إخواني أبناء الجنوب الأحرار إن وحدة الصف الجنوبي هي منطلقنا الأول قبل أي شيء آخر لحل معضلاتنا وديننا الإسلامي نفسه يدعونا إلى الاجتماع وعدم الفرقة والتعاون والتكاتف لتجاوز أزماتنا. ومن هنا لن نستطيع استعادة دولتنا إلا إذا كنا متحدين صفاً واحداً متيناً وعصياً على أي اختراق... ولهذا يجب علينا نحن أولاً كجنوبيين بأن نكون عند مستوى المسؤولية وان نرتقي إلى حجم الهدف العظيم الذي ضحينا من اجله ونكون بحجم هذا المشروع الشجاع وأن نجسد روح التعايش السلمي بين كافة فئات وأطياف الشعب الجنوبي إن هذه الدعوة هي في واقع الحال رسالة لأبناء شعبنا الجنوبي يجب علينا أن نقف خلفها ونؤيدها وأن نتخذ موقفاً شجاعاً في هذه المرحلة ألحرجه والحساسة وان نعلن الولاء لله وللوطن بشكل واضح وصريحً نمارسه على أرض الواقع لا أن نتشدق به في الحناجر والكلمات فقط.. حتى نكون جديرين بالسيادة على أرضنا ونحرر أنفسنا من هذا الثالوث القاتل ((الطائفية والقبلية والمناطقية)) وعندها سنكون نموذجاً حيّاً للتعايش السلمي ونقدم صورة مضيئة يقتدي بها أشقاؤنا في الدول العربية والاسلاميه. إن المراد من هذه الرسالة أن نستيقظ من سبات الجهل والتعصب وأن نوقن أننا أبناء وطن واحد ونعمل على محاربة دعوات التفرقه والمناطقية والقبلية فالقاسم المشترك دائماً بين كل هذه الدعوات فكرة سوداء هي العصبية والعنصرية البغيضة التي لابد من طردها ببياض الوطنية ألحقه بكل تجلياتها من محبة وألفة وتسامح واحترام والمشاركة في صياغة مستقبل مضيء لنا ولأجيالنا القادمة.... إنني من هنا من الضالع ارض الأحرار التي ولدت وترعرعت فيها وتحديداً من حجر البطولة من هذا المكان الذي أفتخر به أوجه نداءً إلى جميع أبناء شعبي ووطني الجنوب بأن يجعلوا حب الوطن فوق كل شيء لان هذا الشعور الحقيقي ليس لي بل لأغلبية الشعب الجنوبي وخاصة الفئة المناظله التي ساهمة بإشعال الثورة الجنوبية ولعبة دورا كبيرا في التصدي لقوات الاحتلال اليمني في الحرب الأخيرة حتى تحقق الانتصار للشعب الجنوبي وبعدها اثرت الصمت الذي يعبر عن عدم الرضاً عما يحدث وتعبيراً عن الولاء للوطن بالبعد والترفع عن الخوض في مثل هذه الصراعات والرغبه في العيش بسلام وأمان وتجنبا للخلافات الداخلية حفاظا على لحمة الصف الجنوبي وعن الهدف العظيم الذي ضحى من أجله شعبنا الجنوبي لأنها تؤمن حد اليقين أن من يتتبع الانقسامات القبلية والمناطق والعنصرية لن تفضي به هذه الأفكار إلا إلى الهاوية والضياع ويغدو من ينادي بها أول فريستها.. ومن هنا يجب علينا إن نعمل على تجريم الكراهية وإزالتها من بين صفوفنا ومحاربة الألفاظ الجارحة بيننا والإيمان بأن الوطن للجميع وليس لفئة دون أخرى أو مكون دون آخر وأريد أن أذكر الجميع في بداية انطلاقة الثورة التحررية الجنوبية عندما كان هناك اختلاف في الآراء وتنوع الأفكار التي كانت جميعها تنشد حب الوطن.. ولكن لم يكن هناك خلاف كما هو حاصل اليوم مع الأسف... ولهذا يجب إن نسال أنفسنا عن سبب هذا التحول السلبي مع أنه كان من المفترض أن نتقدم لا أن نتراجع..؟ وهذا هو السؤال الذي يجب أن نعمل على تحليله بشكل عميق وندرك أن الخلل لم يكن في يوم من الأيام بين إفراد الشعب الجنوبي بل بين من يمثلون هذا الشعب من حكام الهوى والرؤى الشخصية ومحاولة البعض فرض ما يراه أنه بصالحه.. لذا حان الوقت للعمل يدا بيد وكتفاً بكتف وقلباً بقلب وروحاً بروح لبناء وطن حر مستقل يتسع لجميع أبناء الشعب الجنوبي ويستطيع الجميع العيش فيه بسلام وطمأنينة وأمان.. فليس هناك أجمل من وطن يعيش فيه الجميع بانسجام ووئام.. وطن نبنيه بصدق وحب وتسامح يكون فخراً للأجيال القادمة.. كما يجد ر بنا في هذه اللحظة ألحرجه والحساسة أن نعمد إلى سد الثقوب والذرائع أمام الدول التي تتهرب من الوقوف إلى جانب قضيتنا بحجة التشرذم الحاصل داخل صفوف الثورة الجنوبية.. وأن نسارع إلى إغلاق هذا الباب الذي وجده (الآخرون) مفتوحاً على مصراعيه وأبصروا من خلاله الخلل الموجود في الداخل الجنوبي يشهر عن نفسه.
إن أملنا يبقى في الله ثم في قيادتنا الجنوب الحكيمة أن تكون هذه الدعوة التي انطلقت من قلب جنوبي يعتصره الألم بداية لوطن ينبذ الخلافات وتسوده قيم المحبة والتسامح والتعاون.. ولن يتحقق ذلك إللا عندما نفضل حب ((الوطن)) فوق حب المصالح الشخصية.. لأن الناس في حقيقتهم وفي فطرتهم يريدون أن يتعايشوا ويتلاقوا على الخير والحب والتسامح لا أن يتقاتلوا ويتباغضوا كما يريد أرباب الفتن هنا أوهناك.