حضرنا يوم الأربعاء الماضي لقاء مفتوح مع الأستاذ خالد بحاح، تحدث فيه عن مساعيه لإحلال السلام، وإغاثة المناطق التي تمر بظروف قاسية، وكيفية انتشال الاوضاع الاقتصادية المتردية بأسوأ ما يمكن، والتي تُوشك خلال الشهور القليلة القادمة ان تتحول إلى كارثة إنسانية مهولة. في اللقاء تحدث عن رؤيته للسلام الشامل والذي يضمن طريقاً للخروج من دورة الصراعات المنتظمة التي طحنت الجنوب والشمال على السواء في العقود الأخيرة، وفي سياق ذلك انتقد نزعة الشيطنة التامة والتصفية المعنوية والمادية للنخب السياسية السابقة من قِبل النخب السياسية التالية لها، والتي أتت إلى رأس السلطة في العادة بفعل دورة صراعية عنيفة. وكنتيجة منطقية تقول بأنه لا يمكن الحصول على النتائج المنشودة من خلال المعطيات السابقة ذاتها، دعا إلى التحرر من هذه النزعة السلبية المهيمنة، والتعامل مع كل من سبق وفق منظور جديد يهدف إلى "تكريم السابقين من خلال اعطاءهم فرصة للراحة من مناصبهم ومسئولياتهم" دون الحاجة إلى التجريح والاستفزاز، على أن يتحلى هؤلاء بالإيجابية تجاه عملية التكريم، وعملية الانتقال، وهو أمر ليس بالسهل. كان هنا يتحدث عن نزعات الصراع المهيمنية على النخب السياسية في التاريخ المعاصر بشكلٍ عام، وفي أثناء الحديث، وعلى سبيل المثال، أشار إلى الخطأ الذي وقعت فيه حكومة باسندوة عندما هيمن عليه الهوس بشيطنة صالح ونظامه، وهو كان شريك معها في الحكم، بينما اهملت كلياً مسئولياتها وواجباتها التي يفترض أن تقوم بها على أكمل وجه، وكانت أبلغ رد على صالح وسوءه. معتبراً مثل هذا السلوك الاستفزازي أحد الأسباب الرئيسية التي قادتنا إلى كل ما نحن فيه من دمار وحروب. طبعاً الدعوة إلى السلام لا تُعجب حزب الإصلاح، بشكلٍ عامٍ، والنقطة الأخيرة بخصوص سلوك حكومة باسندوة استفزت بعضاً من ناشيطهم، فسارع على إثرها صحفي إصلاحي، لم يحضر اللقاء، إلى تحريف الحديث، ويقول أشياء لم يقلها الأستاذ بحاح على الإطلاق، كالدعوة مثلاً إلى الاعتذار لصالح ونظامه. بالطبع أنا لا ادافع هنا عن بحاح، وهو وحده القادر على الدفاع عن وجهة نظره وتوضيحها، وإنما كان علي أن أقول ما سمعته كأحد الأشخاص الحاضرين على هذه النقطة المثيرة للجدل. شخصياً أختلف مع رؤية بحاح في نقاط كثيرة، واختلف معه في موضوع "التكريم"، حسب تحديده له، أي إبعاد السيئين عن المناصب دون الحاجة إلى شيطنتهم. ولستُ بالطبع من أنصار الشيطنة الإعلامية الفارغة، أو التصفية وكما جرت في التاريخ اليمني المعاصر، لكني لن اتوان لحظة واحدة عن المطالبة بإجراء محاكمة عادلة لكل اولئك الذين اشتركوا في ارتكاب جرائم ضد المدنيين والأبرياء. على أي حال، طالما وعفاش يستفز الإصلاحيون إلى هذه الدرجة، فقط أرجو منهم أن يشيحوا عن ذاكرتنا صدأ النسيان بتذكيرنا بأولئك النفر الذين أعادوا هذا المجرم إلى الواجهة، وقاموا بتكريمه ب"حصانة" خالدة، وهي أرفع أنواع التكريم على الإطلاق، أرجو أن يذكرونا فقط بهؤلاء الذين اقدموا على ارتكاب حماقة لان تُنسى لأن الذاكرة تخوننا ولم نعد بقادرين على التذكر. على إن أكثر ما أخشاه أن يَصِل إلى أكبر من ذلك، فالأخبار المتواترة تفيد بأن أنصار عفاش يحرضونه هذه الأيام على اقتراف حماقة بتفعيل عضويته في حزب الإصلاح تيمناً بما قام به علي محسن الأحمر قبل بضعة أيام بتفعيل عضويته الخالده في حزب المؤتمر... فماذا هم فاعلون يا تُرى عندما يُصبح عفاش عضواً فاعلاً في حزبهم، وربما لا أستبعد أن يلحقه أيضاً عبدالملك الحوثي ليكتمل انتظام حبات العقد الثمين!!!. من صفحة الكاتب بالفيس بوك