في البدء تحية للكاتب المخضرم صالح محمد قحطان ابو وضاح ومواضيعه المميزة . التي تبصر الأعمى وتسمع الأصم . تبني في نقدها البناء ، وترسم خرائط مستقبلية لمن يرتشف مع إطلالة شمس كل صباح من فنجان الأمل بغد أفضل .
تناول في موضوعه الأخير في الثامن والعشرون من أغسطس للعام السادس عشر بعد الألفين للميلاد موضوع مقارنة صريح مميز بين العقليات الشمالية والجنوبية .
سبق وأن تناول العبد الفقير لله بن جرادي هذه المقارنة في موضوعين سابقين هما ( اللاعب البديل ، وكيف ولماذا ؟ ) ولكن بأسلوب مختلف ففارق العمر وتجارب الحياة والخبرة تجعل كفة ميزان ابو وضاح أرجح .
المهم استهداف تنوير العقول ولناء الإنسان هو الهدف التنموي الأول والهام لمن يريد جنوبا قويا موحدا ودولة حضارية تنموية . مازلنا نعاني كثيرا من الحنين إلى الماضي وأن يعود رأسنا كما كان قبل ليلة القدر .
فنحن يا أستاذي القدير نعيش في دنيا الأماني لم نستطيع أن نكسر طوق عقلية السبعينات التي تحاصرنا في كل زاوية ، وتحشرنا في ركنها المظلم لم تزل تنشر صور كيف كان الفعل الماضي الناسخ ، لدينا صميل منظم وعقل واحد شمالي مفكر لم تزل أذيله تحن إليه وتدعوا إليه وتمشي في هداه في أقوالها وتصرفاتها وشعاراتها وحتى في مسيراتها ومنصاتها وأحفاد أحفادها ، مازالت هذه العقليات تهوى البرمة طعام وسميرا نوف شراب والبدلة السفاري زى رسمي ، وتمشط شعرها بكشة الأفرو . سيدي أنها لعنة ( من عدن لا بكين ومن موسكو لا برلين . ويا شباب العالم ثوروا يا عمال يا فلاحين ) برقم كبر سنها وتساقط أضراسها والتجاعيد تملا وجوهها القبيحة ، لكنها بتحاول أن تبدوا شبابية تصبغ شعرها تسرد القصص للشباب كيف كنا نلعب اللحجية والرأس نشوان . ونصنع مع الاحتساء القرارات والأحلام . فيخرج الشباب في انتشاء القصص الغرامية يزهون داعون لتلك الأيام . مما أثار مخاوف الكثير في الداخل من عملية الانفصال مادام تلك الوجوه لم تزل تطل من خلف الستار وتدفع في الشباب المنتشي إلى الساحات متمنطقين . أخاف حفيظة الإقليم والعالم في النظر إلى مطالبنا والوقوف معنا في سبيل تحقيقها . لم نزل في خوض الصراع على المناصب بالاستحقاق النظالي والإرث النضالي . عم صالح حفظك الله لقد أثبتت الأيام من يخونون الشرفاء ويصنفون الكرام هم الحجرة العثرة . هم إذناب عفاش وتلاميذ عبد الفتاح .
هم المصرين على الوحدة لأنهم سنوات طوال أقسموا عليها ولا يستطيعون أن يبروا قسمهم بصيام ثلاثة أيام لأنهم لم يصوموا لله قط يوما .
هم الداء هم الداء سيوفهم مسلولة وميليشياتهم ممدودة تهدد الرقاب . ولا تريد لصوتك ولصوتي أن يكون له صدى . ولا تريد لمنطق العقل أن يعمل . تدغدغ مشاعر الشباب بأنشودة ( غني يا عدن الثورة ) .
اعذرني أستاذي القدير وليعذرني القارئ الكريم اذا أسهب قلمي . فأنها الحقيقة المرة التي نعاني منها عقول نسج عليها العنكبوت وباضه عليها الحمامة . لا ترى ألا نفسها ولا تفكر ألا بذاتها تدعوا لأربابها تصلي بلا وضوء وتصوم بلا هلال وتفطر بالكأس وتنام بتفسيخ القات . فلا تصمت أقلام الشرفاء يا زعيم الأقلام الشريفة . دون أن تحقق هدفها في خلق ثقافة جديدة مغايرة لثقافة تلك العقول سنظل في الميدان تناوشهم أقلامنا حتى يحكم الله بيننا وبينهم .
وضع نصب عينيك أنت وكل الأقلام الشريفة وخلفكم القراء الكرام ومعكم تلميذك العبد الفقير لله ( أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .