يتفق ويجمع الغالبية من الجنوبيين ان لم نقول الكل بعد كل ما عانوه من أكذوبة الوحدة على الخلاص منها واستعادة دولتهم وأن اختلفت الرؤى والشعارات بين من يرفع شعار التحرير والاستقلال ومن يرفع شعار فك الارتباط والفدرالية المزمنة المنتهية باستفتاء الشعب الجنوبي إلا ان الهدف واحد ،، والسؤال كيف يمكن تحقيق هذه الرؤى والشعارات وبالذات في ظل الظروف والمستجدات الجديدة التي فرضتها ووفرتها عاصفة الحزم ؟؟؟
ان استعادة وبناء دولة الجنوب الحرة المستقلة لا يمكن له أن يتحقق إلا عن طريقين إما عن طريق القوة العسكرية وهذا الخيار في الظرف الراهن غير ناضج وغير ممكن لأسباب داخلية وخارجية ،، وإما عن طريق دعم العالم لحق الشعب الجنوبي بتقرير مصيره وهذا الخيار اليوم ليس في أولويات اهتمام أصحاب القرار الدولي ..
إذن ماهر الحل وكيف يمكن العمل اليوم ؟؟؟؟
في اعتقادي ان الظروف التي تعيشها الثورة الجنوبية والتطورات والمستجدات التي فرضتها ووفرتها عاصفة الحزم تستلزم من الجنوبيين العمل اليوم بمسارين اثنين يختلفان في الوسائل والطرق ويلتقيان في تحقيق الهدف شريطة أن لا يعرقل أو يعمل إي مسار منهما ضد الآخر وهذين المسارين هما ...
...المسار الأول هو الحفاظ على الانتصارات التي حققتها المقاومة الجنوبية في تطهير وتحرير مناطق الجنوب المحررة وذلك من خلال دعم جهود وعمل السلطات الجنوبية العسكرية والمدنية في تأمين وحماية وإدارة هذه المناطق من خلال..
1.. بناء المؤسسات العسكرية وفرض هيبة وسلطة الدولة.
2.. استكمال تطهير وتحرير بقية المناطق الجنوبية الغير محررة.
3.. تطهير أجهزة السلطة ومؤسسات الدولة من العناصر الفاسدة والموالية لعصابة صنعاء وإحلال بدلا عنها عناصر جنوبية ذات كفاءات علمية ومهنية ونزاهة.
4.. عدم السماح لعودة إي قوات عسكرية أو أمنية شمالية إلى مناطق الجنوب تحت إي عذر أو شماعة..
ان نجاح الجنوبيين في هذا المسار لا يمكنهم فقط من إدارة مناطقهم والسيطرة عليها بل ويرسل رسائل إيجابية للعالم تساعد على دعم الجنوبيين في حقهم في استعادة وبناء دولته الحرة المستقلة. .
... المسار الثاني الذي ينبغي العمل فيه هو استمرار مكونات وقيادات الحراك الجنوبي بنضالها السلمي المطالب بفك الارتباط وحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم واستعادة وبناء دولتهم الحرة المستقلة ولا شك أن النجاحات التي يحققها الجنوبيين عبر المسار الأول سوف تساعد هذا المسار من التحرك لإقناع العالم في حق الشعب الجنوبي بتقرير مصيره ولكي يستطيع هذا المسار من تحقيق نجاحات لابد كشرط رئيسي لهذا النجاح من وجود قيادة جنوبية سياسية موحدة وفاعلة تنتهج العمل المؤسسي وخطاب وطني جنوبي يطمئن الداخل والخارج ،،
الخلاصة من الخطأ ان نتخلي عن مطالب الحراك وشعاراته المطالبة بحق الشعب الجنوبي في استعادة دولته الحرة المستقلة، ،، ومن الغباء كذلك ان نفرط في الانتصارات التي حققتها المقاومة الجنوبية وأن لا نستفيد من الفرص التي وفرتها عاصفة الحزم ولذلك فان من مصلحة الجنوب والثورة استمرار العمل والنضال في هذين المسارين وتكامل العمل الجنوبي بهما كشرط لتحقيق الهدف الذي يناضل من اجله الجنوبيين فبناء مؤسسات الدولة يوفر الأسس التي يمكن ان تبنى عليها دولة الجنوب القادمة ويشكل النموذج الذي يقدمه الجنوبيين هنا عاملا مهما كما أشرنا لتفهم ودعم العالم لمطالب الجنوبيين ،،
كما ان استمرار نضال الجنوبيين السلمي المطالب باستعادة دولة الجنوب الحرة المستقلة والحفاظ على حماس الشارع ومعنويات الناس وتشكيل قيادة سياسية لمكونات الثورة يشكل قوه ودعم حقيقي للقيادات الجنوبية التي تعمل في الميدان بالمناطق المحررة وضمانه رئيسة لتحقيق وانجاز اهداف الثورة وحمايتها من اي انتكاسة او مؤامرات ...
ومن المهم كما سبق وأن أشرنا ان يتم العمل في هذين المسارين بنفس جنوبي واحد وان لا يسمح لأي تصادم او تشكيك او عرقلة بين مسار وآخر فكلاهما ضرورة لخدمة الجنوب في تحقيق أهدافه وتطلعاته نحو الحرية وبناء دوله الجنوب الحرة المستقلة ....