إننا نختلف مع اليمن في كثير من الأمور إلا أننا نرقب قدراته الهائلة والمذهلة في تجدده المستمر رغم الضربات الموجعة عسكريا وسياسيا وقد تلقاها بصمود مذهل ، ويتقاطع فكري معهم بشيء واحد وهو مدى حفاظهم على لحمتهم الجغرافية ومنع أي مساس بها حتى إن كلفهم التوجه إلى المناطق مثيرة القلاقل وتأديبها حتى لا تنفرط عن الحدود الجغرافية للدولة ألمسماه الجمهورية العربية اليمنية . لا غبار واقع الظلم يفرز ممانعات مختلفة منها المتحركة ومنها الصامتة ، واليمن بقديمه وحاضره أي ما بعد أن توحد مع الجنوب ظل صامتا وكل منطقة فيه تدرك قدراتها لذا ضل اليمن متناسقا إيقاعيا ولا يخرج عن هذا النسق مهما حل به من ظلم ، وفي الجنوب اليوم محافظات ترفع أعلام سلطناتها وترسم حدودها وتحتفل بتاريخها الموغل في القدم تحت ضلال التحالف العربي لقد عادوا السلاطين من عمق الاحتضان السعودي والخليج بمشاريع هي مرفوضة في توقيتها الحالي أي توقيت الحرب والموت ، ولا يمكن أن يسرق كل سلطان أو قائد أو عسكري أو شيخ مساحه جغرافيه على غرة من انشغال الشعب بالحرب . تكريس أللحمه الجنوبية من عدن إلى سقطرى هي طوق النجاة للكل في وقته الحالي ، وتفعيل كل وسائل الضغط وفرض واقع جديد يكون فيه كل الجنوب متشابك الفعل والهدف ويستغل لذلك المساحة الواسعة التي أعطيت له وبالصدفة على أرضه ، طبعا الواقع الجديد هو واقع يكون فيه الجميع تحت ضلال الجنوب ويتحرك الجميع نحو استعادته ، لقد سوقت الحرب اليمنية على الجنوب مشروعية هذا الواقع الجديد بشقين الشق الاول الحرب الهمجية الطائفية التي أقدم عليها اليمن ضد الجنوب وشعبه وخطورتها على المكون والنسيج الاجتماعي للجنوبيين وخطورتها المستقبلية على الثروة والموقع والممرات الجنوبية وتحركها بما لا يخدم الشعب والمنطقة والشق الثاني هي الثورة المشتعلة في الجنوب منذ زمن والمطالبة بتقرير مصيره واستقلاله عن اليمن كل ذلك يعد الأساس الذي يجب أن يتحرك عليه الجنوبيين في استعادة دولتهم المغتصبة ، لا يمكن لحضرموت بنخبتها وبن عفرير بلغته وأطقمه وزامله وشبوة أيضا إن يكون لديهم ألقدره في صناعة حدود لهم بهذا النسق الذي نراه اليوم ونعتبره نزق ، إن قوتهم على الأرض وعلى الثروة تحكمها بقاءهم جنوبيين ونضالهم الجامع مع المكونات التحررية نحو استعادة الجنوب أولا وإلى حين انتهاء العاصفة وعند ذلك سيرتب البيت الجنوبي بإرادة شعبه الحر من عدن إلى سقطرى مع استبعادهم لكل دوافع زراعة الكراهية المناطقيه والعنصرية ومادون ذلك فان تحركهم الحالي لا يخدم إلا صنعاء ، وان تشكيل أي حكومة وطنيه قادمة يصنعها الحل من اجل إيقاف الحرب سواء سبق التشكيل الحكومي شكل رئاسي جديد أو بدونه إن الحكومة الوطنية القادمة ستبدد أحلام النخبة وعفرير و شبوة كون الجنوب مازال تحت ضلال اليمن ، وعند انتهاء الغطاء الجوي والخنق البحري والبري لن يكلف اليمن عودة الجنوب إلى حضنه سوى ساعات وسيعود القادة العسكريين والسياسيين والسلاطين من حيث أتو . بالرغم من عظيم ما قدمه الجنوبيين من تأييد لعاصفة الحزم حد تشكيلهم فرق مقاومه بمسمى الجيش الوطني وقتالهم تحت رأيتها ويقتلون في حرب حددت لهم مناطقها لوحظ إنها كرست كثير من عذاباتهم ، الجنوبيين أصبحوا مثل الإسفنج يمتص كل قرارات التحالف المجحفة بحقهم في القيادة السياسة والأمن و الإدارة والمنافذ والثروة حد التشبع ألغثائي والذي سيسيح إلى الأرض طوفان بوادره الجوع المفرط والأمن المعدوم والعصر الحجري إنهم بلا نقود وبلا ماء ولا كهرباء ونصب على الجنوبيين قاده قتله أكثرهم أعداء للجنوب وشعبه ، هذه عدن المركز في كل شيء علم وثقافة وتاريخ وتجاره وتعايش ومال وثروة أصبحت أكثر بقاع العالم فقر وعوز وحياه متجهه إلى ألحطيط . تذكرت على التو دردشتي مع احد السوريين لقد اتجه إلى تركيا مع بعض مكائن وآلات مصانعه وقال لي لقد خرجنا ضد الأسد واليوم نريد حتى حمار يحكمنا ، هناك فرق بين سوريا المفتوحة ويلعب في ساحتها أطراف لاعبه كبيره وقويه واليمن التي لاعبيها محدودين و أزمتها تتوسع وفي طريقها لتدخلات اكبر ، يجب أن يعي التحالف السعودي الخليجي إن توسع السخط في الجنوب هو نذير إلى تشقق الأرض التي يستمد منها القوه والانطلاق والمشروعية في تحقيق مشروعه الكبير وهو استقراره وأمنه ، لقد صنع التحالف في الجنوب قاده يتحركون باسمه وفي صنعاء قاده جنوبيين يتحركون ضده وهؤلاء القادة الجنوبيين يتمترسون في صنعاء لأنهم يدركون أن صنعاء ستحكم الجنوب قادما لا محالة . لا غبار في دور الإمارات وان كان ضبابيا في توجهه الاستراتيجي لهدف الجنوبيين في تقرير مصيرهم ، إلا أن ساحة عروض ثوار الجنوب التحرريين تهافت إليها قيادات عدن كلها منددين وبقوه ضرب وتدمير الحوثيين لسفيتة " سويفت " الإماراتية وكأن الإمارات في نزهه وسياحة في اليمن والجنوب ، و تنديد هذه القيادات التي تركت كل مواقعها في مقامه الأول لن يرفع من شأن الإمارات وفي المقام الثاني سقطت هذه القيادات من نظر السواد الأعظم في الجنوب و أثبتت بعدها عن الشعب الصابر والمجاهد وقربها من أولياء نعمتها ، لقد قالها صديق لي مازلنا نعيش بنفس العقلية الذهنية التي تقدس الحاكم على حساب احتياجات الناس وفي ساحة العروض اعتلت أصوات زلزلت عبارات التنديد إنها أصوات تصرخ " راتب كهرباء ماء يا فاسدين " .