القيادة الجماعية لجبهة التحرير والتنظيم الشعبي في الذكري الثانية بعد رحيل المناضل الجسور عبدالله عبدالمجيد الاصنج "أبو محمد"
في هدا اليوم الحزين 17 سبتمبر 2014م الذي صدمنا بفاجعة رحيل الرمز المؤسس للنضال الجنوبي ومؤسس للحركة العمالية وموسوعة الفكر القومي المناضل الكبير عبدالله عبدالمجيد الاصنج "أبو محمد"
رفاق المسيرة والكفاح المسلح من ابناء شعبنا العظيم ومن مناضلي جبهة التحرير والتنظيم الشعبي خاصة. الحمد لله على كل حال القائل في محكم تنزيله (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) صدق الله العظيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
اليوم وقبل عامين نحيي ذكرى اليمة ذكرى رحيل قائد ومفكر ومؤسس عظيم بحجم وطن وفي هذه اللحظات التاريخية نقف موقفا تكرر مرات عديدة منذ أن أخذ ابناء الجنوب الاحرار يدافعون عن حقهم في الحياة الحرة الكريمة، وهو يوم من أيامنا التي ستبقى في ذاكرة التاريخ تتعلمها أجيالنا وهو يوم ودعنا فيه بطلا فذا من أركان عدن والجنوب الابي ورمزا وطنيا من طراز نادر وقائدا فذا ومقاتلا جسورا من أجل الحق والكرامة في وجه كل المستبدين.
لقد تميزت حياة الراحل (أبو محمد) بخصائص قل ما نجدها تتكرر في آخرين، لقد بداء حياته النضالية مند اواخر الاربعينيات واسس في بداية الخمسينيات الحركة العمالية وقاد مسيرتها وضمت مئات الآلاف وتجحفل خلفه كافة أبناء شعب الجنوبي الثائر. فقد سكنه الهم الوطني منذ الصبا ومع إن تجربة جبهة التحرير الجنوب تؤرخ لكثيرين التحقوا بها في سن الصبا إلا إن ذلك كان بعد أن صارت الجبهة أمراً واقعاً وملأت مدينة عدن والأرياف والبوادي بمقاتليها حيث كان منظرهم يجذب الجميع كبارا وصغارا وكان القائد الراحل عبدالله الاصنج المؤسس للكفاح المسلح ورفاقه في قمة قيادة جبهة التحرير والذ انبثق منها العديد من فصائل الكفاح المسلح واهمهم التنظيم الشعبي للقوة الثورية لجبهة التحرير. لقد تميز الفقيد بقدر كبير من الحكمة والشجاعة والصفات القيادية بين أقرانه وكذلك تميز الفقيد بالنزاهة والعفة عبر حياته النضالية وهو يقابل ربه اليوم بيد نظيفة وخلق قويم نسأل الله أن يجزيه عليه خيرا ويجزل له العطاء عنده في جنات الخلد.
وإننا في القيادة الجماعية لجبهة التحرير التنظيم الشعبي ونحن ندرك حجم الخسارة برحيل هذا القائد الرمز بمواصفات ابو محمد لم تخسره فقط القضية الجنوبية بل كان أبرز رموز التيار القومي في الوطن العربي، فإننا علي يقين بأنه أدى رسالته وكان أمينا على المبادئ التي آمن بها، فقد كان رحمه الله يعمل بدون كلل على جبهتين، الأولى إصراره على انتصار القضية الجنوبية والثانية الدفاع عن حقوق الامة العربية و علي راسها القضية الفلسطينية
إن رفاق النضال من مناضلي جبهة التحرير والتنظيم الشعبي وأصدقاء وتلامذة الراحل الذين أحزنهم رحيله في هذه المرحلة وهم بأمسّ الحاجة إليه، يعرفون أن ما تركه الراحل الكبير من تراث فكري ونضالي، سيظل حاضرا في ادهان الاجيال وفي مسيرة كافة المناضلين الذين كانوا يعتبروه قائدا ملهما ومشعلا لثورة هذا الوطن الغالي حتي النصر ومؤسسا للمدارس الفكرية والطريق الي الحرية
يا جماهير شعبنا الابي إننا في جبهة التحرير والتنظيم الشعبي تعودنا أن نعطي لهذا الوطن من قمتنا ونجوم مسيرتنا ومن أحب المناضلين إلى تجربتنا الوطنية وهذا في ذاته درجة كبيرة من الوفاء والبر كما يقول الله تعالى (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) فهذه هي جبهة التحرير تنفق مما تحب فقد قدمت في نفس العام الذي رحل فيه القائد ابو محمد عدد من خيرة قياداتها الميدانيين منهم الفقيد الراحل المناضل الرمز محمد علي شمشير الذي لحق برفيق نضاله القائد عبدالله الاصنج في اليوم الثاني مباشرتا حيث وقد سبقهما في نفس العام رفاق درب نضالهم الراحل ناصر عرجي والراحل باعزب والراحل الداعري واخرين وهذه المسيرة من قبل كرام مسيرتنا، وودعناهم جميعا كقادة تاريخيين من رفاق شهدئنا وقائدنا الرمز الذي أوفى بما عاهد عليه الله وما عاهد عليه رفاق دربه الذين سبقوه وهذه هي عظمة جبهة التحرير تعطي من أعلى ما عندها من القادة الأفذاذ والأسود البواسل ولذلك لا نرى في الأفق إلا احتمالاً واحداً فقط هو تحقيق كامل الأهداف التي فداها هؤلاء الأبطال بأرواحهم.
اننا نحزن لهذا الفراق لكننا نفتخر بكل قياداتنا وخاصة بهذا القائد العظيم الذي لم تهتز قناعته ولم تلن عزيمته رغم كل المصاعب والمخاطر والمتاعب التي تعرض لها وسيكون مشعلا يضيء لنا الدرب ويزودنا بكل معاني القوة والإصرار رصيدا في هذه التجربة العملاقة وذخيرة حية نطلقها في وجه المتآمرين والمتخاذلين اننا نؤمن تمام الإيمان إن الله ناصرنا لأننا على الحق ولن نفرط في حقنا وحق شعبنا وتاريخ شهدائنا وسنلقى الله مخلصين لمبادئنا هذه فهذا واجبنا وحق شهدائنا وشعبنا ووطننا علينا. وليس في منهجنا الاستسلام لأن الصمود يصنع النصر إن شاء الله.
لقد أحب القائد الراحل عبد الله الاصنج وطنه حباً عظيماً وأحب ابناء الجنوب بدون فرز وأحبه كل الجنوبيين وما هذا الموقف الذي نعيشه اليوم إلا ترجمة صادقة لهذا الحب وليعلم نظام المخلوع نظام القمع والإرهاب في صنعاء الذي تنكر لحقوقنا في الحياة الحرة الكريمة التي ناضلنا الاستعمار من اجلها اننا لن نقبل الظلم لهذا الشعب المكافح من جديد من قبل النظام الدكتاتوري المستبد في صنعاء، إننا عازمون على انتزاع حقوقنا وفاءاً للشهداء وتلبية لرغبة الشعب الجنوبي الذي لن يرضى بغير العيش الكريم على أرضه وسوف ينتهي ليل الظلم والنصر آت بإذن الله .
استطاع بجهده وإخلاصه المتواصل أن يحقق طفرة هائلة في تأسيس جيش التحرير في فترة قيادته واسهم في تنظيمه وترقيته بشكل كبير من حيث التسليح والتدريب.
كان يرحمه الله دائما مفتاح حل الأزمات التي يتعرض لها الوطن وتتعرض لها الامة العربية والاسلامية وكان طيب الصلات بالأشقاء العرب وحريصا على المحافظة على علاقات جبهة التحرير والتنظيم الشعبي وكافة ابناء الجنوب مع أشقائنا في الوطن العربي.
كان الفقيد يؤمن أن الجنوب لن يعود إلى أهله إلا بعمل موحد حيث وكان دئما ما يدعوا الي وحدة الصف لمواجهة غطرسة نظام المخلوع ولذلك كان رجل وحدة وتحمل أعباء المشاركة لتقريب وجهت النظر بين القيادات الجنوبية حرصا علي وحدة الصف بين القيادات والتنظيمات الجنوبية بمختلف درجاتها ومسمياتها في الساحة الجنوبية.
واليوم نحن نتذكر نضالات رجلا بهذه المواصفات في وقت تشهد فيه بلادنا تطورات هامة وخطيرة وحساسة تهدد مستقبل القضية الجنوبية واستعادة ارضنا ووحدتها ومسيرة عملنا الجنوبي في مقاومة الدكتاتورية والاستبداد لابد لنا من التذكير أن الدفاع عن المبادئ التي وهب حياته "أبو محمد" من اجلها بقدر ما هو وفاء له وللشهداء الذين سبقوه قد صار أيضاً واجباً تمليه المصلحة الوطنية العليا لشعبنا.
ومن هنا فإننا نعاهد هذا البطل الرمز أن نسير على ذات الدرب ونصون هذا التاريخ البطولي الذي كتبه الشهداء بأرواحهم والجرحى بدمائهم ورعته كل فئات شعبنا المناضل بأموالها وأشواقها ودعواتها وسنبقى على العهد وسنظل نهتف مع كل محنة ورغم كل الحزن الذي اصابنا
وأنها لثورة حتى النصر لفقيدنا الراحل الرحمة والمغفرة ولشهدائنا العزة والإيباء وجنات الخلد
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
علي حسين سلطان الامين العام / القيادة الجماعية لجبهة التحرير والتنظيم الشعبي 17 سبتمبر 2016م