كعادتنا حضارمة المهجر نعشق كل ماينتسب لحضرموت ويحمل إسمها حسآ ومعنى ، ويتملكنا شعور الغبطة والفرح ويتعاظم في أعماقنا هاجس الحنين إلى الوطن الأم ويطغى علينا الحرص المتدفق النابع من رغبة الإسهام في مجهودات التكامل الإنساني الحضرمي الجميل. ولهذا فقد لمسنا ولع الحضارم في جدة بمشاركة منتخب حضرموت الكروي في بطولة الجاليات الجنوبية التي أقيمت مؤخرا وكانت من نصيب حضرموت بأكثر من لقب . ومن التصاقنا التام ومعرفتنا عن كثب لمجريات الأمور ومراحل تكوين المنتخب الحضرمي الوليد فإن الأمانة الأدبية تتطلب رفع القبعات لكوكبة الشباب المبادرين بخطوة تأسيس الفريق الكروي ورعايته ودعمه بالغالي والنفيس من المال والجهد والوقت ، ويأتي في مقدمة أولئك الشباب سعادة الشيخ طارق بن علي بن محفوظ أبو فيصل مشرف ملتقى شباب حضرموتبجدة وابرز رعاة المنتخب الذي كان لدعمه الكبير بالغ الأثر فيما تحقق من انجاز للجميع ، كيف لا وهو المتواجد مع الشباب بشكل مكثف في كثير من الفعاليات الإجتماعية الحضرمية الطيبة والمساهمة بشكل مباشر في توجيه الشباب نحو الأفضل بما يعود عليهم وعلى المجتمع بالنفع والفائدة ، وهذا بشهادة الجميع ، كما ينبغي الإشادة ببقية الرعاة كنادي جيم باور وصاحبه الأستاذ الجميل فيصل باقيس وكذلك محلات الشاطري الذين قدموا الجوائز العينية وحوافز الاشتراك في بعض الخدمات ، وغيرهم ممن يسعدهم الوقوف مع الشباب في مثل هذه الظروف . ولطالما شهد الجميع بمستوى الأداء الفني الذي برز به المنتخب الحضرمي الجداوي فإن المسؤولية والحاجة تتضاعف على كل ذي إهتمام لجعل هذا المنتخب ركيزة وطيدة تعمل بشكل مباشر أيضا على مواصلة وامتداد الرسالة الحضرمية الخالدة المؤصلة لنشر ثقافة المحبة والسلام والنزاهة والأمان بين الجميع . أقول هذا بعد ملاحظة التدفق الجماهيري الحضرمي الذي عجت به مدرجات وساحات الإستاد الرياضي الذي شهد مباراة الختام والتي كان طرفها الآخر إخوتنا الأشقاء من الضالع والذين برزوا أيضآ بمستوى لا يقل مكانة عن شباب حضرموت. نعم ، ان الانغماس الجماهيري بهذا الحجم الشبابي يستوجب وضع الاعتبار لماهية الدور الذي تتطلبه المرحلة ويجب أن يعكس صورة مشرقة توازي مستوى التميز بالحب والتضحية الذي برز به أبناء حضرموت أخلاقيا ورياضيا في البطولة . صحيح أنه قد أسدل الستار على الفعالية الرياضية لكن ديمومة الأصداء والانعكاسات الإيجابية مرهونة ببذل المزيد من العطاء والمساندة لخدمة الشباب من مختلف شرائح وأطياف المجتمع حتى يتمكن المنتخب من الثبات على وتيرة التألق والنجاح الحضرمي الجميل . فتهانينا للشباب تمثيلهم المشرف لحضرموت وتهانينا لحضرموت بشبابها المخلصين التواقين لضرب أروع الأمثلة في أن يكونوا قدوة حسنة في أخلاقهم ومستويات نبوغهم وتفوقهم الملحوظ بمختلف المحافل والناشط الاجتماعية والأدبية والرياضية . ونجدها مناسبة أن نشد على أيدي رجال المال والأعمال ومؤسسات المجتمع المدني لاحتضان الشباب واستيعابهم وتنمية مواهبهم وقدراتهم وإبداعاتهم بشتى المجالات وتوجيههم نحو الأفضل والأجمل لهم وللمجتمع وللوطن حتى يكون المستقبل مرتعا خصبا للأجيال القادمة وتكون الأوطان آمنة مستقرة هادئة وهانئة. ولأن وذائق الكل تتشارك لذة هذا النجاح الذي يحققه شباب حضرموت في المهجر فإن الشكر موصول للجميع ( إدارة ولاعبين وإعلاميين ورابطة مشجعين وجمهور ورعاة وداعمين ) ولكل الجنود المجهولين الذين كانوا وسيظلون مشاعل عطاء لرفعة وعزة وكرامة بلادهم حضرموت.