تمكن آلاف اليمنيين من العودة إلى مساكنهم، أو ما تبقى منها، في زنجبار جنوبي البلاد بعد طرد جماعة أنصار الشريعة، ورغم العودة إلا أن كثيرين منهم بقوا يفتقدون الإحساس بالأمان. وكانت جماعة أنصار الشريعة، التي لها صلات بتنظيم القاعدة، استولت على المدينة لأكثر من عام ونصف، وطبقت خلالها أحكامها وقوانينها، قبل طردها إثر معارك مع قوات الجيش.
ويشكوا معظم نازحي مدينة زنجبار بمحافظة أبين بعد عودتهم إلى المدينة من استمرار التشرد، وهم أسرى للخوف من عودة العنف مجددا جراء غياب الأمن.
ويقول أحد الأهالي ويدعى منصور هيثم إنه أفنى عدة سنوات من عمره في بناء منزله المدمر الذي لا يزال يدفع أقساط ثمنه.
وأوضح أنه يعيش الآن مع أسرته المكونة من 8 أفراد في أحد المباني الحكومية.
والمحظوظون من نازحي زنجبار هم من عادوا إلى مدينتهم ليجدوا غرفة واحدة في منازلهم لم يطولها الدمار تقيهم وأسرهم من النزوح والتشرد.
وتتفاوت معاناة العائدين، لكن شبح انعدام الأمن يظل الهاجس المشترك عند الجميع.
ويقوم أفراد اللجان الشعبية الذين ساندوا الجيش في معاركه ضد القاعدة بتوفير بعض الحماية.
ويقول ساكن آخر يدعى عبدالله عزان: "لا يوجد أمن أو جيش، وتقوم اللجان الشعبية بحماية المدينة، نحن نخشى من عودة العنف".
ويشكو مدير مديرية زنجبار جميل العاقل من عدم إرسال وزارة الداخلية قوات شرطة إلى المدينة.
وخرجت عناصر القاعدة من زنجبار قبل عدة أشهر، لكن الفراغ الأمني، وغياب مؤسسات الدولة، كما يقول المواطنون، يزيد من معاناتهم، ويعرقل تطبيع الحياة، ويجعل شبح عودة العنف ممكنا في أي وقت. محمد القاضي - زنجبار - سكاي نيوز عربية