كانت لحظات مفعمة بالأمل والتفاؤل في الماضي وأيام ستبقى شاهدة على نضال وإصرار الشباب في المضي قدما رغم الألم الذي يعتري الناس جراء اعتداءات الجيش اليمني الذي كان يحكم قبضته على الجنوب ليفقد الجنوب خيرة شبابه .. كانت أيام فيها الجنوب يعيش على وقع التظاهرات والاحتجاجات التي لا تكاد أن تتوقف وسار الناس مسافات طويلة يتحدثون بمرارة عن واقعهم ويهتفون بحرارة لوطنهم تعبيرا عن حبهم للوطن .. الحماس والتحدي كان حاضر والعزيمة بالدفاع عن الوطن ظلت موجودة .. حملوا حياتهم على اكفهم وساروا في ميادين النضال لا يكترثون إلى شيء .. اجسادهم تتحدى الرصاص وعيونهم تذرف الدموع جراء غازات سامة . ماضي من حراك كان صوته مزلزلا يعشقه الناس في الجنوب ليحتضن شبابه ويستأنسون بوجوده لتحقيق الاحلام ، ظل الحراك دائما الشعلة التي تضيء دروبهم الموحشة وإزالة عثرات تعرقل سيرهم الطويل نحو تحقيق الهدف ليسلك شباب الجنوب من خلاله طريق الحرية ويتعلم الاجيال منه معاني عظيمة . لكن لو تأملنا إلى حاضره فهو لم يعد كما ماضيه ويبدو تعيسا يبحث عن ذاته بعد إن تبدلت الأحوال بفعل الأحداث والمتغيرات ليضعف نشاط الحراك .. حاضر الحراك تلتهمه المؤامرات حتى لا يصل إلى أهدافه النبيلة التي رسمها الشباب بدمائهم وبفعل تضحياتهم الجسيمة وإصرارهم بتحقيق الاستقلال التام ليبقى حاضر الحراك الجنوبي حائرا أمام من يعرقلون الحرية ومن لا يريدون الحرية إطلاقا للجنوب . ولكن حتى وإن قل نشاط الحراك في الآونة الأخيرة تبقى أهداف الحراك التي ضحى من أجلها الجنوبيون ولا تنازل عنها ويظل أبناء الجنوب يبحثون عن الحرية برغم الصعوبات ومهما كانت التضحيات فهم مازالوا يمشون لايبالون .. يبحثون ويفتشون عن وطن مفقود أضمحل منذ عقود .. يزحفون ولسان حالهم يقول ( سنظل نحفر في الجدار ، إما فتحنا ثغرة للنور أو متنا على وجه الجدار .. ).