كل جهد صادق ومثابر في زمن ندرة فيها الإسهامات العفوية التي تنطلق من رحم المعاناة تظل تعاني الجحود وتصد من لوبي الفساد وتكاد ان تتطبع هذه الثقافة الدخيلة على مجتمعنا وعلى وجه الخصوص الجنوبي وأصبحت لغة الحياة تعلو فيها شبح العنتريات الممقتة كتقليد دخيل في ثقافتنا منذ عقدين من الزمن لم نرى فيها إلا كل تشويه للقيم والثقافات لجيل يجهل ماضي وثقافة إباءه وأجداده وتاريخ بلده التي كانت تسمو فيه كل القيم والتراث الخالد المرتبط بعنفوان أفذاذ الرجال وسماحة أخلاقهم الكريمة وتراث جدير بالاعتزاز به والأخذ من ثناياه كل جميل وقيم لتتطبع بسلوكنا الذي اهتز وتأخر كثيرا عن ركب التطور والتأهيل واتجه مكرها لاتجاهات غير سوية لاتساعده على تحمل المسؤولية مستقبلا لأنه أصبح لايمتلك إي مقومات علمية أو ثقافية تجعل سلوكه مستقيما وليس معرضا للاستقطاب لأي اتجاه كان ..
ومع كل تحسن في حالتنا الاجتماعية والأمنية والتربوية تظل بعض السلبيات مرتبطة بكثير من الناس الذين تعودوا على طريق الفوضى والفساد في كل مناحي الحياة مواكبة لأي جهد ناجح ونشاط حيوي يصلح ماافسدة العطار ولعقود من الزمن ظلت عناصر في مراكز قوى تسيطر على كثير من المرافق الخدماتية والاغاثية وشؤون واحتياجات المواطن وفي ظل عدم استكمال مقومات الدولة . في كثير من المدن المحررة ومنها أبين العزيزة والمكلومة التي وصلت أحوالها إلى أسوأ حال ومديرياتها المتباعدة .وهنا في لودر نتحدث عن جهود تبذل لجمعيات كانت السباقة دون غيرها في مساعدة مواطني مديرية لودر المتضررة منازلهم منذ عام 2012وعام 2015م من حربين متتالين في اقل من ثلاث سنوات والتي أهملت ولم تحظى بأي مبادرات حقيقية سوى من السلطات الرسمية أو الجمعيات الأخرى ويجب ان نتحدث عن جمعية التكافل الإنساني التابعة للمفوضية السامية للأمم المتحدة وبكل تجرد بأنها السباقة والأولى التي مسحت المنازل المتضررة وسلمت المستفيدين المبالغ فورا لترميم منازلهم.
ورغم حجم الدمار الذي لحق بمدينة لودر وقراها المجاورة الذي تجاوز إمكانية جمعية التكافل الإنساني وصعوبة استيعاب كل المتضررين مع كل ذلك أصبحت حقيقة واقعة يعيشها المواطن في لودر وقراها ولان هناك مراحل ليست بالقصيرة جعلت من المواطن يشعر بنوع من الإحباط واليأس وحين جاءت هذه الجمعية لم يستوعب المواطن مايحدث وذلك طبيعيا .وما يحز في النفس كثيرا ان لوبي الفساد لن يترك إي نجاح يمر بسهولة ودون ان يكون المواطن مساعدا لتلك الجمعيات في تسيير عملها ومساعدتها للمواطن المتضرر وعدم إتاحة الفرص لأعداء النجاح بإعاقة جهود الخيرين عندما يظهرون المحبطون من تحت الرماد ويحاربون بكل قوة نجاح إي مشروع قد حرمت منه مديرية لودر لعقود من الزمن جاءت مبادرة هذه الجمعية تحت ضغط نفسي كبير لم يصدق المواطن ان ذلك ممكنا عمليا إلا عندما بدأت الجمعية تنفذ مشروعها فورا ولان التجربة جديدة كانت الآراء متضاربة مع إننا نقر بعدم استكمال كل المنازل المتضررة في هذا المسح الميداني ونتعشم ان تحذو الجمعيات الأخرى حذو جمعية التكافل الإنساني التي قدمت جهودا جبارة تشكر عليها ونقول للذين يصطادون في المياه العكرة لقد ولى عهد الارتهان لترهاتكم ولكل قافلة تسير بخطأ ثابتة أبواق تنبح وآن لها ان تعود لجحورها وتترك المواطن يتنفس الصعداء..