ما أجمل أن تصمت لغة الموت لتحل محلها لغة الحياة وأن تنطفئ السنة البارود ويعم السلام ويحل الوئام الذي وينشده كل الخيرين ليس في الداخل فحسب وإنما في جميع أرجاء المعمورة. فمن ذا الذي لا يريد مجتمعاً يسوده الخير لا دموعا فيه ولا أحزان فكم هي اعداد الثكالى وكم ايتاما وكم من الارامل تخلفها السنة الحروب وتفتك بكل جميل في كل مجتمع تجثم بكاهلها عليه وتنخر عظام أفراده وتجلب الويلات ولا تاتي أبدا بالخيرات.
اما بالنسبة للمستجدات العاصمة زنجبار فقد شهدت بالامس حملة نظافة تطوعية من قبل مجاميع من الشباب وكذا أفرادا من الحزام الأمني فضلا عن عمال النظافة بحسب شبكة أبين الاخبارية وحقيقة فقد جاءت الحملة التطوعية في وقت كانت العاصمة زنجبار قد أوشكت على الغرق والاندثار تحت أكواماً من القمامة التي لوثت المنظر الحضاري واستبدلت اياه بمناظر مغرفة لاتشرح الصدر ولا تسر الخاطر الحملة التي كانت قد بدأت امس وتحديداً الأربعاء عصرا ما زالت مستمرة إلى هذه اللحظة التي يكتب فيها المقال وفق ما ذكره وأكده شهود عيان من السكان . وقد تمت الاستعانة بشيولات وقلابات لرفع اكوام القمامة التي تناثرت على امتداد الشوارع الرئيسة في ظل غياب تام لدور السلطة المحلية الا من رحم ربي وانكر بقلبه اما الغالبية منهم فقد آثروا الصمت وغض الطرف حتى وصل الحال الى ما لاطاقة لاحتماله او جدوى من تجاهله واهماله فقد بات يشكل خطراً يهدد حياة الناس بكارثة وبائية قد لا سمح الله لن تبقي ولن تذر سيما وانه من الاستحالة ان يؤدي مكتب الصحة دوره لا بتوفير كادر الاطباء ولا حتى بصرف حبة دواء. واما الماء وما ادراك ما الماء الذي قال فيه رب السماء انه خلق منه كل شيء حي وهم لا يريدون هذا الحي فقد تم الاطباق وتضييق الخناق الى ابعد مما يتصور القراء الكرام الذين يسكنون في المديريات المجاورة لزنجبار وكذا المحافظات ومازاد الطين بلة عذرا أقصد جفافاً ( فمن أين ستأتي البلة ونحن نفتش عن قطرة ماء للشرب ) هو قيام أحد المزارعين بحملة تنظيف وتهيئة لمزرعته وعند إحراقه للمخلفات أحرق أنبوب المياه القادم من الكود لامداد العاصمة بالمياه الصالحة للشرب فقد كان يشكل نسبياً حالة افضل من انعدامه وان توقف ضخة على بعد مسافات ليست بالقليلة من منازل السكان لكن كما يقولون شيء احسن من لا شيء رغم المشقة والعناء في جلب الماء وبهذا العمل قطع المزارع عصب الحياة والناس في تذمر وتسخط فحتى هذه القطرات انتهت وتعذرت واذا ما عدنا للبوز فهي بدورها أيضاً قد تعرضت للحظر النسبي عقب قيام أحد الانتحاريين بتفخيخ لبوزة ماء وتفجيرها على أفراد من الجيش في إحدى النقاط الامنية بشقرة أو على مقربة منها كماردد الشارع وهي تبعد عشرات الكيلو مترات عن العاصمة لكن هذا العمل القى بظلاله كالعادة على سكان زنجبار وأصبح الحصول على بوزة ماء أمراًً صعب المنال
هذا هو الواقع في زنجبار ومع ذلك يحاول المواطن دوماً التغلب على واقعه المرير والتكيف مع هذه الظروف ويتفاءل بالغد عله يأتي بالجديد وينعم بالخدمات وتتدفق المياه في جميع الاحياء لتعيد نبض الحياه للبشر والحيوان والشجر وتصرف مرتبات العباد التي انتصف شهرها الثالث وهي ما تزال قيد الاقامة الجبرية حتى هذه اللحظة ولم يتم الإفراج عنها وإطلاق سراحها لتصل إلى أهلها وذويها الذين عانوا الامرين بسبب غيابها وينتظرون بفارق الصبر عودتها التي طالت بشكل لم يسبق له مثيل.
فهل من مجيب شخصياً أظن ذلك لانني على يقين ان سلة المهملات قدامتلات بما فيه الكفاية أو أوشكت على الامتلاء ولذا فربما نجد منكم من يلبي النداء ويخفف عن الناس شدة العناء وعظم البلاء وبهذا اكتفي ولي معكم في الغد بإذن الله لقاء.