يعتبر الغاز المنزلي من اهم ضروريات الاسرة اليمنية فلا يكاد يخلو منزل من قنينه غاز (دبه غاز) لطهي الطعام وصناعة الخبز. لذلك لاتقل اهمية الغاز المنزلي عن المواد الغذائية الاساسية فمن غير المعقول تناول الخبز وهو دقيق دون طهيه بالغاز وكذلك جميع وجبات الطعام بحاجة الى غاز لطهيه ليكون جاهز للاكل. وبذلك يكون اي فساد في الغاز المنزلي هو فساد خطير يؤثر سلبياً على وضع الاسرة في جميع محافظات الجمهورية .
وتقع مسؤلية توفير الغاز المنزلي بالسعر المناسب وبالمواصفات والمقاييس العالمية على عاتق الشركة اليمنية للغاز (YGC) الحكومية والمملوكة للدولة بنسبة 100% .
وفساد الغاز المنزلي في اليمن ليس فقط في ارتفاع سعره فقط بل يشمل مواصفات الغاز والمقاييس والذي سنتطرق له في البنود التالية : 1- فساد اسعار الغاز المنزلي: في الفترة الاخيرة ظهر فساد الغاز المنزلي لجميع المواطنين بارتفاع اسعاره بشكل جنوني وغير معقول ودون مبرر فالسعر الرسمي الذي اعلنته شركة الغاز الحكومية هو الف ومائتين (1200) ريال لدبه الغاز سعة عشرين ليتر. ولكن في الواقع يباع الغاز المنزلي بسعر يتجاوز السعر الرسمي المذكور بثلاثة اضعاف حيث يباع حاليا بسعر ثلاثه الف وستمائة (3600) ريال للدبه الغاز في احسن الاحوال حيث يتذبذب سعر الغاز حتى يصل الى سبعة الف (7000) ريال للدبه الغاز. نتيجة ارتفاع سعر الغاز المنزلي ظهر احتقان كبير في اوساط المجتمع اليمني والجميع يتسائل اين مؤسسات الدولة اين دور شركة الغاز الحكومية؟ . هل هناك قصور في اداء شركة الغاز بحاجة الى تصحيح ام هناك اسباب اخرى يستلزم اعادة النظر فيها و تصحيحها. قد يبرر البعض ارتفاع سعر الغاز المنزلي بسبب ارتفاع سعر الدولار . ولكن هذا المبرر خاطيء لعدة اسباب اهمها ان الغاز المنزلي في اليمن هو انتاج وطني يتم استخراجه بكميات كبيرة من اراضي اليمن وتحديداً من محافظة مأرب الذي تتوسط اليمن وتربطها طريق اسفلتي جيد مع جميع محافظات الجمهورية وايضا ينتج من مناطق اخرى في اليمن ولايوجد اي عقبات كبيرة لايصال الغاز لجميع محافظات الجمهورية وبالسعر الرسمي ودون اي مغالاه بالاضافة لذلك لسد تلك الذريعة بشكل تام ان سعر الدولار ارتفع في اليمن بنسبة لاتتجاوز 30% ثلاثين في المائة فقط وبهذا يعتبر ذلك المبرر غير منطقي بالبته . 2- فساد مواصفات الغاز المنزلي : لايتوقف فساد الغاز المنزلي في ارتفاع سعره فقط بل ايضاً هناك فساد كبير ظهر في الفترة الاخيرة في الغاز المنزلي وهو عدم الالتزام بالمواصفات والمقاييس العالمية للغاز حيث يوجد ضوابط ومواصفات عالمية يستلزم توافرها في الغاز المنزلي ليقوم بدوره بكفاءه . يشكو عدد كبير من المواطنين بنفاذ دبة الغاز بسرعة كبيرة وغير معقوله ويعود ذلك الى عدم قيام شركة الغاز بمعالجة الغاز الطبيعي بكفاءه والمقصود بها وفقاً لموسوعه ويكيبيديا بانها مجموعات من العمليات الانتاجية يتم فيها تنقية الغاز الطبيعي الخام بعد استخراجه من ابار الغاز ودفعه للسطح بواسطة الزيوت بعد معالجته حيث يكون غاز الميثان معظم محتوى الغاز الطبيعي وتصبح خصائصه مختلفة الى حد كبير عن الغازالخام وهناك معايير ومواصفات عالمية يستوجب ان تتوافر في الغاز المنزلي واهمها ان يحقق قيمة حرارية معينه بحدود 41 _ 5% ميغا جول لكل متر مكعب من الغاز عند واحد ضغط جوي وصفر درجة مئوية ايضا يستلزم ان يكون خالي من الدقائق الصلبة وحبيبات الماء السائل وان تكون نسبة الزئبق في الحدود الطبيعية وغيرها من المواصفات التي يستلزم ان تتوافر في الغاز المنزلي بالاضافة الى وجوب التاكد من توافر غاز الرائحة في الغاز المنزلي والذي يعطي للغاز رائحة حادة يتم التعرف عليها عند تسرب الغاز من الدبه حيث سبب عدم وجود الرائحة الى تعريض عدد كبير من المنازل لانفجار الغاز نتيجة التسريب وعدم معرفة وجود التسريب لعدم وجود الرائحة ويستلزم ان يتم التأكد من توافر تلك المواصفات وفحص الغاز المنزلي قبل عرضه للبيع المباشر للمواطن حتى لايشتري المواطن هواء خالي من الغاز على انه غاز منزلي . كما ان منشات انتاج ومعالجة الغاز المنزلي بحاجة الى صيانه دورية لتحافظ على كفاءة عملها وايضا لتحقيق ديمومة عملها وعدم تعطيلها وهذا مايستلزم تجنيب نسبة معينه من قيمة الغاز المنزلي وصرفها بشكل شفاف وخالي من الفساد للصيانه الدورية لمنشات الغاز حتى لاتتوقف عن العمل نتيجة عدم الصيانه وتهالك المنشات. 3- فساد حجم ومقاييس الغاز المنزلي : انتشر فساد الموازيين والمقاييس في اليمن بشكل كبير في جميع المجالات والسلع نتيجة تقاعس الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس عن القيام بدورها في ضبط اي اختلال . وانتشر ذلك الفساد ليطال مادة الغاز المنزلي نتيجة انتشار محطات الغاز المنزلي في كل شارع وحارة ودون اي تراخيص رسمية او ضوابط والذي يعرض المواطنين لخطورة تسرب وانفجار محطات الغاز الواقعة في اوساط الحارات التي يستلزم اعادة النظر في ذلك وضبطها . بالاضافة الى ذلك هناك فساد كبير في تعبئة الغاز المنزلي في المحطات حيث لايوجد اي دور لهيئة المواصفات والمقاييس للنزول والتاكد من التزام محطات الغاز بتعبئة دبة الغاز بحجمها الحقيقي دون تطفيف او تلاعب او مغالطة حيث قمت يومنا هذا بتعبئة دبة الغاز الخاصة بي من محطات الشوارع المستحدثه ولاحظت ان تعبئة الغاز تتوقف وعداد المحطة شغال ويشكو كثير من المواطنين من تلاعب عدادات وكميات الغاز المباعة في المحطات . وفي الأخير : نرفع شكوانا الى الجهات المختصة في وطننا الحبيب اليمن السعيد وفي مقدمتها الشركة اليمنية للغاز والهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وجميع الجهات المختصه لتقوم بدورها القانوني في ضبط اسعار ومواصفات ومقاييس وموازيين الغاز المنزلي لأهمية الغاز المنزلي للمواطن اليمني واثاره السلبية عليه باعتبار استمرار الاختلال والتلاعب في اسعار ومواصفات ومقاييس الغاز المنزلي كابوس وظلم مركب يستلزم ايقافه وضبطه و تفكيكه ومسائلة مرتكبية ونؤكد بالحاح ان فساد الغاز المنزلي في اليمن بحاجة الى ضبط ومسائله.