الاندفاع العاطفي والخراطيش الصاخبة لم تعد مجدية في علم السياسة وخراطيش التكلس السياسي للنخب الجنوبية كانت العلامة الأبرز في مضمار اللحظة الراهنة . كشفت عرى حالة التبلد السياسي والعقم الفكري المألوف لدى الساسة الجنوبيين بائعي الوهم للشعب عبر مراحل التاريخ والتي لم تفضي مغامراتهم إلا الى نهاية سحيقة يتجرع مرارتها شعب الجنوب في كل مرحلة تاريخية . تباع فيها الأرض والشعب بنزوات النخب واطماع ومصالح الذات كمسلمة لا تدحضها إحداث التاريخ وعناوين الجغرافيا والرسم السياسي لمسار الأحداث عبر الحقب الزمنية وماكان لنا أن نكون بهذه الوضعية الخاسرة. لو أننا صفدنا العاطفة وتعاملنا بحذر مع قواعد الاشتباك السياسي للأحداث لما وضعنا في شباك الخطاء لمرتين 90-2015م والتي تتحمل مسئولية الإخفاق النخب الجنوبية باستثناء النزر اليسير . فقد شكلت حرب 2015م محطة اختبار نهائية للفشل لوحظنا اختيار الإستراتيجية في التعامل مع ذوي المصالح الإقليمية والدولية وماكنا اشبه بالقطيع في تدافعنا نحو الرياض الجارة الماكرة التي تركتنا على بلاط الموت السريري لتمنح الجنوب حقنتها المميتة سياسيا. بالموافقة على خلطة كيري والتفاهم مع الحوثيين حول المستقبل بوضع ضمانات سلامة أراضيها من التهديد والتخلي عن حلفاء الانتصار ورفاق المقاومة وهذا ماكان ماثل للعيان تدفق السلاح والمال لمأرب وغيرها وخنق وحصار وتجويع الشعب الجنوبي بشتى وسائل الإذلال بما فيها ضروريات الحياة . وهنا سيبقى الكبش هادي عنوان مسار الخسارة للجنوب ليلحق برفاقه هاربا"-العطاس والبيض والجفري وعلي ناصر-جواكر صراع الذات لسحق الجنوب وتسليمه للأعداء بناء على كل مآلات الأحداث والمراحل التاريخية. وليبقى موقف الزعيم باعوم خالدا"من حرب 2015م وما أنتجته خلطة كيري من قبول الرياض بذبح الجنوب وسلخه على مزار المصالح وفقدان القيم الاخلاقية والتي ذهبت معها كل الشعارات الدينية والقومية التي وزع صكوكها محللين الديوان الملكي ولم ينتفع الجنوبيين من توسلات . الشقيق /فهد الشليمي الذي بح صوته يحذر من النهاية السحيقة للجنوبيين على مسرح خشبات مصالح الخليج وهانحن نعض أصابع الندم لما منينا من خذلان أنفسنا وسذاجة العواطف التي دفعتنا ممزوجة بالكبسة وبيبسي الرياض وتمور القصيم لتعيدنا قسرا"الى حضن الاحتلال والتسليم للحوثيين والاصلاح حلفاء الخليج انيا"ومستقبلا"لنسجل اننا شعب أجير يستخدم كوقود مصالح للكبار والصغار في عالم السياسة الجلاد لصبيان السياسة . وأمام خلطة كيري يستدعي الذهن الذي لم يفيق من هول الصدمة قرار جنوبي جمعي يبقي قواعد الاشتباك العسكري والسلمي ساري المفعول في ربوع الجنوب لخلط الترتيب الورقي . وأحداث محور مقاومة قوي يتشبث بزمام الاقتراب من باب المندب وخليج عدن ورسم سيناريوهات تعيد حساب الكبار لقضية شعبنا الممهورة بالدم , وعلى قيادات الجنوب الهاربة منذ زمن والنازحة من صنعاء مؤخرا"ركوب موجة الكمون السياسي وفتح المجال للشعب وقيادته الشابة فتح ثغرة لمسار سياسي ينتج ثمرة التعاطي مع القضية الجنوبية وهو المطلب الملح بناء على أشارة المحلله جين نوفاك . والتي أكدت ان المجتمع الدولي سيتعاطي مع الجنوب الارض والشعب حال" تصدر الشباب المشهد "ولتكن تلك سفينة النجاة للجنوب فليجرب شعبنا كما جرب المنفيون وفشلوا وعاشوا في نعيم التسول في سفارات الدول وشعبنا يعاني العوز والحرمان . والله من وراء القصد..!