لقد تابعت كثر من الحديث واللقط عن الشرارة الأولى لانطلاق الثورة الجنوبية السلمية في الذكرى ال53 لثورة أكتوبر المجيدة. والحقيقة إذا أردنا أن نتحدث عن التاريخ يجب أن نتحدث عنه بأمانة علمية والقاعدة التي تقول: المنتصر هو من يكتب التاريخ ولت إلى غير رجعة لأنها ببساطة لا تنطبق على ثورتنا السلمية المجيدة لأن شعب الجنوب هو من حافظ على عنفوانها طيلة 10أعوام ويحافظ عليها تاريخيا كأمانة وجوهرة للأجيال لم ولن يسمح لأحد العبث فيها. وكذلك ذاكرة الشعوب ليست مثقوبة فشعب الجنوب العربي العظيم مازال يتذكر الأحداث جليا بالزمان والمكان ضف إلى ذلك نحن في القرن الحادي والعشرين وكل وسائل التوثيق متاحة.
فإذا كان هناك من فضل في انطلاق ثورة الجنوب العربي فالفضل الأول والأخير بعد الله عزوجل للمتقاعدين العسكريين فهم من كسر حاجز الخوف وأعلنوا انطلاق الثورة السلمية من جمعية المتقاعدين العسكريين بمحافظة عدن الباسلة.
فالتاريخ ليس قطعة قماش أو بضاعة نتسابق عليها فهو أمانة في أعناقنا يكتب لله ثم للأجيال القادمة بأمانة وبعيد عن العاطفة والتعصب المناطقي والقبلي والجهوي.
نعم لقد كان المجتمعون ضباط متقاعدين من كل شبرا من أرض الجنوب العربي(لحج- الضالع- يافع- ردفان- الصبيحة- عدن- أبين- شبوة- حضرموت- المهرة) الكل شارك في هذا المخاض كون المولود عظيما سيضيء نوره أرض الجنوب والوطن العربي كافة.
أن انطلاق الشرارة الأولى للثورة السلمية الجنوبية من محافظة عدن هذا ليس غريبا فهي رائدة التنوير في الشرق الأوسط وقبلة للكتاب والمثقفين العرب وحاضنة للحركات الثورية التحررية العربية في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي.
هذا ما أردت أن اوضحه كعناوين فقط عن ثورة الجنوب السلمية وهي تحتاج إلى مجلدات أكبر أما الثورة الجنوبية وما مرت فيه من ارهاصات ثورية منذ 94م إلى يومنا هذا وما وجدت من متغيرات جديدة على الواقع كالمقاومة الجنوبية والحزام الأمني وغيرها فهي تحتاج إلى مؤلفات عديدة.