"فيا عيدُ من عبّأ الضَّوء موتاً ودسَّ في آباطِهِ العسكرا؟" البردُّوني العقل حنبة والضمير تعب الوطن الشهيد الوطن الجريح الوطن المختطف. الوطن الذي ذهب ولم يعد. اللهم تقبل الشهداء وداوِ الجرحى وفك أسر المعتقلين/المختطفين. اللهم ارفع عنا الألم وابعد عنا النقم واغدق علينا بالنعم. اللهم إنا نسألك نعمة في وطن ودولة عدل وقانون. اللهم وارزقنا ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم إنا ننتظر إشراقة شمس الوطن في يوم عيد.. الشعوب تدفع ثمن غياب القائد. الشعوب بلا قيادات هي كتلة رخوة بلا مقومات الشكل. القيادات أعمدة بناء وانتظام مسارات في الاتجاهات الصحيحة باتجاه الهدف. الشعوب بلا قيادة هي حالة سائلة من الوحل ومستنقع أوبئة ومصدر أمراض فتاكة على كل البيئة المحيطة وعفن لا يطاق. إذا غاب القائد الوطني أياً كانت أسباب الغياب حضرت شياطين العمالة متصدرة المشهد باسم الوطن وحينها تدفع الشعوب الأثمان الكبيرة لاستعادة الوطن وصراع قد يطول بين الوعي واللا وعي بين الوطنية واللا وطنية(أذناب العمالة). الوطنية وعي صادق وتضحيات كبيرة. اللا وطنية وعي كاذب وتضحيات تدفعها القطعان المغفلة. 13سبتمبر=26سبتمبر/2. *** لا أشك في النصر للحق وهزيمة الباطل ولو مجرد شك في خاطرة على البال لكني الذي تأخذني الحسرة أن الخمس سنوات إلى السبع إلى العشر والعشرين سنة/عاما ليست بالقليلة هذه السنوات تعني الكثير من العبء وأجيال تتخلق من بطون الكارثة ليست إلا مضاف عبء فوق الأعباء الثابتة. وأنت تزيح الباطل من على كاهل هذا الوطن ولو على مسافة الخمس سنوات تلك ليست بالقليلة فذلك الجهد وتلك الطاقة ماذا لو كانت على مسارات التنمية والإعمار؟ كم ستصنع من الفارق في سلم التقدم والنهوض؟ وانظروا لخمس عشر عاما في تركيا مع حزب العدالة والتنمية وحجم الانتقالة بين ماض سحيق وحاضر مشرق. ليس المهم متى سننتهي من هكذا وضع؟ أو متى النصر؟ ولكن الأهم: هل بعد كل هذا -والذي حتما سيزول كانتفاشة كما وصفها رمز الحرية الأستاذ محمد قحطان- هل بعد كل ذلك نحن بالذي سيعرف من أين يبدأ على رؤية واضحة وهدف مرسوم؟ لا أشك في النصر لكني كبير الشك في انطلاقة ما بعد النصر لسبب من مساحة النسيان الكبيرة في ذاكرة هذا الشعب ولا قيادة تحمل الرؤية نحو الوطن.. أرجو أن لا ننسى كما أرجو أن يكون الزمن القادم زمن الرجولات وقيادة لا تُخدع قيادة ذات "ضمير جيد والعقل الجيد". إنه زمن الوطن، الوطن الذي لا يقبل بنصف رجولة أو نصف حل.