يبدو ان العقلية العاطفية الجنوبية المسكونه بالحماس' الثوري المفرط نتيجة التربية والتعبئة الخاطئة هي التى تتحكم بمزاجنا السياسي ولا تعرف الوسطية والاعتدال في عملها السياسي فأما حب وولى وتمترس إلى حد التقديس للافراد . . وأما كره إلى حد الحقد البغيض لذلك تجدنا نغالي في مدح الناس وكانهم ملائكة معصومين من الاخطاء وننسى إنهم بشر عرضه للزلل والأخطاء ومن ناحية اخرى نتمادى كثيرا في قدح كل من نختلف معهم الى حد الفجور فلا نترك كلمة من كلمات القبح والسوء والشتم واتهامات الخيانه والعمالة الا والصقناها بكل من نختلف معه ثم ناتي ونزايد على شعارات ومبادئ الديمقراطية واحترام حقوق وحرية وكرامة الانسان والتمثل بقيم أخلاق ديننا الحنيف الخ ... لايوجد بشر على هذه الارض ملاك معصوم من الخطاء وطالما وهم بشر فإنهم عرضه للأخطاء وعرضة للنقد وللمسائلة والمحاسبة . وعلينا ان نتعلم من تجاربنا فقد بالغنا كثيرا في مدح بعض القادة إلى حد التقديس والتمترس وكما بالغنا بتقديسهم اسرفنا في نفس الوقت في ذمهم والاساءه اليهم وتخوينهم الخ ... وتجربتنا غنية في الأمثلة. وأخشى ان من يتمترس اليوم حول بعض القيادات سوف يشتمهم ويخونهم غداء كما حدث مع باعوم وطارق الفضلي وغيرهم .. دعوا الناس تنتقد وتتكلم عن الأخطاء طالما وهو نقدا يراد منه تصحيح الأخطاء وتجاوز السلبيات من اجل التقويم والنصح والبناء وليس من اجل الهدم والتشوية والإساءة للآخرين.. لان النقد الذي يراد منه تصيد الأخطاء واستغلالها لتصفية حسابات معينة وتشويه الآخر واحراق كل عمل او جهد صادق هو نقد ليس فقط غير مطلوب بل ومرفوض. ان الدفاع عن الأخطاء والتمترس خلف الأفرا تحت اي مبرر او شعار جريمة ،، وان النقد لمجرد النقد ولتصفية حسابات خاصة جريمة أكبر. .