استخرج رفات الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لاجراء تحقيقات على خلفية اتهامات بمقتله، لينضم بذلك لقائمة من الشخصيات المعروفة التي اعيد استخراج رفاتها من قبورها عبر التاريخ ولاسباب مختلفة. نختار هنا بعضا من ابرزهم: 1-اوليفر كرومويل عسكري وزعيم سياسي بريطاني توفي عام 1658 وخضعت جثته لعملية تحنيط، كما اجريت له جنازة رسمية ثم دفنت في كنيسة ويستمنستر. وبعد استعادة الملكية في انجلترا استخرجت جثته وجثتان اخريان وقطعت رؤوسها. ويعتقد أن جثته ألقيت في حفرة في موقع لتنفيذ عقوبات الاعدام على مقربة من مكان يعرف حاليا بمنطقة ماربل ارتش في العاصمة البريطانية لندن، وثبتت رأسه فوق وتد وعرض على سقف مبنى ويستمنستر هول. وخلال القرن الثامن عشر اعتبر الرأس قطعة يهتم بها هواة جمع المقتنيات والتحف والاشياء الغريبة، وفي عام 1815 جرى تحليل الرأس والتأكد من كونها رأس كرومويل. 2- جيسي جيمس راجت شائعات بشأن وفاة زعيم العصابة الامريكي في عام 1882، وبناء عليه استخرجت جثة افترض أنها جثته في عام 1995 لاجراء تحليل الحامض النووي (دي ان ايه). واظهر التحليل انها جثته بالفعل، حيث جاء الحامض النووي متفقا مع سجل افراد عائلته. غير ان جثتين أخريين استخرجتا بعد ذلك، من بينها جثة لرجل قيل انه رجل عرف اثناء حياته باسم جيسي جيمس. 3- هيلا سيلاسي استخرجت جثة اخر امبراطور لاثيوبيا بعد اكتشافها مدفونة اسفل مرحاض في القصر الامبراطوري في اديس ابابا عام 1992. وحكم سيلاسي اثيوبيا طوال خمسة واربعين عاما وكان ينظر اليه انصار الحركة الرستافارية الدينية بانه التجسيد الحي للرب. وقد أطيح به في انقلاب عسكري بزعامة الدكتاتور مينغيستو هيلا ميريام عام 1974، وسجن في القصر قبل وفاته. وثمة اعتقاد بان معتقليه اقدموا على قتله. وفي عام 2000، اي بعد 25 عاما من وفاته، اعيد دفنه في كاتدرائية الثالوث في اديس ابابا. 4- ايفيتا جرى تحنيط جثة زوجة الرئيس الارجنتيني خوان بيرون، لكن في اعقاب انقلاب عسكري في منتصف الخمسينيات اراد حكام البلاد الجدد استخراج الجثة في جنح الظلام من مقر لنقابة عمال في بوينس ايريس، وربما وضعت في شاحنة لفترة من الوقت في شوارع المدينة، خلف شاشة عرض سينمائية وداخل محطة مياه بالمدينة اضافة الى مكاتب الاستخبارات العسكرية. وفي عام 1957 بمساعدة سرية من الفاتيكان، دفنت في ميلانو بايطاليا تحت اسم مستعار. وبدأت تظهر رسوم غرافيتي (جداريات) في بوينس ايريس تسأل "اين جثة ايفيتا بيرون؟" وفي عام 1971 استخرجت الجثة ونقلت الى منزل جديد لخوان بيرون في مدريد، وبعد عامين انتخب مرة اخرى رئيسا للارجنتين، غير انه سرعان ما توفي بعد فترة قصيرة، واشرفت زوجته الثالثة، ايزابيل، على استرداد الارجنتين لجثة ايفيتا. وهي الان ترقد في ضريح لعائلتها محصن بشكل كبير وأشبه بملجأ نووي. 5- تشارلي شابلن تعرض قبر النجم الكوميدي الشهير لنبش على يد شخصين في مارس/اذار عام 1978، حيث استخرج رجلان الجثة ودفناها في حقل للذرة وطالبا محامي شابلن بفدية. وكان الجثة قد استخرجت من مقابر في قرية في سويسرا ثم اعيد دفنها في نفس القبر بعد ثلاثة اشهر في المنطقة التي قضى فيها شابلن الخمسة وعشرين عاما الاخيرة من حياته بعد اعتقال الجناة. لكن في هذه المرة جرى بناء قبر خرساني قوي. 6- اليزابيث سيدال عندما توفيت زوجة الفنان الانجليزي والشاعر غابريل روسيتي جراء تعاطي جرعة زائدة من الافيون عام 1862، دفن روسيتي ديوانا شعريا له الى جانبها. وبعد سنوات من ذلك ونتيجة ضعف بصره اصبح من الصعب على روسيتي رسم لوحات فقرر استرداد ديوانه الشعري من القبر، وبناء عليه كان لزاما حصوله على اذن من وزارة الداخلية. وقد حصل بالفعل على إذن الوزارة على الرغم من كونه اراد اتمام العمل في سرية قدر الامكان. كان شاهد القبر قد انتزع، وظهر الكفن مفتوحا وقد اصاب التلف المخطوطات الشعرية. وقيل انه اصيب بخيبة امل عندما وجد صفحات ديوانه قد اصابها تلف شديد، وعلى الرغم من ذلك ظهرت اشعاره بعد عودتها من القبر. 7- كرستوفر كولومبوس طلب كرستوفر كولومبوس بناء على وصيته أن يدفن في امريكا، لكن في ذلك الوقت، اي في عام 1506، لم توجد كنيسة مناسبة لذلك وقت وفاته، لذا دفن مبدئيا في مدينة فالادوليد الاسبانية ثم نقل بعد ذلك الى دير في اشبيلية. وفي عام 1542 استخرجت الجثة ونقلت الى هسبانيولا حيث دفنت في سانتو دومينجو (وهي الان عاصمة جمهورية الدومينيكان). وفي نهاية القرن السابع عشر تنازلت اسبانيا لفرنسا عن الجزء الغربي لهيسبانيولا، لذا نقلت جثة كولومبوس الى كوبا. وعندما حصلت كوبا على الاستقلال في عام 1898، نقلت الجثة مرة اخرى وعبرت المحيط الاطلسي للمرة الاخيرة وهي الان ترقد في كاتدرائية اشبيلية. والشئ الوحيد المتفق عليه على الاقل هو وجود صندوق يضم عظاما منقوش عليها اسم "كرستوفر كولومبوس" في عاصمة الدومينيكان. وقال الباحثون الذين اخذوا عينة لاجراء تحليل الحامض النووي (دي ان ايه) من الجثة المدفونة في اشبيلية تتفق مع تحليل (دي ان ايه) لدييجو، شقيق كولومبوس، الذي دفن بالقرب من اشبيلية. 8- فرجينيا بو تزوجت فيرجينيا كليم بابن عمها الكاتب الامريكي أدجار الان بو في سن الثالثة عشر، وتوفيت متأثرة بمرض السل وهي في الرابعة عشرة من العمر، عام 1847. ودفنت جثتها في البداية في قبر العائلة التي استأجرت اسرة بو منزلا قريبا منه في فوردهام على مقربة من فيلاديلفيا. وفي عام 1875 دمر القبر، وبعد سنوات حصل وليام جيل، احد كتاب السيرة الذاتية لبو، على عظامها، إذ كان متعهد الدفن ينوي القاءها بعيدا. وضع جيل العظام داخل صندوق تحت سريره وبعد خمس سنوات اعيد دفنها الى جانب زوجها في مقبرة بنيت من اجل الكاتب في عام 1975 في ويستمنستر هول وفي منطقة هي الان (جامعة كلية ماريلاند للحقوق في بالتيمور) كبديل للمقبرة البسيطة الاصلية خلف نفس المقابر. 9- ماري كوري نقلت رفات ماري كوري وزوجها بيير في عام 1995 من مقبرة صغيرة الى مدفن العظماء (بانثيون) في باريس، من اجل تكريمها وتخليدا لأعمالها. كانت العالمة التي ولدت في بولندا فازت بجائزتي نوبل وحققت انجازات في مجال الاشعاع، وتوفيت جراء الاصابة بمرض اللوكيميا (سرطان الدم) في عام 1934 (نتيجة التعرض لاشعاع). 10- شي جيفارا
اعتقل الزعيم الكوبي الثوري، الارجنتيني المولد، واعدم بالرصاص في بوليفيا عام 1967. وظل موضع دفن جثته سرا لعدة سنوات الى ان كشف عنه جنرال بوليفي عام 1995 كان قد شارك في عملية دفنه بجانب مدرج للطائرات، بالقرب من الموقع الذي قتل فيه. وبعد عامين استخرج الرفاة وأعيد الى كوبا بمناسبة احياء الذكرى الثلاثين لوفاته، ويرقد الان في ضريح ومتحف جيفارا، وهو مفتوح للزائرين، وقد اثيرت بعض التساؤلات بشأن ما اذا كانت الجثة التي استخرجت عام 1997 هي فعلا جثة جيفارا الاصلية.
