جيش المدرسين !    مصرع مجندان للعدوان بتفجير عبوة ناسفة في ابين    وجهة نظر فيما يخص موقع واعي وحجب صفحات الخصوم    حضرموت بين تزوير الهوية وتعدد الولاءات    استشهاد جندي من الحزام الأمني وإصابة آخر في تفجير إرهابي بالوضيع    الانتقالي والالتحام بكفاءات وقدرات شعب الجنوب    الإمام الشيخ محمد الغزالي: "الإسلام دين نظيف في أمه وسخة"    خبير في الطقس: موجة اشد برودة خلال الأسبوع القادم    بعد صفعة المعادن النادرة.. ألمانيا تُعيد رسم سياستها التجارية مع الصين    في بطولة الشركات.. فريق وزارة الشباب والرياضة يحسم لقب كرة الطاولة واحتدام المنافسات في ألعاب البولينج والبلياردو والبادل    البرتغال تسقط أمام إيرلندا.. ورونالدو يُطرد    الحسم يتأجل للإياب.. تعادل الامارات مع العراق    اليوم الجمعة وغدا السبت مواجهتي نصف نهائي كأس العاصمة عدن    بطاقة حيدان الذكية ضمن المخطط الصهيوني للقضاء على البشرية باللقاحات    الدفاع والأركان العامة تنعيان اللواء الركن محمد عشيش    مهام عاجلة أمام المجلس الانتقالي وسط تحديات اللحظة السياسية    عدن تختنق بين غياب الدولة وتدفق المهاجرين.. والمواطن الجنوبي يدفع الثمن    الجيش الأميركي يقدم خطة لترامب لضرب فنزويلا ويعلن عملية "الرمح الجنوبي"    دول اسلامية زودت إسرائيل بالنفط خلال عدوانها على غزة    أوروبا تتجه لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل أوكرانيا    حكام العرب وأقنعة السلطة    الرئيس المشاط يعزي في وفاة اللواء محمد عشيش    مي عز الدين تعلن عقد قرانها وتفاجئ جمهورها    جمعيات المتقاعدين والمبعدين الجنوبيين تعود إلى الواجهة معلنة عن اعتصام في عدن    الملحق الافريقي المؤهل لمونديال 2026: نيجيريا تتخطى الغابون بعد التمديد وتصعد للنهائي    مبابي يقود فرنسا للتأهل لمونديال 2026 عقب تخطي اوكرانيا برباعية    الرئيس عون رعى المؤتمر الوطني "نحو استراتيجية وطنية للرياضة في لبنان"    الحديدة.. مليشيا الحوثي تقطع الكهرباء عن السكان وتطالبهم بدفع متأخرات 10 أعوام    مصادر: العليمي يوجه الشؤون القانونية باعتماد قرارات أصدرها الزُبيدي    هالاند يقود النرويج لاكتساح إستونيا ويقربها من التأهل لمونديال 2026    قراءة تحليلية لنص "فشل ولكن ليس للابد" ل"أحمد سيف حاشد"    الرياض.. توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز الطاقة في اليمن بقدرة 300 ميجاوات بدعم سعودي    عدن.. البنك المركزي يغلق منشأة صرافة    صنعاء.. البنك المركزي يوجه المؤسسات المالية بشأن بطائق الهوية    جوم الإرهاب في زمن البث المباشر    أغلبها استقرت بمأرب.. الهجرة الدولية تسجل نزوح 90 أسرة يمنية خلال الأسبوع الماضي    وزير الصناعية يؤكد على أهمية تمكين المرأة اقتصاديا وتوسيع مشاركتها في القطاعات التجارية    غموض يلف حادثة انتحار مرافِق المخلافي داخل سجنه في تعز    تدشين حملة رش لمكافحة الآفات الزراعية لمحصول القطن في الدريهمي    "إيني" تحصل على حق استغلال خليج السويس ودلتا النيل حتى 2040    القصبي.. بين «حلم الحياة» و«طال عمره» 40 عاما على خشبة المسرح    وداعاً للتسوس.. علماء يكتشفون طريقة لإعادة نمو مينا الأسنان    عدن.. انقطاعات الكهرباء تتجاوز 15 ساعة وصهاريج الوقود محتجزة في أبين    شبوة:فعالية تأبينية مهيبة للإعلامي والإذاعي وكروان التعليق الرياضي فائز محروق    الأرصاد يتوقع أجواء باردة إلى شديدة البرودة على 5 محافظات ومرتفعات 4 محافظات أخرى    حضرموت.. مسلحو الهضبة يهاجمون قوات النخبة والمنطقة الثانية تصدر بيان    جراح مصري يدهش العالم بأول عملية من نوعها في تاريخ الطب الحديث    مناقشة آليات توفير مادة الغاز المنزلي لمحافظة البيضاء    عدن تعيش الظلام والعطش.. ساعتان كهرباء كل 12 ساعة ومياه كل ثلاثة أيام    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عدن عاصمة جنوبية غير قابلة للتشارك مع صنعاء مجدداً ولن تتحمل التركة الثقيلة التي خلفتها صنعاء شمالاً وجنوباً "تقرير"
نشر في حياة عدن يوم 07 - 03 - 2015

سقطت ثورات وآمال في اليمن، وحدثت انقلابات وتحركات، وتغيرت حكومات وأنظمة، وتعاقبت حكومات ومسئولين، وتبدلت موازين القوى، وخطوط سير السياسة، واختلطت التحالفات في خارطة الصراع والتحالف، مع كل ذلك، بقيت الثورة الجنوبية السلمية التحررية، صامدة تحمل آمالاً كبيرة وتطلعات عظيمة لشعب عانى ولا يزال من جور الحكم اليمني الشمالي وتسلطه، عقب الغزو الغاشم لدولة الجنوب عام 94م.
صمدت ثورة شعب الجنوب، وأثبتت بجدارة أنها الأرقى والأعمق هدفاً، والأصدق توجه، وقدم شعب الجنوب من اجل الانتصار لها ولهدف استقلال دولة الجنوب، تضحيات جسيمة، وامتص بألم بالغ جرائم إبادة جماعية وقتل خارج القانون وانتهاكات منكرة عديدة، وأصبح كالقابض على الجمر، مجاهداً في سبيل انتصاره لقضية مصير أجيال متوالية قادمة في الجنوب، مجاهداً في سبيل عزته وكرامته التي سلبت منذ سقوط الحلم القومي المتمثل ب( الوحدة اليمنية عام 90 )، مجاهداً من اجل سيادته على أرضه ووطنه الذي تعرض لخديعة تأريخية ومؤامرة عالمية ضد شعب الجنوب، لطمسه وهويته من الوجود، وإلحاقه ظلماً وإجحافاً بهوية ومسار تأريخي وثقافي يتعارض معه .
كان لصمود ثورة الجنوب، أثرها البالغ في كل مجريات الأحداث، سواءً في صنعاء عاصمة دولة اليمن الموحدة بالدم والقوة والقهر والحرمان، او خارجياً في إطار المشاريع المتصادمة اقليمياً ودولياً، فقهر شعب الجنوب مشاريع استهدافه، وتصدى لعمليات الالتفاف على إرادته وتوجهاته، فبقي شعب لا يقهر، أثبت انه على حق في كل مراحل التغيرات الأخيرة في اليمن خلال العقد الأخير من الزمن، وعززت الأحداث ومساراتها رؤية ثورته الثاقبة، وأكدت التطورات والتقلبات مكانة كبيرة لثورة الجنوب التي سبقت كل القوى الدولية والمحلية في إثبات حدوث التطورات الجارية اليوم قبل أن تحدث .
فخرج الحراك الجنوبي السلمي، رغم النواقص الكثيرة والسياسية فيه، وخرجت ايضاً قضية الجنوب العادلة سياسيا وقانونيا وشرعيا وتأريخياً، ، من بين كل تلك الأحداث والتطورات، بصمود أذهل الجميع وأربك حساباتهم، وأثبتت الثورة الجنوبية صدقية وجدية هدفها ورؤيتها التي عضت عليهما بالنواجذ .
بالمقابل انتهت ثورة التغيير الشمالية الشبابية- 2011م، وتوارت عن الأنظار، سقطت خياراتها، وتدحرجت في طريق الضياع والمتاهة بفعل المبادرة الخليجية التي وقعتها الأطراف السياسية الحاكمة والمعارضة بصنعاء، تلاشت معها آمال شباب الشمال الذي فقدوا أصدقاء وأحباب، وقدموا تضحيات وتعرضوا للاعتقالات والانتهاكات، وتحولت الأمور بعدها إلى ( جدل بيزنطي ) بين القوى السياسية، التي طمعت بتقاسم السلطة والمناصب، وتخلت عن آمال شعبها وتطلعاتهم، فانتهت إلى ما انتهت عليه، بسيطرة مليشيات مسلحة قادمة من جبال صعده على السلطة بتحالفها مع من قامت تلك الثورة الشبابية ضده ” علي عبدالله صالح “، وسقطت الدولة التي كانت قائمة شكلياً واختلطت الأوراق السياسية في الشمال، ووصلت القوى والأحزاب السياسية، وحتى المليشاوية التي سيطرت على السلطة بصنعاء، إلى طريق مسدود، ودخلت نفق مظلم يصعب الخروج منه قريباً، إذا لم تحدث حرب أهلية وتتحول اليمن الى ساحة صراع مليشاوي طائفي قبلي وعصبي خطير .
بعد هذا الحديث كله، والتوصيف الحقيقي والواقعي لما يجري في اليمن، تجري تطورات جديدة اليوم، بسيناريوهات جديدة وغامضة، لن تكون أكثر خديعة وتأثيراً ربما، من سابقاتها، ضد الثورة الجنوبية .
سيناريو جديد :
استغرب سياسيون ومراقبون، من ما يجري في عدن هذه الأيام، من تحركات غير طبيعية، وخارجه عن سياق العملية السياسية الشمالية اليمنية .
وعبر السياسيون عن خشيتهم من وجود مخطط دولي، عبر سيناريوهات عديدة تهدف الى القضاء على دعوات استقلال الجنوب والثورة الجنوبية التي وقفت صامدة أمام كل مخططات ومشاريع صنعاء والمجتمع الدولي .
ولم يستبعد السياسيين أن يكون ما يجري، هو مجرد سيناريو يتم إدارته بإحكام، لخلط الأوراق وتنفيذ مهمة ضرب الثورة الجنوبية من الداخل، من خلال نقل ما يسمى إدارة الدولة اليمنية وحواراتها من العاصمة الجنوبية عدن .
ويبدو المشهد الجاري غامضاً، وبخطوات تثير الكثير من التساؤلات لدى النخب الجنوبية السياسية والثورية، وحتى القوى والنخب الشمالية، خاصة وان دول الخليج مصرة على مواقفها المتمسكة بما أنتجته المبادرة الخليجية التي نقضتها قوى الشمال بينها أبين، ووصلت معها الى طريق مسدود لحل خلافاتها ومشاكلها .
حوار الشمال وعودة هادي الى عدن :
ربما لم تكن عودة ” هادي ” إلى عدن، مخططا لكي يدير صراعه على السلطة في الشمال، منها، بقدر ما كان تخلصا منه للإقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيين الشماليين وحليفهم ” صالح ” بصنعاء، لولا الدفع به من قبل قوى سياسية شمالية ودولية، تحاول أن تتمترس في عدن للنيل في خصومها في صنعاء والشمال، وربما تكون عودة هادي مخطط لها مسبقاً .
لكن هذه العودة التي يصفها الحراك الجنوبي السلمي بأنها ( عودة غير حميدة) هي في طريقها لخلط الاوراق اكثر، وإحداث ارباك في خط سير الثورة الجنوبية السلمية، وتشويش جديد على الرأي العام الدولي تجاه مطلب وهدف شعب الجنوب .
ومع عودة هادي الى عدن، لحق هادي العديد من السياسيين اليمنيين الشماليين، وربما تليهم احزاب وقوى سياسية شمالية، بحجة التمسك بالشرعية السياسية لهادي، واطلاقها دعوات لعقد حوارات اخرى في عدن لحل قضايا السياسية العويصة التي وصلت اليها اليمن .
دعوات الحوار بين القوى الشمالية في عدن، قد لا تؤتي اؤكلها على النحو المطلوب، لكون تلك القوى السياسية اليمنية، ستحاور نفسها، بعيداً عن خصومها الذين يرفضون توجهات هادي، بل واعلنوا تقديمه للمحكامة بتهمة الخيانة العظمى وما اسموه التآمر على مصالح شعب اليمن.
وهادي الجنوبي، من حقه المكوث بعدن ومزاولة نشاطه أي كان، كما يرى ناشطين جنوبيين، انه لا مانع من اقامة حوارات بين القوى الشمالية، بما فيها الحوثيين، لكن على أساس ان يبقى حواراً في حدوده، ويحترم إرادة شعب الجنوب، من خلال حل مشاكل الشمال اولاً، ومن ثم الحوار الشمالي الجنوبي من اجل استعادة دولة الجنوب وتقرير مصيره.
ومع الوضع الراهن الذي يهدد عدن بالحرب الشمالية، فإن عدن إن لم تحسم امرها في شأن ما يجري، ستكون مدينة لحوارات عبثية شمالية جديدة، تفضي الى تدمير عدن وادخالها وكل الجنوب في حرب مع المنتصرين في الشمال، بسبب القوى الشمالية التي تتوافد الى عدن، دون تحديد خطتها وأبجديات عملها .
عدن عاصمة لليمن :
كانت عدن ولا تزال وستبقى، مدينة السلام، والتعايش والحضارة، وكانت عاصمة لدولة جنوبية قومية عربية، سبقت كل عواصم العالم العربي، في تأهلها وتقدمها وتنميتها، ومواكبتها لدول العالم الاول، بل وتمنى حاكم دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ان تصبح ” ابو ضبي ” يوماً مثل عدن، عند زياته لها في العام 1973م .
لكن عدن اليوم، لم تعد عدن الأمس، فقد حولتها عصابات الفيد التي غزتها عام 94م، الى قرية، تفتقر لأبسط مقومات التأهيل، وحملتها أعباء كبيرة، جراء التدمير والتغييب والنهب والفساد، بل وقطعت صنعاء مع عدن كل اواصر التلاقي والتشارك .
وبعد ان انقطع حبل الود وخيط التشارك بين عدن وصنعاء، لم تعد عدن مستعدة ولو بأدنى حالاتها كي تكون عاصمة لليمن الموحدة بالدم والقتل والنهب والتدمير، ولن تكون عدن اليوم قادرة على تحمل ظروف اليمن السياسية والإدارية والاقتصادية، بعد ان ضاعت الدولة في صنعاء وشيعتها مليشيات السلاح والعصابات والحرب، الى مثواها الاخير .
لن تستطيع عدن تحم التركة الثقيلة من الخلاف والصراع الذي وصلت اليه قوى الشمال السياسية وأحزابها وحركاتها وقيادييها، ومراكز نفوذها، ولن تتحمل حجم الفساد الإداري والمالي المستشري في كل مفاصل وشرايين المؤسسات الحكومية اليمنية، ولن تتحمل حجم الدمار والضياع والنفوذ الذي اصاب الاقتصاد اليمني، وفوق هذا لن تستطيع عدن تقبل الاسلوب والممارسة التي تدار بما ما كانت تسمى ” دولة يمنية ” من عاصمتها ” صنعاء “، ولن تقبل عدن يوماً بعدما جرى لها ان تختلط ثقافتها المدنية الحضارية والتزامها بالقانون، مع ثقافة صنعاء وعبثية قانونها وممارستها للحكم وللإدارة ولتسيير شئون واحوال الناس .
الى ما سبق كله، فعدن اليوم تغير حالها بعدما تعرضت له خلال 29 عاماً، وباتت ثورة الجنوب في عدن وكل محافظات ومناطق الجنوب الاخرى، رافضة بشكل قاطع ان تعود عدن يوماً وكل شعب الجنوب الى حضيرة الضياع والتدمير والسطو والنهب والقتل والعبث، فلعدن عاصمة دولة الجنوب سابقاً ومستقبلاً توجها يبديه كل شعب الجنوب، لاسترداد مكانة عدن ورونقها وتنميتها ولن يكون ذلك إلا باستقلال دولة الجنوب على كامل ترابها الوطني وحدودها المعروفة .
وما يجري الحديث عليه شمالياً، بان تكون عدن عاصمة لليمن، بعد ان نزحت اليها قوى الصراع الشمالي تجر خلفها تلابيب الفشل والحرب والدمار، هو حديثاً يراه ابناء الجنوب مخططاً يستهدف عدن، ويحولها الى مترس لقوى شمالية تلقت هزيمة قاسية من مليشيات مسلحة شمالية لا تدري عن الدولة ولا تسيير شئونها .
ويرفض ابناء عدن وكل شعب الجنوب، ان تنتقل قوى الشمال بصراعاتها الى عدن، مؤكدين على ان الحفاظ على استقرار عدن، يجب ان تحرص عليه كل القوى السياسية والثورية الميدانية شمالاً وجنوباً، كي تبقى عدن ملاذاً لكل ملهوف، ومغيثة لكل مظلوم، ومدينة كل من وقعت عليه الوقائع، واصابته هزائم السياسية والزمان بمصائبها .

دول الخليج ودور غامض بعدن :
كثفت دول مجلس التعاون الخليجي، من لهجتها الحادة تجاه الحوثيين الشماليين، مستخدمة وسائل الاعلام المختلفة، وذلك عقب انتقال الرئيس اليمني ” هادي ” الى عدن .
وتحاول دول الخليج، الضغط على الحوثيين في الشمال، لكسب مواقف سياسية لا تزال دول الخليج تضعها بعيداً عن ما يجري في الواقع الجنوبي اليوم، متغافلة هدف ثورة شعب الجنوب التحررية، وتضحياته الجسيمة المستمرة بشكل يومي .
وأكدت دول الخليج، مؤخراً وخلال لقاء ” عبداللطيف الزياني ” امين مجلس التعاون الخليجي بهادي، في عدن الأربعاء، ان سفراءها انتقلوا الى عدن للعمل منها، وهو ما يعني على الأقل في الفترة القليلة القادمة، العمل وفق توجهات دول الخليج المغردة خارج سرب هدف شعب الجنوب، ما لم يحدث تغيير في المواقف الخليجية تجاه الجنوب وقضيته .
وتشير معلومات خطيرة، إلى ان دول الخليج بدأت بحشد مناصريها من الشمال، للاتخاذ من عدن، منطلقاً منهم لخوض حرب ضد الحوثيين المسيطرين على الشمال، وبدعم كامل من دول الخليج بالمال والسلاح.
ويرجح مراقبين عن كثب، انه ما لم تعدل دول الخليج من سياساتها تجاه قضية الجنوب، فإنها لن تستفيد شيء، غير إدخال الجنوب في الفوضى والحرب الى جانب الشمال الذي حولته المبادرة الخليجية الى ساحة وبؤرة صراع وحروب مستمرة وطويلة الأمد.
خلايا حوثية واصلاحية نائمة في عدن :
وبناءً على التطورات الأخيرة، فقد كشفت مصادر أمنية جنوبية خاصة لصحيفة “يافع نيوز ” بالعاصمة عدن، انها تلقت بلاغات امنية، تفيد بتحركات غير اعتيادية لخلايا مسلحة نائمة، تابعة لقوى يمنية شمالية تتقاتل في محافظات الشمال، وتحاول تعميم حربها وتوسيعها نحو الجنوب .
وأكدت المصادر، ان البلاغات كشفت عن وجود خلايا مسلحة تابعة للحوثيين، وأخرى تابعة لحزب الاصلاح، وذلك في محافظة عدن، وعدد من المناطق الجنوبية، بينها جنود امن وجيش على اتصال مباشر بقيادة المليشيات الحوثية والإصلاحية في صنعاء .
واضافت، يجري متابعة التحركات للخلايا المسلحة النائمة، ومراقبتها، لمعرفة نواياها، خاصة وان بعضها من المنتمين للجنوب، الموالين إما لجماعة الحوثيين او لحزب الاصلاح، مرجحه، ان هذه الخلايا النائمة، تسعى لاستقطاب عناصر جديدة وتسليحها، استعداد لما يبدو انه إشعال مواجهات مسلحة بين الطرفين الشماليين في مناطق جنوبية .
وأضافت، إذا ما توسعت الحرب بين القوى الشمالية من الشمال الى الجنوب، فإن ذلك سيكون خطيراً جداً لما له من تداعيات مختلفة على الداخل والخارج ودول الجوار، وستتحول تلك الحرب الى حرب طائفية مغلفة سياسياً، وربما ينزلق الجنوب اليها أوقبائله ولجانه الشعبية، لتدخل اليمن شمالها بجنوبها في عملية تكرار للمشهدين السوري والعراقي ) واللذين يعيشان حروباً مستمرة منذ سنوات ولم يخرجا منها .

مواقف جنوبية :
في الوقت الذي رحبت به كل القوى الجنوبية، السياسية والثورية، بعودة هادي الى عدن، واعتبرتها خطوة في الاتجاه الصحيح، ما لم يحشر هادي نفسه بقضايا الشمال، حذرت في نفس الوقت من أي مخططات تحاول تحويل عدن والجنوب الى ساحة صراع وحرب للقوى الشمالية المتصارعة على الحكم وتقاسم السلطة بصنعاء.
واصدر اكثر من ( 13 مكونا) من مكونات الحراك الجنوبي السلمي الحامل الرئيسي للثورة الجنوبية التحررية بياناً يوم الخميس، اكدوا فيه ان التطورات المتسارعة للأحداث والمستجدات والمخاطر والتحديات الماثلة امام ثورة شعب الجنوب السلمية التحررية وقضيته الوطنية العادلة تقتضي بالضرورة سرعة التحرك الميداني لمواجهة هذه المخاطر والمؤامرات التي تحاك ضد القضية والثورة الجنوبية .
وقال البيان ان القوى التي صدر البيان عنه، قد التقى قياداتها ووحدوا رؤيتهم وقرارهم لمواجهة الخطر المحدق بثورة الجنوب بإرادة واعية وعزم لا يلين .
واشار البيان، ان التحرك الميداني السلمي القوي والسريع ضرورة ملحة في هذه الظروف وذلك من اجل : ( توجيه رسالة للاحتلال بأطرافه المتصارعة وركائزه في الجنوب المحتل بان شعب الجنوب الثائر لم ولن يكون طرفاً في الصراع المحتدم بين قوى وأجنحة الاحتلال على السلطة والثروة , وانه سيواصل ثورته السلمية التحررية ,لتحرير ارضه واستعادة دولته المستقلة على كامل ترابها الوطني بحدودها الدولية المعروفة الى ما قبل اعلان مشروع 22 مايو1990م الفاشل .

قضية الجنوب ومسارها في ظل التطورات :

البيان الصادر عن القوى الجنوبية التحررية، أكد ان شعب الجنوب له قضية وطنية واضحة قدم في سبيلها الاف الشهداء وعشرات الالاف من الجرحى وأضعافهم من الاسرى ولذلك لن ينجر الى الدعوات المضللة الهادفة الى حرف مسار ثورته وإفراغها من مضامينها بتوجيهه نحو صراع طائفي او مذهبي كما يخطط لذلك من اسماهم البيان (عداء قضية شعب الجنوب الوطنية ) وصناع جماعات التطرف والارهاب كالقاعدة واجنحتها .

وأكد البيان، انه لابد من التعبير السياسي والميداني المتواصل لرفض تكريس أجندة الاحتلال ومخرجات حواره على ارض الجنوب من قبل ركائز الاحتلال ورأس سلطته الى عاصمة دولة الجنوب الثائرة عدن

وشدد البيان على ضرورة التحرك لاسقاط مخطط تحويل عاصمة الجنوب السياسية عدن الى عاصمة اخرى للاحتلال حيث شرعت احزاب الاحتلال ورموزه (المهزومة) بالتوافد الى العاصمة الجنوبية عدن لتحويلها الى مركز لنشاطها وهو ما يمثل خطراً مباشراً على قضية شعب الجنوب وثورته السلمية التحررية .

وقال البيان، ان قوى التحرير والاستقلال تحمل رأس سلطة الاحتلال (هادي) كامل المسئولية عن تداعيات الاجراءات التي يقوم بها من عاصمة الجنوب المرفوضة من شعب الجنوب الثائر جملة وتفصيلا، مشيره ان ما يرتب له جناح هادي في سلطة الاحتلال سوف يحول الجنوب الى ساحة لصراع وتقاطع المصالح الإقليمية والدولية ليكون شعب الجنوب هو الضحية في حرب طائفية بالوكالة وهو خطر يستلزم من شعب الجنوب بكل مكوناته وأطيافه وشرائحه الاجتماعية التحرك لإسقاط هذه المؤامرة التي لا تمزق النسيج الوطني الجنوبي فحسب بل وتقديم ارضه قرباناً لحروب لا ناقة له فيها ولا جمل .

دعوات للتصعيد ورفض ما يجري :
البيان ذاته الصادر عن 13 مكون جنوبي، قال ان قوى التحرير والاستقلال تدعو جماهير الثورة الى التحرك لاسقاط المؤامرات المشار اليها اعلاه دفاعاً عن المكاسب التي حققتها الثورة الجنوبية لفرض حضور صوت شعب الجنوب سياسياً واعلامياً في الداخل والخارج في كل مدن ومديريات الجنوب المحتل من أقصاه الى أقصاه، ولتأكيد تمسكه بحقه الشرعي والعادل في التحرير والاستقلال ومقاومة كل اشكال احتواء ثورته واغتيال تطلعاته واهدار تضحياته الغالية ورفضاً لكل مشاريع الاحتلال وأجندته بما في ذلك مشروع الحل الفيدرالي تحت اي مسمى .
ورفض البيان بشدة تقسيم الجنوب واكد رفضه لتحويل عاصمة الجنوب الى ملجأ تأمري على الجنوب من قبل الهاربين من صنعاء، مؤكداً أن عدن عاصمة الجنوب السياسية في الماضي والحاضر والمستقبل القريب بأذن الله .
ووجه البيان خطابه لشعب الجنوب، بالقول : يا شعب الجنوب الابي كفانا جلداً للذات ، وعلينا جميعاً تركيز الجهود لاسقاط المؤامرات المحدقة بثورتنا وقضيتنا ولتكون البداية لتدشين الحشد الكبير والتظاهرات الشعبية الواسعة والمستمرة في عاصمة الجنوب عدن وبقية محافظات ومناطق الجنوب.
واختتم البيان بالقول : يجب ان تكون التظاهرات الشعبية الجنوبية، ترقي الى مصافي التحديات الماثلة أمام ثورتنا وذلك يوم الأحد 1 مارس 2015م ، كما ان قوى التحرير والاستقلال وادراكاً منها لحساسة اللحظة وضرورة الارتقاء الى مصافها, أقرت ان تواصل بالتزامن مع التصعيد الثوري حواراتها لتوحيد ارادتها وتوحيد القيادة والقرار والفعل الثوري في اطار موحد يتم التوافق عليها خلال الايام القادمة, مؤكداً ان شعب الجنوب الذي افشل كل المؤامرات والرهانات في الماضي قادر اليوم على اسقاطها .
* التقرير خاص بصحيفة يافع نيوز الورقية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.