كتب عبدان دهيس ما زال مسلسل الاغتيالات والتصفيات الجسدية الدموية والتفجيرات بالسيارات المفخخة والعمليات الانتحارية بفعل فاعل في مناطق الجنوب المحررة وعلى نحو ملحوظ في مدينة عدن العاصمة المؤقتة للقيادة والحكومة الشرعية فمنذ تحرير هذه المدينة العريقة الصابرة الصامدة ، طالت عمليات الاغتيالات المئات من العسكريين والامنيين ، من بينهم قياديين بارزين في الشرطة والبحث الجنائي والامن السياسي والمرور ومن رجال وشباب المقاومة الابطال ومن رجال الدين ((سلفيين)) وغيرهم ولم يستثني من هذا المسلسل الدموي البشع ، محافظ عدن الزبيدي ومدير امن عدن شلال شائع ، حيث جرى استهدافهما اكثر من مرة ونجيا بأعجوبة فيما كان قد سبق ان اغتيل محافظ محافظة عدن الشهيد جعفر محمد سعد في مثل هذه العمليات ، بسيارة مفخخة يقودها انتحاري ، استهدفت موكبه في منطقة الفتح / التواهي وقضى على اثرها في الحال هذا الرجل المناضل ، والفدائي الجسور واحترق جسده مع عدد من افراد حراسته ومرافقيه ، ان لله وان اليه راجعون. ومن رجال المقاومة الجنوبية الابطال الذين طالتهم عمليات الاغتيالات الاثمة ، الشهيد البطل عمار محمد ثابت قاسم الردفاني وهو ابن المناضل الثائر محمد ثابت قاسم الردفاني الذي له تاريخ نضالي ووطني عريق في مسيرة ثورة 14/اكتوبر الجنوبية الخالدة التي انطلقت من ردفان عام 1963م وله ايضاً مواقف بطولية مشرفة كثيرة في مسيرة البناء الوطني في الجنوب منذ الاستقلال الوطني 30/نوفمبر/1967م وما يزال الرجل يقدم عطاءاته الوطنية ، من اجل القضية الجنوبية وانتصارها فتاريخ الابن الشهيد عمار الردفاني هو امتداد لتاريخ والده وهو من ابناء ردفان الابطال هذه المديرية الباسلة من مديريات محافظة لحج التي انجبت الابطال والمناضلين امثال الشهيد لبوزة مضجر ثورة 14/اكتوبر واول شهيد في مسيرتها الاولى والشهيد المناضل سعيد صالح سالم محافظ عدن السابق الذي قضى في حادث غامض اثر انقلاب سيارته في عام 1990م ولم تكشف تفاصيله حتى الان ، ومن يقف ورائه و الزومحي وحنش ثابت سفيان والغزالي والقائمة طويلة لا نستطيع حصرها ، فردفان لها حضور كبير في مسيرة ثورة 14/اكتوبر المجيدة وفي كل المنعطفات والمحطات الوطنية والمتغيرات السياسية التي شهدها الجنوب ، منذ الاستقلال حتى اليوم. اُغتيل المقاوم الجنوبي البطل عمار الردفاني في 26/2/2016م بالقرب من منزله في مدينة الشعب ،مديرية البريقة /عدن عندما كان عائداً من السوق من قبل مسلحين وعندما التفت نحوهم ورأى فوهة السلاح موجه نحوه، قام بدفع زميله الذي كان يجلس بجانبه في السيارة حتى لا يصاب بأي اذى واخترقت الرصاصات جسده الطاهر وسقط شهيداً في الحال وسبق وان تعرض لمحاولات اغتيال عديدة كانت بدايتها ان زرعوا له عبوة ناسفة تحت سيارته ولكنه انتبه بوجودها وتم تفكيكها وكان دائماً ما يتعرض للمطاردات ولكن كان ينجو منها خاصة بعد انتصار المقاومة الجنوبية وتحرير عدن وعودته الى اسرته وممارسته لحياته الطبيعية. الشهيد عمار، عُرف بشجاعته البطولية النادرة –كما يروي رفاقه وزملائه في المقاومة – وهو مقاوم مقدام ويمتاز بمهارات قتالية وعسكرية عالية ، وخضع لدورات تدريبية لمدة ثلاثة اشهر كاملة والتحق بالجهاز الامني عام 2013م وكان يتمتع بقوة جسمانية وبنية قوية لافتة ، وعندما دخلت مليشيا الحوثي وصالح مناطق الجنوب في ابريل 2015م ومنها عدن هب الشهيد عمار كبقية اقرانه من ابناء الجنوب ، وكان من ابطال المقاومة الجنوبية التي دافعت عن عدن وحررتها ولم يبحث عن شهرة ولا مال وقاتل بصمت وظل محباً للجنوب حتى لحظة اغتياله واستشهاده وكان من المشاركين بفعالية في كافة الفعاليات التي كان ينظمها الحراك الجنوبي السلمي فكيف يمكن الوصول الى القتلة ؟؟ ومن هم؟؟ واين هم؟؟ ومن يقف ورائهم؟؟ والد الشهيد عمار الردفاني ، لديه ثقة كبيرة بالله عز وجل وفي رجال الامن الاوفياء المخلصين للوصول الى القتلة والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزائهم العادل ازاء مااقترفوه من جريمة قتل شنعاء بحق هذا الشاب البطل من ابطال المقاومة الجنوبية. الشهيد عمار من مواليد عدن في 9/3/1993م وعاش وتعلم واستشهد فيها في 6/2/2016.. لك الخلود ايها الشهيد البطل عمار ولا نامت اعين الجبناء فدمك لن يذهب هدراً وسينكشف المجرمون عاجلا ام اجلاً وان لله وان اليه راجعون.