تتجلى مؤشرات تصدّع حلف الانقلابيين في صنعاء، يوماً عن آخر، في ظل أجواء مشحونة ومتوترة بين قطبي الحلف (الحوثي/ المخلوع)، خصوصاً في العاصمة صنعاء التي يهيمنون عليها منذ أكثر من عامين. وخلال الأسابيع الماضية، زادت حدة الخلاف بين الطرفين، وبدا ذلك جلياً من خلال كمّ الشتائم والاتهامات المتبادلة بينهما، على خلفية تحركات «حوثية» بمعزل عن جناح صالح في حزب المؤتمر الشعبي العام، الحليف الرئيس في انقلاب سبتمبر على السلطة في البلاد.
أول من أمس، أعلنت وكالة «خبر» المملوكة للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، توقفها عن العمل نتيجة اقتحام مسلّحين حوثيين لمقر الوكالة في العاصمة صنعاء، وتهديد رئيس تحريرها بالتصفية الجسدية. وقالت الوكالة، في بيان على موقعها الإلكتروني، إن مسلّحين يتقدمهم القيادي الحوثي أكرم حجر أقدموا على اقتحام مقر الوكالة وصحيفة «المنتصف»، المحسوبة على «صالح»، وأطلقوا تهديدات لرئيس تحريرها أمين الوائلي وفريق العمل، ما اضطر الأخيرين إلى إعلان توقفهم عن العمل.
حملة تحريض وذكرت الوكالة أنه «سبق الاقتحام حملة تحريض وتشهير مصحوبة بتهديدات، على خلفية اختراق وتهكير حسابات لقيادات من الحوثيين يتهمون محسوبين على صالح بالقيام بها».
تأتي هذه الخطوة ضمن مسلسل التصادم بين طرفي الانقلاب، وتصاعد حدة التوتر بينهما، ما يهدد بنشوب مواجهات عسكرية بين مسلحي الحوثي وما تبقى من قوات «الحرس الجمهوري» الموالية للمخلوع، كإحدى النتائج للتحركات التي تقوم بها جماعة الحوثي المسلحة بعيداً عن جناح صالح، وهي نُذُر انقسام حقيقي بينهما، قد يتطور إلى صدام عسكري ينهي التوافق الذي شهدته علاقاتهما خلال العامين الماضيين من عمر الانقلاب.
ولم تُخفِ قيادات حزبية محسوبة على المخلوع قلقها من تحركات حليفهم الحوثي بعيداً عن أعينهم، ما جعل رئيس البرلمان المجمّد يحيى الراعي، وهو من المقربين من المخلوع، يوجه دعوة إلى الطرفين بشأن «العمل من أجل وحدة الموقف وتنفيذ الاتفاق الموقع وأهدافه»، ما يعني أن الحوثي بدأ يخرج عن الطور ويجري صفقات وتفاهمات بعيداً عن جناح المخلوع، الذي قد يقدمه قرباناً للحصول على أي مكاسب سياسية في أي اتفاق قادم.
بدء التهميش بدأ الحوثيون فعلياً بتهميش دور رجال المخلوع سواء في الوفد التفاوضي أو حتى في «المجلس السياسي الأعلى» المكون مناصفة بينهما، وأحيوا دور اللجان الثورية التابعة للجماعة، على الرغم من أن الاتفاق السابق يقضي بحل «اللجان» وإعطاء مهامها ل«المجلس».