في البدء كانت الثورة ثورة الربيع العربي في اليمن سلمية، عفوية وتلقائية، أسهم في تفجيرها ألوان من الطيف المجتمعي والحزبي، والتحقت بها أعداد من المجتمع الأهلي والحزبي، وتعرضوا كإخوانهم المدنيين للقتل. التحاق أحزاب «اللقاء المشترك» كان ضروريا وكارثيا في آن؛ فقد رفدت الثورة ولكنها في الوقت قولبتها وطوعتها وفرضت عليها خياراتها اللاديمقراطية، وكان الانقلاب الحقيقي ضدا على الثورة الشعبية السلمية انضمام علي محسن الأحمر ومحازبيه وجيشه وأمنه، وما يقرب من نصف دولة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، إنها حقا بداية الانقلاب والثورة المضادة التي انحرفت بالثورة عن مجرى السلمية والمدنية والديمقراطية، وجاء انقلاب صالح و «أنصار الله» ليقضي على حلم الحوار ومخرجاته، ومبادرة «التعاون» الخليجي، وإذا كان الانقلاب الأول في 21 مارس 2011 قد شق الساحة، وتحشد «الإصلاح» و «المشترك» وراء علي محسن، فإن الانقلاب الثاني في 21 من سبتمبر قد جسد الثورة المضادة الأكثر ضراوة وعنفا ودموية في مواجهة الشعب الأعزل والثورة السلمية، وميزة انقلاب صالح و «أنصار الله» أنه يتصرف بعقلية ثأرية وانتقامية ومعادية لكل أهداف ومبادئ الثورة اليمنية: سبتمبر وأكتوبر والوحدة ومن باب أولى ثورة الربيع العربي، بينما كان انقلاب محسن سلميا «مؤيدا» و «حاميا» لها. هذان الطرفان الآن هما المتقاتلان اللذان يذبحان الشعب من الوريد إلى الوريد، يترافدان ويبرر كل منهما جرائم الآخر، حيث يستند كل منهما وقد عدم بالصراع الإقليمي الذي لا هدف له غير تدمير اليمن وتفكيكه، وفي نفس تجييد الصراع في سورية والعراق وأبعد من ذلك. كاتب وسياسي يمني، نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق