طبيعي ان تحقيق الخطة الأمنية الشاملة الذي أتبعها الاخوة عيدروس وشلال، هو موضع الأمل ، وهو أُمنية كل جنوبي وكل مواطن يمني يؤمن بحق الإِنسان في حياة آمنة مطمئنة ولاسيما بعد أن أثبتت الأحداث التي أغرقتنا في سيل من الدماء والدموع والآلام ، وآخرها " مذبحة المجندين بالأمس " الذي غرر بهم وكانوا طُعما ! وإن كانت بمثابة رسالة لدول المنطقة ان (عدن) لا تصلح ان تكون *العاصمة* ! وان التحالف والشرعية قد عجزا تماما عن تحقيق الأمن في المناطق المحررة وهي رسالة أتية من مركز القيادة والتدريب في صنعاء ومن المتنفدين في الجنوب .
ولعل اصدق جواب على هذه الرسالة !!كما من التساؤلات التي تدور في أذهان الكثيرين ، هو ان أمريكا تلعب أكثر من دور في المنطقة وفي اليمن بالتحديد مستغلة النقطة الأولى اختلاف وجهات النظر بين دول الخليج حول الحرب في اليمن كعمان وقطر !! واليمن الأكثر أهمية وهي لغة المصالح التي تفهمها أمريكا جيداً وركيزة أُخرى بينها وبين صالح .
يريدا بها تجاوز حدود الواقع ! والتجهيز على نجاحات التحالف والعلن على فشلهما للعالم والدليل على ذلك ما تناولته الصحف الأمريكية بالأمس ( أن المجندين كان يراد منهم تدريبهم في إرتيريا أو جيبوتي ، ومن ثم يتم إرسالهم على الحدود لقتال السعودية !
معنى ذلك أن مكتب التنسيق ومكافحة الإرهاب الفيدرالي يعمل من داخل صنعاء ! وأمريكا تسعى من وراء ذلك إفشال الدور السعودي وعجز التحالف والشرعية ،، بأنهم فاشلون في استتاب الأمن حتى في المناطق المحررة ، وتريد القول ان السعودية هي وراء جريمة الأمس !
لهذا نتفهم جيداً ان هرولة وزير خارجيتها قبل أيام إلى السعودي " كيري " باقتراح تسوية سلام ، وإيجاد حلول ترضي الأطراف .. لم تأتي من فراغ !
ومن جهة أخرى أمريكا تفرض واقعاً جديداً لمصلحتها على المدى المتوسط والبعيد ! من خلال مصالحها السرية في صنعاء وهي بذلك لا تريد أن تفقدها في حالة تحرير صنعاء من أيدي المليشيات .
مصالح أمريكا تجاوزت إلى حد ما .. وكما يبدوا فهي أكبر من المصلحة السياسية ! أو دونها ! بل تتعدى ذلك مثل مصلحة (عينية) مهربة من أمريكا لتجد من نظام صنعاء مخبأ آمن لها ولا يستبعد ذلك ليخوفوها عن الشعب الأمريكي التي لو علم بها لانقضى الأمريكان ن على البيت الأبيض والبنتاجون ومجلس الشيوخ !! لكنه سيفعل ذلك (وبالذات الأمن القومي) لذلك كلما تقدم التحالف خطوة وانتصارا وتحقيقا عسكريا على الأرض سارعت أمريكا بإخفاقها ! والموقف هو سيد الكلمة !
فتبادل المنافع بين صنعاءوأمريكا ليس " عملة أخلاقية" ولكنه تبادل مصلحي سياسي ذاتي ، يلعب فيه الصراع والتوافق أدوراً مختلفة للوصول إلى أقصى مصلحة ممكنة .
من الضروري التنبيه للتحالف له وبقوة قبل الدخول لبعثرة التفاصيل إلى خطورة الوقوع في المصايد ! وبالأخص الإعلام المراد منه إيقاعنا في حالة نفسية مزعجة لنفقد الرؤية الواضحة إمامنا . فبالأمس تناول الإعلام الأمريكي نقلاً عن قنا Mt وقناة العالم المرئية ، نبأ مقتل عبد الملك الحوثي ، بالتعاون اللوجستي الأمريكي من رصده عبر الكاميرات ودخوله الكهف وتمت العملية بنجاح !! امرا عجيباً ! لا يحتاج .
جزء من المصايد الإعلام الغربي !
أضيف هنا ان أمريكا عملت جاهدة حيال عدم نقل البنك المركزي بصنعاء إلى العاصمة عدن ، مع انه كان هناك تنسيق بين إطراف مهمة لمساعدة ذلك إلا أنها قوبلت بالرفض من أمريكا ! بالرغم من مظاهر التدهور الاقتصادي الجلية للعيان .
ولا يحتاج منا ان نجول ونصول في أحوالنا من تردي الخدمات وانعدام الكهرباء والماء ومنشات مشلولة وحركة مشاريع موقوفة ، هذه الحرب بظاهرها المستمر والمستعر ، وباطنها قطيعة وحرب استنزاف اجتماعية ينزف عنها أجسام الجنوبيين يُشقيها ويشل قدرتها .
إنا أقول للجنوبيين (( لنا في لقاء الأعداء عِبرة )) نحن لأتعيش في عالم مثالي هذا صحيح ولكن علمتنا تجارب السنين ان هناك طريقاً للخروج من هذا المأزق الذي سماه البعض منا ""تشاؤم " ولكن هو طريق الصحوة .. ان نتكاثف ونتناسى الأذى نحن المستهدفون "من بتر هويتنا " علينا ان نغرس هويتنا في الأرض ونظللها بزرع الأشجار لنحميها . الفلاسفة الألمان كان ا يقولون ؛ ( لقد عرفنا الأعداء ؛ أنهم .. نحن !) .