تعتبر الشيخوخة من أبرز المشاكل الاجتماعية التي تواجه المجتمعات الحديثة خاصة في المناطق الحضرية ومن ضمنها مجتمعنا في العاصمة عدن ، وقد اهتم التشريع الإسلامي وأحكامه الأخلاقية والسلوكية اهتماماً كبيراً بحقوق المسنين ودعا إلى توفير الحماية لهم وحياة اجتماعية وإنسانية مملؤة بالعطف والحنان والاحترام والإحسان والتكريم . وبمبادرة طيبة من جهات تطوعية وفي مقدمتهم نايف السيد رئيس نادي عدن للتصوير رئيس لجنة الفعالية الخاصة باليوم العالمي للمسنين في عدن الذي يصادف الأول من أكتوبر من كل عام تنظم احتفالية بهذه المناسبة تحت الشعار العالمي ( برضاهم تحلو الحياة ) وتتضمن مسرحية يقدمها فريق المواهب وكلمات لمسئولين في السلطة وممثلي منظمات المجتمع المدني وجهات ذات علاقة ، فضلاً عن فتح باب التبرع لصالح دار المسنين في عدن أمام الحاضرين وتنظيم رحلة ترفيهية للمسنين في أنحاء المدينة .
من جانبه قال رئيس لجنة الفعالية نايف السيد في تصريح صحفي إن إقامة هذه الاحتفالية تأتي لتذكير السلطة المحلية وأهل الخير وأصحاب الأيادي البيضاء بهذه الشريحة الضعيفة التي تعتبر من أضعف شرائح المجتمع ولفت الانتباه إلى أوضاع كبار السن الذين يأويهم دار المسنين في عدن ومساعدتهم في تحقيق حياة كريمة تليق بكرامتهم وإنسانيتهم .
دار رعاية المسنين في سطور تأسس عام 1990 م وتم ترميمه عام 2007 م على نفقة مجموعة هائل سعيد أنعم عدد المسنين : 45 من الذكور و 15 من الإناث العاملون في الدار حالياً 32 عاملاً من الجنسين رواتب العاملين ومصاريف التشغيل كانت تتكفلها مجموعة هائل سعيد أنعم إضافة إلى جمعية الإحسان الخيرية الهندية من يونيو عام 2003 م حتى مارس 2006 م عندما وقع الهجوم الإرهابي الذي ذهب ضحيته 16 عاملاً وعاملة من الجنسيات المحلية والهندية والأثيوبية قبل عام 2003 م كانت تتولى الإشراف على الدار وزارة الصحة حالياً لا يوجد جهة تشرف على الدار وترعاه أو تتكفل بميزانيته التشغيلية
ماذا يعني دار المسنين في عدن ؟؟ : هو مأوى يحتضن أفراداً يتصفون بالعجز والضعف الجسماني وصلوا إلى سن الشيخوخة وبلغوا من العمر عتياً ولا عائل لهم من بينهم أشخاص تخلى عنهم ذووهم من الأبناء والإخوة والأحفاد وتضايقوا من وجودهم في أوساطهم لأنهم يحتاجون إلى خدمات خاصة عجزوا عن القيام بها ونسوا أن الله أمرهم ( وبالوالدين إحسانا ) فنقلوهم إلى هذا المأوى الذي منحهم بعض الدفء وخفف عنهم بعض هموم الحياة .
احتياجات ومناشدات إنسانية في لقاء سريع مع الأستاذ علي عيدروس مدير دار المسنين في عدن الذي استلم إدارة الدار في إبريل 2016 م تحدث عن الاحتياجات فقال : الاحتياجات باختصار تتمثل في ميزانية تشغيلية للدار والتكفل بمرتبات العاملين والعاملات ، فالمسنين يحتاجون إلى إعاشة يعني وجبات غذائية وملابس وكذا رعاية اجتماعية يعني صرف مستلزمات وأجهزة ورعاية طبية مع الالتزام بجودة الخدمة فضلاً عن أنشطة ترفيهية وثقافية .. وندعو الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية المحلية والإقليمية والدولية إلى دعم الدار ليتمكن من النهوض مرة أخرى والوقوف على قدميه .
مدير عام الشئون الاجتماعية .. ماذا قال ؟؟ : من جانبه ناشد مدير عام مكتب الشئون الاجتماعية والعمل في عدن الأستاذ أيوب أبو بكر كافة الجهات التي تتبنى القضايا الإنسانية إلى تضافر جهودها من أجل حل مشاكل المسنين في عدن وكذلك جميع الدور المماثلة المحتاجة للمساعدة والمساندة المادية والمعنوية ، مؤكداً أهمية هذه الجهود والدعم والمساندة لإعادة البسمة والحياة الكريمة للشرائح الضعيفة في المجتمع .
وتناول في لقاء صحفي بمناسبة اليوم العالمي للمسنين أوضاع دار المسنين في عدن وأبرز المشاكل والصعوبات التي تواجه الدار والمراحل التي مر بها منذ إنشائه وحتى اليوم ، فقال : إن الدار فتح أبوابه عام 1990 م وكان يدار من قبل وزارة الصحة وتم تأهيله من قبل مجموعة هائل سعيد أنعم عام 2007 م .. وبموجب الاتفاقية بين وزارة التخطيط والتعاون الدولي وجمعية الإحسان الخيرية (التي أسستها الأم تريزا) الموقعة في 20 يونيو عام 2003 م والتي شملت دور المسنين في عدن وصنعاء وتعز والحديدة أصبح الدار يعتمد في تمويله الكامل واحتياجاته الداخلية على جمعية الإحسان مع بعض المساهمات من فاعلي خير .
20 مليون ريال وديعة وفيما يخص مسئولية الدولة الأدبية أوضح الاستاذ أيوب أن محافظ عدن الأسبق الدكتور يحيى الشعيبي أودع مبلغ قدره // عشرين مليون ريال// في البنك الأهلي قيمة (فيلا) يملكها خدابخش أوصى قبل وفاته بتقسيم ريعها وفوائدها لحساب أربع جهات محددة هي مسنين ومعاقين ومكفوفين ومرضى نفسيين والمبلغ مازال في البنك منذ ذلك الحين كوديعة توزع فوائدها كل ستة أشهر على الجهات الأربع بواقع 600 ألف ريال لكل جهة .
ماذا بعد الحادث الأرهابي ؟!! أفاد الاستاذ أيوب ابو بكر بالقول : في الأسبوع الأول بعد الحادث الأرهابي حاولنا ترتيب الأوضاع في الدار، إلاّ أننا اصطدمنا بواقع مرير للأسف فقد تم الاستيلاء ونهب المواد الغذائية التي كانت تملأ المخازن والمقدمة من الهلال الأحمر الإماراتي .. ثم انضبطت الأمور عندما سيطرت الأجهزة الأمنية على الوضع في الدار . وأضاف : نحن كمكتب للشئون الاجتماعية كجهة مشرفة ليس بقرار واضح لأن الاتفاقية مع وزارة لتخطيط عملنا وما زلنا وبدوافع إنسانية على التواصل مع فاعلي الخير لتقديم الممكن من المساعدات للدار .. رغم أن مدير عام مديرية الشيخ عثمان تدخل وأتى بإدارة وأفراد من طرفه باعتبار أن الدار يقع في التقسيم الإداري للمديرية دون التشاور معنا بصفتنا ذات معرفة بالشئون الاجتماعية وجهة ذات ارتباط وثيق بالفئات المحتاجة للرعاية .
المطلوب برامج عمل واضحة وشفافة للدار اختتم مدير عام مكتب الشئون الاجتماعية والعمل في عدن حديثه بالقول : دار المسنين ليس لديه أي ميزانية تشغيلية أو رواتب للعاملين الذين لا نعرفهم حتى الآن كجهة ذات علاقة إلاّ أننا ومن منطلق انساني تواصلنا مع جهات خيرية لتوفير الميزانية والرواتب لكن الأمر يتطلب برامج وخطط واضحة وشفافة لتحقيق ذلك إضافة إلى إدارة للدار تخضع للداعمين في جانب الرقابة المالية والإدارية ، داعياً أيضاً قيادة محافظة عدن وبالذات المحافظ اللواء عيدروس قاسم الزبيدي إلى التدخل لتوفير بعض المتطلبات وخاصة الوقود لمولدات الدار .