامي الحركي في اليمن ، هذه المخاوف واستمرار سيطرتها على هاجس صانع القرار السعودي استفادت منها المليشيا ، لا نها تثق بعدم جدية السعودية تحديدا بعدم الحسم نتيجة تلك المخاوف .
نتيجة عدم الجدية بحسم الوضع في اليمن يتعرض المواطنين السعوديين في جنوب المملكة للقتل يوميا في الفترة الأخيرة ، إضافة الى الاستنزاف للسعودية وهذه من اهم الأهداف لخصوم السعودية وخاصة ايران .
لا المواطن السعودي في الجنوب توفر له الأمان ولا المواطن اليمني أيضا ولم تعود الشرعية ، ولا المناطق المحررة تواجدت فيها الدولة ، هذه نتائج سلبية يقف ورائها بالدرجة الأولى التحالف وخاصة السعودية .
عشر دول تمتلك قوة عسكرية حديثة وتمتلك كل مقومات الردع الا انها عمليا فشلت في حسم معركة مع مليشيا لا تملتك من الأسلحة سوى المتوسطة ، والصواريخ المتهالكة ، ومع هذا سنة وستة اشهر ولم تأمن الحدود السعودية من ضربات وهجمات المليشيا .
وفد الحكومة الشرعية الى مشاورات الكويت قدم أداء سياسي رائع وقدمت تنازلات كثيرة ، الا ان كل تلك التنازلات لم تتعاطى معها المليشيا بجدية ، أيضا الرعاة الدوليين لم يمارسوا ضغوطا على وفد الانقلابيين .
صحيح ان العقدة الأساسية في المفاوضات أصبحت محصورة بشخص هادي ، واصبح استبعاده هو العائق لتحقيق أي سلام ، يجب ان تحل هذه المشكلة خاصة اذا نظرنا في اداءه السيئ ، واصبح عبئا على الشرعية والمقاومة والتحالف ، والتمسك به رئيسا خاملا هي عقبة للشرعية قبل الانقلابيين .
اليمن ينهار كل يوم على مختلف الجوانب ، وحياة المواطن تجاوزت معايير الخطر المعروفة ، ولهذا يجب وضع حد لهذا التراخي ، المواطن اليمني ينتظر حلا سريعا ، ولا يهمه الان نوعية الحل .
اذا لم يحسم الوضع خلال الأيام القادمة وانهاء هذا الوضع الشاذ ، مالم فإن التحالف قدم خدمة ذهبية للانقلابين وهي التحام المواطنين مع الانقلابيين ودعم مجلسهم الجديد ، وحينها لن تجدي أي خطوات تتعارض مع إرادة الشعب ، على التحالف كسب ثقة الداخل قبل ان تذهب لتأييد علي صالح .
قرار الحسم قرار سياسي وتحديدا من السعودية ، جاهزية الجيش والمقاومة للحسم لا خلاف عليها ، اما التذرع بالضغوط الدولية فهذا الكلام اصبح للاستهلاك للتغطية على نوايا أخرى وهي هاجس الخوف من التيار الإسلامي .
اذا كانت السعودية تولي أهمية للضغوط الدولية فما الذي دفعها لاعلان معركة اغرقت اليمن في مستنقع القتل والتدمير اليومي ، لماذا ورطت المواطنين بإعلان تأييدهم للعاصفة وتركتهم الان فريسة للحوثي وصالح لقتلهم وتشريدهم ، احسموا الوضع قبل ان ينفجر الشعب وتفقدوا ثقته ، لا نه من غير المقبول استمرار الوضع هكذا .
اول خطوة وقبل كل شيء ، يجب ان يصدر توجيه سعودي بإنهاء إقامة قيادات الشرعية ( كلها ) بالرياض ومغادرتها للعمل من الداخل من خيمة او كهف او أي مكان ، بقاء الشرعية خارج اليمن اصبح غير مبرر مع 80% من الأراضي اليمنية محررة ، اذا لم يحدث تغيير في قواعد عمل الشرعية فالقضية ستفهم ان التحالف يقود مؤامرة وليس تحالف من اجل الانتصار لليمن .. اليمنيين ينتظروا الحسم قبل ان يعلنوا تأييدهم للحسم الاخر ، وحينها "اشبعوا " بمخاوفكم وزيادة عليه خذوا لكم هادي ..