تعلمنا في المدارس أن 14 أكتوبر ثورة ضد الاستعمار البريطاني البغيض الذي احتل بلادنا الجنوب فترة تجاوزت القرن والربع ، ولم يمس هذا المستعمر البغيض ديننا ولا معتقداتنا - حسب مارواه آباؤنا والأجداد - بل سعى إلى بناء الجنوب كل الجنوب وتفنن في السير بعدن لتحتل مكانة مرموقة بين المدن العالمية ، فأصبحت عدن قبلة للزائرين من كل بقاع الأرض ، فزرع هذا المحتل البغيض في بلادنا النظام وحب القانون ، هذا هو المستعمر البغيض الذي ثار عليه الآباء والأجداد في 14 أكتوبر من العام 1963م . إن تلك الحقبة من الزمن ما نزال نبكي عليها حتى يومنا هذا ، وذلك بعد معايشتنا الاستعمار الحبيب الذي جاءنا باسم الدين ، فحاول تغيير معتقداتنا السليمة ، فلقد بسط على الأرض ونحن نجل صحابة رسول الله ، وأزواج رسول الله حتى أخذ يطعن في زوجاته - صلى الله عليه وسلم - وفي صحابته - رضي الله عنهم - وتفنن المحتل الحبيب في تخريب كل ما هو جميل في جنوبنا الجميل ، فنزع النظام وزرع الفتن والثارات ، ودمر المصانع والمؤسسات ، وجعل من السلاح من مكملات الشعب ، وتبجح أن الجنوب يفتقر للتعليم والثقافة ، فخرب عدن فأصبحت كالقرية ، فلا كهرباء ولا ماء ولا خدمات حتى أضحت مدينة عدن لا تذكر بين مدائن العالم المتحضر ، وتحولت سواحلها الجميلة إلى ما يشبه الزرائب لمتناولي شجرة القات الخبيثة ، زهرة المدائن عدن صارت مسرحاً للسلاح بمختلف أنواعه وأشكاله ومسمياته .
لقد تحولت الجنوب كل الجنوب مرتعاً للجماعات الإرهابية التي زرعها الاحتلال الحبيب تقتل وتسلب وتتبلطج ولا حسيب ولا رقيب ، لقد أهدر الاستعمار الحبيب في سنوات قليلة ما بناه الاستعمار البغيض في فترة تجاوزت القرن والربع قرن. أحبابي بعد أيام قلائل سيحتشد الجنوبيون لا للاحتفال بالثورة على المستعمر البريطاني البغيض ، ولكن للتظاهر ضد المستعمر الحبيب الذي جاء ليلحق الجنوب بالشمال بالقوة والذي جاء ليجعل من الجنوب اقطاعية لناهبي الأراضي والثروات ، سيحتفل الجنوبيون ليقولوا كلمتهم الفصل في هذا العيد وفي هذا المحفل ، فكما قال الآباء والأجداد برع برع يا استعمار في 14 أكتوبر 1963م ، سنكررها في 14 أكتوبر 2016م ، وحتى نلتقي في ساحة الحرية ساحة العروض بخور مكسر تقبلوا تحياتي ، ومن نصر إلى نصر فالتحرير أصبح قاب قوسين أو أدنى ، فالزموا الصبر ( إن الله مع الصابرين ) .