"تل المخروط".. "هرم" غامض في غابات الأمازون يحير العلماء!    منافس جديد في عالم الحواسب اللوحية من Honor    نائبة أمريكية تحذر من انهيار مالي وشيك    واقعة خطيرة.. هجوم مسلح على لاعبي فلامنغو    ليفربول يقدم عرض للتعاقد مع نجم مانشستر سيتي بروين    الأسباب الرئيسية لتكون حصى المرارة    الغيثي: أميركا غير مقتنعة بأن حكومة الشرعية في عدن بديل للحوثيين    العليمي اشترى القائم بأعمال الشركة اليمنية للإستثمار (وثائق)    الجولاني يعرض النفط والتواصل مع إسرائيل مقابل رفع العقوبات    وطن في صلعة    باشراحيل: على مواطني عدن والمحافظات الخروج للشوارع وإسماع صوتهم للعالم    لماذا يحكمنا هؤلاء؟    الطائرات اليمنية التي دمرتها إسرائيل بمطار صنعاء لم يكن مؤمنا عليها    تحديد موعد أولى جلسات محاكمة الصحفي محمد المياحي    دبلوماسي امريكي: لن ننتظر إذن تل أبيب لمنع اطلاق النار على سفننا    عيد ميلاد صبري يوسف التاسع والستين .. احتفال بإبداع فنان تشكيلي وأديب يجسد تجارب الاغتراب والهوية    تغاريد حرة .. صرنا غنيمة حرب    البرلماني بشر: اتفاق مسقط لم ينتصر لغزة ولم يجنب اليمن الدمار    إعلام عبري: ترامب قد يعلن حلا شاملا وطويل الامد يتضمن وقف حرب غزة ومنح قيادة حماس ضمانات    أرقام تاريخية بلا ألقاب.. هل يكتب الكلاسيكو نهاية مختلفة لموسم مبابي؟    تعيين نواب لخمسة وزراء في حكومة ابن بريك    وسط فوضى أمنية.. مقتل وإصابة 140 شخصا في إب خلال 4 أشهر    السامعي يتفقد اعمال إعادة تأهيل مطار صنعاء الدولي    رئاسة المجلس الانتقالي تقف أمام مستجدات الأوضاع الإنسانية والسياسية على الساحتين المحلية والإقليمية    صنعاء.. عيون انطفأت بعد طول الانتظار وقلوب انكسرت خلف القضبان    سيول الامطار تجرف شخصين وتلحق اضرار في إب    القضاء ينتصر للأكاديمي الكاف ضد قمع وفساد جامعة عدن    *- شبوة برس – متابعات خاصة    تكريم طواقم السفن الراسية بميناء الحديدة    صنعاء .. شركة النفط تعلن انتهاء أزمة المشتقات النفطية    اليدومي يعزي رئيس حزب السلم والتنمية في وفاة والدته    السعودية: "صندوق الاستثمارات العامة" يطلق سلسلة بطولات عالمية جديدة ل"جولف السيدات"    . الاتحاد يقلب الطاولة على النصر ويواصل الزحف نحو اللقب السعودي    باريس سان جيرمان يبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا    شرطة آداب شبوة تحرر مختطفين أثيوبيين وتضبط أموال كبيرة (صور)    محطة بترو مسيلة.. معدات الغاز بمخازنها    شركة الغاز توضح حول احتياجات مختلف القطاعات من مادة الغاز    كهرباء تجارية تدخل الخدمة في عدن والوزارة تصفها بأنها غير قانونية    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الحاج علي الأهدل    الأتباع يشبهون بن حبريش بالامام البخاري (توثيق)    خبير دولي يحذر من كارثة تهدد بإخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي    وزير الشباب والقائم بأعمال محافظة تعز يتفقدان أنشطة الدورات الصيفية    وزارة الأوقاف تعلن بدء تسليم المبالغ المستردة للحجاج عن موسم 1445ه    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على بوينغ    دوري أبطال أوروبا: إنتر يطيح ببرشلونة ويطير إلى النهائي    النمسا.. اكتشاف مومياء محنطة بطريقة فريدة    دواء للسكري يظهر نتائج واعدة في علاج سرطان البروستات    وزير التعليم العالي يدشّن التطبيق المهني للدورات التدريبية لمشروع التمكين المهني في ساحل حضرموت    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عدن عاصمة جنوبية غير قابلة للتشارك مع صنعاء مجدداً ولن تتحمل التركة الثقيلة التي خلفتها صنعاء شمالاً وجنوباً
نشر في يافع نيوز يوم 03 - 03 - 2015

* صمود الثورة الجنوبية أربك حسابات الجميع وأفشل مخططاتهم وسيفشلها حالياً.
* قوى الشمال التي فشلت في حل خلافاتها في عاصمتها لن تحلها من عاصمة الجنوب عدن .
سقطت ثورات وآمال في اليمن، وحدثت انقلابات وتحركات، وتغيرت حكومات وأنظمة، وتعاقبت حكومات ومسئولين، وتبدلت موازين القوى، وخطوط سير السياسة، واختلطت التحالفات في خارطة الصراع والتحالف، مع كل ذلك، بقيت الثورة الجنوبية السلمية التحررية، صامدة تحمل آمالاً كبيرة وتطلعات عظيمة لشعب عانى ولا يزال من جور الحكم اليمني الشمالي وتسلطه، عقب الغزو الغاشم لدولة الجنوب عام 94م.
صمدت ثورة شعب الجنوب، وأثبتت بجدارة أنها الأرقى والأعمق هدفاً، والأصدق توجه، وقدم شعب الجنوب من اجل الانتصار لها ولهدف استقلال دولة الجنوب، تضحيات جسيمة، وامتص بألم بالغ جرائم إبادة جماعية وقتل خارج القانون وانتهاكات منكرة عديدة، وأصبح كالقابض على الجمر، مجاهداً في سبيل انتصاره لقضية مصير أجيال متوالية قادمة في الجنوب، مجاهداً في سبيل عزته وكرامته التي سلبت منذ سقوط الحلم القومي المتمثل ب( الوحدة اليمنية عام 90 )، مجاهداً من اجل سيادته على أرضه ووطنه الذي تعرض لخديعة تأريخية ومؤامرة عالمية ضد شعب الجنوب، لطمسه وهويته من الوجود، وإلحاقه ظلماً وإجحافاً بهوية ومسار تأريخي وثقافي يتعارض معه .
كان لصمود ثورة الجنوب، أثرها البالغ في كل مجريات الأحداث، سواءً في صنعاء عاصمة دولة اليمن الموحدة بالدم والقوة والقهر والحرمان، او خارجياً في إطار المشاريع المتصادمة اقليمياً ودولياً، فقهر شعب الجنوب مشاريع استهدافه، وتصدى لعمليات الالتفاف على إرادته وتوجهاته، فبقي شعب لا يقهر، أثبت انه على حق في كل مراحل التغيرات الأخيرة في اليمن خلال العقد الأخير من الزمن، وعززت الأحداث ومساراتها رؤية ثورته الثاقبة، وأكدت التطورات والتقلبات مكانة كبيرة لثورة الجنوب التي سبقت كل القوى الدولية والمحلية في إثبات حدوث التطورات الجارية اليوم قبل أن تحدث .
فخرج الحراك الجنوبي السلمي، رغم النواقص الكثيرة والسياسية فيه، وخرجت ايضاً قضية الجنوب العادلة سياسيا وقانونيا وشرعيا وتأريخياً، ، من بين كل تلك الأحداث والتطورات، بصمود أذهل الجميع وأربك حساباتهم، وأثبتت الثورة الجنوبية صدقية وجدية هدفها ورؤيتها التي عضت عليهما بالنواجذ .
بالمقابل انتهت ثورة التغيير الشمالية الشبابية- 2011م، وتوارت عن الأنظار، سقطت خياراتها، وتدحرجت في طريق الضياع والمتاهة بفعل المبادرة الخليجية التي وقعتها الأطراف السياسية الحاكمة والمعارضة بصنعاء، تلاشت معها آمال شباب الشمال الذي فقدوا أصدقاء وأحباب، وقدموا تضحيات وتعرضوا للاعتقالات والانتهاكات، وتحولت الأمور بعدها إلى ( جدل بيزنطي ) بين القوى السياسية، التي طمعت بتقاسم السلطة والمناصب، وتخلت عن آمال شعبها وتطلعاتهم، فانتهت إلى ما انتهت عليه، بسيطرة مليشيات مسلحة قادمة من جبال صعده على السلطة بتحالفها مع من قامت تلك الثورة الشبابية ضده " علي عبدالله صالح "، وسقطت الدولة التي كانت قائمة شكلياً واختلطت الأوراق السياسية في الشمال، ووصلت القوى والأحزاب السياسية، وحتى المليشاوية التي سيطرت على السلطة بصنعاء، إلى طريق مسدود، ودخلت نفق مظلم يصعب الخروج منه قريباً، إذا لم تحدث حرب أهلية وتتحول اليمن الى ساحة صراع مليشاوي طائفي قبلي وعصبي خطير .
بعد هذا الحديث كله، والتوصيف الحقيقي والواقعي لما يجري في اليمن، تجري تطورات جديدة اليوم، بسيناريوهات جديدة وغامضة، لن تكون أكثر خديعة وتأثيراً ربما، من سابقاتها، ضد الثورة الجنوبية .
سيناريو جديد :
استغرب سياسيون ومراقبون، من ما يجري في عدن هذه الأيام، من تحركات غير طبيعية، وخارجه عن سياق العملية السياسية الشمالية اليمنية .
وعبر السياسيون عن خشيتهم من وجود مخطط دولي، عبر سيناريوهات عديدة تهدف الى القضاء على دعوات استقلال الجنوب والثورة الجنوبية التي وقفت صامدة أمام كل مخططات ومشاريع صنعاء والمجتمع الدولي .
ولم يستبعد السياسيين أن يكون ما يجري، هو مجرد سيناريو يتم إدارته بإحكام، لخلط الأوراق وتنفيذ مهمة ضرب الثورة الجنوبية من الداخل، من خلال نقل ما يسمى إدارة الدولة اليمنية وحواراتها من العاصمة الجنوبية عدن .
ويبدو المشهد الجاري غامضاً، وبخطوات تثير الكثير من التساؤلات لدى النخب الجنوبية السياسية والثورية، وحتى القوى والنخب الشمالية، خاصة وان دول الخليج مصرة على مواقفها المتمسكة بما أنتجته المبادرة الخليجية التي نقضتها قوى الشمال بينها أبين، ووصلت معها الى طريق مسدود لحل خلافاتها ومشاكلها .
حوار الشمال وعودة هادي الى عدن :
ربما لم تكن عودة " هادي " إلى عدن، مخططا لكي يدير صراعه على السلطة في الشمال، منها، بقدر ما كان تخلصا منه للإقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيين الشماليين وحليفهم " صالح " بصنعاء، لولا الدفع به من قبل قوى سياسية شمالية ودولية، تحاول أن تتمترس في عدن للنيل في خصومها في صنعاء والشمال، وربما تكون عودة هادي مخطط لها مسبقاً .
لكن هذه العودة التي يصفها الحراك الجنوبي السلمي بأنها ( عودة غير حميدة) هي في طريقها لخلط الاوراق اكثر، وإحداث ارباك في خط سير الثورة الجنوبية السلمية، وتشويش جديد على الرأي العام الدولي تجاه مطلب وهدف شعب الجنوب .
ومع عودة هادي الى عدن، لحق هادي العديد من السياسيين اليمنيين الشماليين، وربما تليهم احزاب وقوى سياسية شمالية، بحجة التمسك بالشرعية السياسية لهادي، واطلاقها دعوات لعقد حوارات اخرى في عدن لحل قضايا السياسية العويصة التي وصلت اليها اليمن .
دعوات الحوار بين القوى الشمالية في عدن، قد لا تؤتي اؤكلها على النحو المطلوب، لكون تلك القوى السياسية اليمنية، ستحاور نفسها، بعيداً عن خصومها الذين يرفضون توجهات هادي، بل واعلنوا تقديمه للمحكامة بتهمة الخيانة العظمى وما اسموه التآمر على مصالح شعب اليمن.
وهادي الجنوبي، من حقه المكوث بعدن ومزاولة نشاطه أي كان، كما يرى ناشطين جنوبيين، انه لا مانع من اقامة حوارات بين القوى الشمالية، بما فيها الحوثيين، لكن على أساس ان يبقى حواراً في حدوده، ويحترم إرادة شعب الجنوب، من خلال حل مشاكل الشمال اولاً، ومن ثم الحوار الشمالي الجنوبي من اجل استعادة دولة الجنوب وتقرير مصيره.
ومع الوضع الراهن الذي يهدد عدن بالحرب الشمالية، فإن عدن إن لم تحسم امرها في شأن ما يجري، ستكون مدينة لحوارات عبثية شمالية جديدة، تفضي الى تدمير عدن وادخالها وكل الجنوب في حرب مع المنتصرين في الشمال، بسبب القوى الشمالية التي تتوافد الى عدن، دون تحديد خطتها وأبجديات عملها .
عدن عاصمة لليمن :
كانت عدن ولا تزال وستبقى، مدينة السلام، والتعايش والحضارة، وكانت عاصمة لدولة جنوبية قومية عربية، سبقت كل عواصم العالم العربي، في تأهلها وتقدمها وتنميتها، ومواكبتها لدول العالم الاول، بل وتمنى حاكم دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ان تصبح " ابو ضبي " يوماً مثل عدن، عند زياته لها في العام 1973م .
لكن عدن اليوم، لم تعد عدن الأمس، فقد حولتها عصابات الفيد التي غزتها عام 94م، الى قرية، تفتقر لأبسط مقومات التأهيل، وحملتها أعباء كبيرة، جراء التدمير والتغييب والنهب والفساد، بل وقطعت صنعاء مع عدن كل اواصر التلاقي والتشارك .
وبعد ان انقطع حبل الود وخيط التشارك بين عدن وصنعاء، لم تعد عدن مستعدة ولو بأدنى حالاتها كي تكون عاصمة لليمن الموحدة بالدم والقتل والنهب والتدمير، ولن تكون عدن اليوم قادرة على تحمل ظروف اليمن السياسية والإدارية والاقتصادية، بعد ان ضاعت الدولة في صنعاء وشيعتها مليشيات السلاح والعصابات والحرب، الى مثواها الاخير .
لن تستطيع عدن تحم التركة الثقيلة من الخلاف والصراع الذي وصلت اليه قوى الشمال السياسية وأحزابها وحركاتها وقيادييها، ومراكز نفوذها، ولن تتحمل حجم الفساد الإداري والمالي المستشري في كل مفاصل وشرايين المؤسسات الحكومية اليمنية، ولن تتحمل حجم الدمار والضياع والنفوذ الذي اصاب الاقتصاد اليمني، وفوق هذا لن تستطيع عدن تقبل الاسلوب والممارسة التي تدار بما ما كانت تسمى " دولة يمنية " من عاصمتها " صنعاء "، ولن تقبل عدن يوماً بعدما جرى لها ان تختلط ثقافتها المدنية الحضارية والتزامها بالقانون، مع ثقافة صنعاء وعبثية قانونها وممارستها للحكم وللإدارة ولتسيير شئون واحوال الناس .
الى ما سبق كله، فعدن اليوم تغير حالها بعدما تعرضت له خلال 29 عاماً، وباتت ثورة الجنوب في عدن وكل محافظات ومناطق الجنوب الاخرى، رافضة بشكل قاطع ان تعود عدن يوماً وكل شعب الجنوب الى حضيرة الضياع والتدمير والسطو والنهب والقتل والعبث، فلعدن عاصمة دولة الجنوب سابقاً ومستقبلاً توجها يبديه كل شعب الجنوب، لاسترداد مكانة عدن ورونقها وتنميتها ولن يكون ذلك إلا باستقلال دولة الجنوب على كامل ترابها الوطني وحدودها المعروفة .
وما يجري الحديث عليه شمالياً، بان تكون عدن عاصمة لليمن، بعد ان نزحت اليها قوى الصراع الشمالي تجر خلفها تلابيب الفشل والحرب والدمار، هو حديثاً يراه ابناء الجنوب مخططاً يستهدف عدن، ويحولها الى مترس لقوى شمالية تلقت هزيمة قاسية من مليشيات مسلحة شمالية لا تدري عن الدولة ولا تسيير شئونها .
ويرفض ابناء عدن وكل شعب الجنوب، ان تنتقل قوى الشمال بصراعاتها الى عدن، مؤكدين على ان الحفاظ على استقرار عدن، يجب ان تحرص عليه كل القوى السياسية والثورية الميدانية شمالاً وجنوباً، كي تبقى عدن ملاذاً لكل ملهوف، ومغيثة لكل مظلوم، ومدينة كل من وقعت عليه الوقائع، واصابته هزائم السياسية والزمان بمصائبها .
دول الخليج ودور غامض بعدن :
كثفت دول مجلس التعاون الخليجي، من لهجتها الحادة تجاه الحوثيين الشماليين، مستخدمة وسائل الاعلام المختلفة، وذلك عقب انتقال الرئيس اليمني " هادي " الى عدن .
وتحاول دول الخليج، الضغط على الحوثيين في الشمال، لكسب مواقف سياسية لا تزال دول الخليج تضعها بعيداً عن ما يجري في الواقع الجنوبي اليوم، متغافلة هدف ثورة شعب الجنوب التحررية، وتضحياته الجسيمة المستمرة بشكل يومي .
وأكدت دول الخليج، مؤخراً وخلال لقاء " عبداللطيف الزياني " امين مجلس التعاون الخليجي بهادي، في عدن الأربعاء، ان سفراءها انتقلوا الى عدن للعمل منها، وهو ما يعني على الأقل في الفترة القليلة القادمة، العمل وفق توجهات دول الخليج المغردة خارج سرب هدف شعب الجنوب، ما لم يحدث تغيير في المواقف الخليجية تجاه الجنوب وقضيته .
وتشير معلومات خطيرة، إلى ان دول الخليج بدأت بحشد مناصريها من الشمال، للاتخاذ من عدن، منطلقاً منهم لخوض حرب ضد الحوثيين المسيطرين على الشمال، وبدعم كامل من دول الخليج بالمال والسلاح.
ويرجح مراقبين عن كثب، انه ما لم تعدل دول الخليج من سياساتها تجاه قضية الجنوب، فإنها لن تستفيد شيء، غير إدخال الجنوب في الفوضى والحرب الى جانب الشمال الذي حولته المبادرة الخليجية الى ساحة وبؤرة صراع وحروب مستمرة وطويلة الأمد.
خلايا حوثية واصلاحية نائمة في عدن :
وبناءً على التطورات الأخيرة، فقد كشفت مصادر أمنية جنوبية خاصة لصحيفة "يافع نيوز " بالعاصمة عدن، انها تلقت بلاغات امنية، تفيد بتحركات غير اعتيادية لخلايا مسلحة نائمة، تابعة لقوى يمنية شمالية تتقاتل في محافظات الشمال، وتحاول تعميم حربها وتوسيعها نحو الجنوب .
وأكدت المصادر، ان البلاغات كشفت عن وجود خلايا مسلحة تابعة للحوثيين، وأخرى تابعة لحزب الاصلاح، وذلك في محافظة عدن، وعدد من المناطق الجنوبية، بينها جنود امن وجيش على اتصال مباشر بقيادة المليشيات الحوثية والإصلاحية في صنعاء .
واضافت، يجري متابعة التحركات للخلايا المسلحة النائمة، ومراقبتها، لمعرفة نواياها، خاصة وان بعضها من المنتمين للجنوب، الموالين إما لجماعة الحوثيين او لحزب الاصلاح، مرجحه، ان هذه الخلايا النائمة، تسعى لاستقطاب عناصر جديدة وتسليحها، استعداد لما يبدو انه إشعال مواجهات مسلحة بين الطرفين الشماليين في مناطق جنوبية .
وأضافت، إذا ما توسعت الحرب بين القوى الشمالية من الشمال الى الجنوب، فإن ذلك سيكون خطيراً جداً لما له من تداعيات مختلفة على الداخل والخارج ودول الجوار، وستتحول تلك الحرب الى حرب طائفية مغلفة سياسياً، وربما ينزلق الجنوب اليها أوقبائله ولجانه الشعبية، لتدخل اليمن شمالها بجنوبها في عملية تكرار للمشهدين السوري والعراقي ) واللذين يعيشان حروباً مستمرة منذ سنوات ولم يخرجا منها .
مواقف جنوبية :
في الوقت الذي رحبت به كل القوى الجنوبية، السياسية والثورية، بعودة هادي الى عدن، واعتبرتها خطوة في الاتجاه الصحيح، ما لم يحشر هادي نفسه بقضايا الشمال، حذرت في نفس الوقت من أي مخططات تحاول تحويل عدن والجنوب الى ساحة صراع وحرب للقوى الشمالية المتصارعة على الحكم وتقاسم السلطة بصنعاء.
واصدر اكثر من ( 13 مكونا) من مكونات الحراك الجنوبي السلمي الحامل الرئيسي للثورة الجنوبية التحررية بياناً يوم الخميس، اكدوا فيه ان التطورات المتسارعة للأحداث والمستجدات والمخاطر والتحديات الماثلة امام ثورة شعب الجنوب السلمية التحررية وقضيته الوطنية العادلة تقتضي بالضرورة سرعة التحرك الميداني لمواجهة هذه المخاطر والمؤامرات التي تحاك ضد القضية والثورة الجنوبية .
وقال البيان ان القوى التي صدر البيان عنه، قد التقى قياداتها ووحدوا رؤيتهم وقرارهم لمواجهة الخطر المحدق بثورة الجنوب بإرادة واعية وعزم لا يلين .
واشار البيان، ان التحرك الميداني السلمي القوي والسريع ضرورة ملحة في هذه الظروف وذلك من اجل : ( توجيه رسالة للاحتلال بأطرافه المتصارعة وركائزه في الجنوب المحتل بان شعب الجنوب الثائر لم ولن يكون طرفاً في الصراع المحتدم بين قوى وأجنحة الاحتلال على السلطة والثروة , وانه سيواصل ثورته السلمية التحررية ,لتحرير ارضه واستعادة دولته المستقلة على كامل ترابها الوطني بحدودها الدولية المعروفة الى ما قبل اعلان مشروع 22 مايو1990م الفاشل .
قضية الجنوب ومسارها في ظل التطورات :
البيان الصادر عن القوى الجنوبية التحررية، أكد ان شعب الجنوب له قضية وطنية واضحة قدم في سبيلها الاف الشهداء وعشرات الالاف من الجرحى وأضعافهم من الاسرى ولذلك لن ينجر الى الدعوات المضللة الهادفة الى حرف مسار ثورته وإفراغها من مضامينها بتوجيهه نحو صراع طائفي او مذهبي كما يخطط لذلك من اسماهم البيان (عداء قضية شعب الجنوب الوطنية ) وصناع جماعات التطرف والارهاب كالقاعدة واجنحتها .
وأكد البيان، انه لابد من التعبير السياسي والميداني المتواصل لرفض تكريس أجندة الاحتلال ومخرجات حواره على ارض الجنوب من قبل ركائز الاحتلال ورأس سلطته الى عاصمة دولة الجنوب الثائرة عدن
وشدد البيان على ضرورة التحرك لاسقاط مخطط تحويل عاصمة الجنوب السياسية عدن الى عاصمة اخرى للاحتلال حيث شرعت احزاب الاحتلال ورموزه (المهزومة) بالتوافد الى العاصمة الجنوبية عدن لتحويلها الى مركز لنشاطها وهو ما يمثل خطراً مباشراً على قضية شعب الجنوب وثورته السلمية التحررية .
وقال البيان، ان قوى التحرير والاستقلال تحمل رأس سلطة الاحتلال (هادي) كامل المسئولية عن تداعيات الاجراءات التي يقوم بها من عاصمة الجنوب المرفوضة من شعب الجنوب الثائر جملة وتفصيلا، مشيره ان ما يرتب له جناح هادي في سلطة الاحتلال سوف يحول الجنوب الى ساحة لصراع وتقاطع المصالح الإقليمية والدولية ليكون شعب الجنوب هو الضحية في حرب طائفية بالوكالة وهو خطر يستلزم من شعب الجنوب بكل مكوناته وأطيافه وشرائحه الاجتماعية التحرك لإسقاط هذه المؤامرة التي لا تمزق النسيج الوطني الجنوبي فحسب بل وتقديم ارضه قرباناً لحروب لا ناقة له فيها ولا جمل .
دعوات للتصعيد ورفض ما يجري :
البيان ذاته الصادر عن 13 مكون جنوبي، قال ان قوى التحرير والاستقلال تدعو جماهير الثورة الى التحرك لاسقاط المؤامرات المشار اليها اعلاه دفاعاً عن المكاسب التي حققتها الثورة الجنوبية لفرض حضور صوت شعب الجنوب سياسياً واعلامياً في الداخل والخارج في كل مدن ومديريات الجنوب المحتل من أقصاه الى أقصاه، ولتأكيد تمسكه بحقه الشرعي والعادل في التحرير والاستقلال ومقاومة كل اشكال احتواء ثورته واغتيال تطلعاته واهدار تضحياته الغالية ورفضاً لكل مشاريع الاحتلال وأجندته بما في ذلك مشروع الحل الفيدرالي تحت اي مسمى .
ورفض البيان بشدة تقسيم الجنوب واكد رفضه لتحويل عاصمة الجنوب الى ملجأ تأمري على الجنوب من قبل الهاربين من صنعاء، مؤكداً أن عدن عاصمة الجنوب السياسية في الماضي والحاضر والمستقبل القريب بأذن الله .
ووجه البيان خطابه لشعب الجنوب، بالقول : يا شعب الجنوب الابي كفانا جلداً للذات ، وعلينا جميعاً تركيز الجهود لاسقاط المؤامرات المحدقة بثورتنا وقضيتنا ولتكون البداية لتدشين الحشد الكبير والتظاهرات الشعبية الواسعة والمستمرة في عاصمة الجنوب عدن وبقية محافظات ومناطق الجنوب.
واختتم البيان بالقول : يجب ان تكون التظاهرات الشعبية الجنوبية، ترقي الى مصافي التحديات الماثلة أمام ثورتنا وذلك يوم الأحد 1 مارس 2015م ، كما ان قوى التحرير والاستقلال وادراكاً منها لحساسة اللحظة وضرورة الارتقاء الى مصافها, أقرت ان تواصل بالتزامن مع التصعيد الثوري حواراتها لتوحيد ارادتها وتوحيد القيادة والقرار والفعل الثوري في اطار موحد يتم التوافق عليها خلال الايام القادمة, مؤكداً ان شعب الجنوب الذي افشل كل المؤامرات والرهانات في الماضي قادر اليوم على اسقاطها .
التقرير خاص بصحيفة يافع نيوز الورقية
يرجى الاشارة للمصدر عند النقل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.