بات موضوع الرواتب الشغل الشاغل للناس في صنعاء وباقي المحافظاتاليمنية، متصدرا الأحاديث والنقاشات في الشوارع والمقاهي ووسائل المواصلات ومجالس تعاطي القات، فضلا عن مواقع التواصل الاجتماعي. ونقل موقع “العربية نت” الإلكتروني عن مراقبين قولهم إن أزمة رواتب الموظفين فتحت على الحوثيين أبواب جهنم. ويبلغ عدد موظفي جهاز الدولة بشقيه المدني والعسكري 1٫2 مليون موظف، يعيلون أسراً تتكون الواحدة منها في المتوسط من زوج وزوجة وستة أولاد، ما يعني أن هذا الأمر يمس بصورة مباشرة حياة 8 ملايين نسمة تقريباً، ما يساوي ثلث سكان اليمني. وقال محمد علي الذي يعمل مدرسا في إحدى المدارس الحكومية بصنعاء، “نقابة المعلمين أبلغتنا أنها قررت إعطاء الجهات المعنية مهلة أسبوع وإذا لم يتم خلالها تسليم الرواتب فإن الإضراب الشامل سيكون أولى الخطوات التصعيدية”. من جانبه، قال الناشط السياسي عادل الهرش، “بعد ثلاثة أشهر من عدم صرف الرواتب هناك فوضى عارمة في غالبية المعسكرات، وجنود من الحرس الجمهوري يطردون اللجان التي أرسلها الحوثيون لأخذ الكشوفات وشطب الغائبين”. بدورها، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالكتابات والرسوم الساخرة والانتقادات اللاذعة للانقلابيين. وكتب السفير بوزارة الخارجية عبدالوهاب طواف على موقع “فيسبوك”، “على الحوثي أن يصرف مرتبات الموظفين، فالبنك ما زال في صنعاء وأموال البنك باقية بأيديهم وفي خزائنهم وكهوفهم”. وأضاف “اصرفوا رواتب الناس على الأقل من المليار دولار المودع من قبل السعودية لدى البنك المركزي، إلا إذا كان ذلك المليار عدو سعودي لا يصلح إلا لكم، فهذا شيء آخر”. كما كتب يحيى نوري، نائب رئيس تحرير صحيفة “الميثاق” التابعة لحزب “المؤتمر” منشورا ساخرا على “فيسبوك” جاء فيه “أعتقد لو أن وزير أمور مالية إيران عرف أن في اليمن أزمة مرتبات لسارع إلى دعم البنك المركزي اليمني بكم مليار!!، بس المشكلة مش عارف ولا أحد قال له!!، في إشارة إلى أن الحوثيين توسلوا لإيران لإنقاذهم من عجز الموازنة وأزمة الرواتب لكنها أدارت ظهرها لطلبهم.