الدعوة إلى تشكيل ما يسمى هيئة الطوارئ في الحوطة وتبن جاءت متأخرة جداً إذ كان، في رأينا، ينبغي أن تظهر هكذا دعوة بعد الحرب مباشرة، أو حتى قبلها عندما كانت الحوطة وتبن تشهد إنفلاتاً أمنياً وغياباً كاملاً تقريباً للدولة وجهازها الإداري تلك الفترة التي شهدت الاغتيالات والتفجيرات لمقرات الأجهزة الأمنية وسيطرة عناصر ما تسمى بالقاعدة على مقاليد الأمور فيهما، بحيث أصبحوا الآمرين الناهين في شئونهما وشئون مواطنيهما. إن الدعوة لتشكيل هيئة للطوارئ في الحوطة وتبن الآن وبعد أن بدأت عملية تطبيع الحياة وعودة الدولة تدريجياً إلى المديريتين اللتين تشهدان الآن استقراًراً نسبياً في معيشة الناس وأمنهم الذي افتقدوه طويلاً، منذ ماقبل الحرب الحوثي - عفاشية على الجنوب( مارس 2015 م). إن ظهور هكذا دعوة الآن يثير العديد من الأسئلة، مثل: أين كان هؤلاء من كل ماجرى في الحوطة وتبن؟ لماذا يطرح هذا المطلب الآن ؟ ومن يقف خلفه ؟ وهل فعلا، الناس في المديريتين بحاجة لها ؟ ثم من هم الذين يريدون تشكيل هذه الهيئة؟ وهل هم أهل ثقة، ومتفقون مع الغالبية من أبناء لحجوالجنوب حول هدف التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الحنوبية بحدود عام 90 م ؟.
لقد ادعى أصحاب البيان بانهم يحذون حذو بلاد الصبيحة في تشكيلهم للهيئة، وذلك، في نظرنا، محض افتراء. إذ شتان مابين ظروفنا في الحوطة وتبن وما بين ظروف الصبيحة هم هناك يدافعون عن أرضنا وعرضنا، ويقدمون يومياً الشهيد تلو الشهيد. إنهم في الصبيحة موحدون أمام العدو، مستميتين في الدفاع عن حياض الوطن وتقود هيئتهم رجال شهدت لهم الأيام والميادين بمقارعة الاحتلال اليمني، و ذاقوا في سجونه ألواناً من العذاب. لكنهم لم ولن ينثنوا عن مطلب شعبهم في الحرية والخلاص من الاحتلال .
إننا، ومن منطلق الأخوة، ندعو صاحب البيان ومن معه لتشمير السواعد ووضع أيديهم في أيدي إخوانهم الجنوبيين في المناطق المحررة للبدء في إعادة تعمير وإصلاح ما أفسده نظام الاحتلال اليمني طوال أكثر من عشرين سنة كما نتمنى عليهم أن يتذكروا تضحيات الشهداء والجرحى الذين سقطوا من أجل الخلاص من الاحتلال، وما ترتب عليه من إقصاء وتهميش للجنوبيين، بل وتعداه إلى نهب أرضهم وثروات بلادهم.
إن تحرير واستقلال الجنوب واستعادة وبناء دولته المتمثلة في جنوب جديد فيدرالي ، ديمقراطي ، تعددي، يتسع لكل أبنائه، يجب أن يكون المظلة السياسية التي يقف تحتها جميع الجنوبيين، بل هو الهدف السامي الذي على الجميع السعي والتضحية من أجل تحقيقه.
هذا، وإن التفكير في إعادة جنوبنا الحبيب إلى باب اليمن من أيٍ كان يعد مضيعة للوقت ولعباً في الوقت الضائع.