هاهو الشهر الرابع يلملم أيامه ليذهب ، ويترك المعلمين في حيص بيص ، فلقد باشر المعلمون في أبين أعمالهم واستشعروا المسؤولية ، ولم يستشعر المسؤولون معاناة المعلمين ، فهذا الشهر الرابع ومعلمو محافظة أبين يتسلمون الوعود تلو الوعود ، وتمر الأيام ، والمعلمون في أبين في حكايات لا تنتهي ، ذهب فلان وعاد فلان ، وأصبحت معاناتهم لا تنتهي كالمسلسلات التركية التي مانصدق أن ينتهي الجزء الأول حتى يبدأ الجزء الثاني. لقد انتظر الأبينيون كثيراً ، وأصعب شيء كما يقول المثل هو الانتظار ، وقد انتظر المساكين كثيراً ، وصبروا كثيراً ، والمثل يقول : كلما ضاقت انفرجت ، والمعلمون اليوم يقولون : كلما ضاقت انفجرت ، فلقد انفجرت مراراتهم ، واخلولقت ثيابهم ، وتنظفت مطابخهم ، فلقد ضافت الحالة كثيراً على معلمي أبين ، ولا مجيب لنداءاتهم ، ولا استجابة لمطالباتهم ، فهذا الغشيم بن دغر لم يعمل حلاً حتى للرواتب ، فكيف سيقيم دولة؟ كيف سيقيم دولة وهو لم يستطع توفير المرتبات في ظل إيرادات ودعم من دول الخليج ؟ وجاره اللئيم في صنعاء من خمسين ريال وفر نصف راتب لموظفيه . لقد استحلت حكومة بن دغر سكوت الناس ، وظنت رواتبهم ملكاً لها ، فجاءت الدولارات ، ولم تأت الرواتب ، بل زادت معاناة الموظف ، وبن دغر لا تفارق الابتسامة شفتيه ، والمعلمون في أبين يأكلون الصبر ، ويفترشونه ، إنهم يتجرعون المواعيد العرقوبية ، لعل الله يحدث من بعد هذا العسر يسراً ، لقد ضاق الحال بمعلمي أبين فوق ما تتصورونه ، فهم يعملون ويغذون العقول وبطونهم خاوية ، إنهم يصرخون ولكنها ليست صرخة كاذبة كصرخة الحوثي ، بل صرخة غضب ربما تهز عروش الظالمين إن لم يُستجاب لها سريعاً .
إنها صرخة وقد تتحول إلى صاعقة تصم آذان الظالمين وتصعق رؤوسهم ، إنني في هذه السطور أحذركم أيها الظالمون وأقولها صريحة : اتقوا غضبة المقهور إذا غضب ، فإن غضب فلن تفيدكم الحلول الترقيعية ، ولن تفيدكم قصوركم ، فالموظف اليوم لا يطلب أكثر من راتبه ، ولكنه إذا غضب وزمجر سيطالب بمقابل صبره وسيطالب مقابل زمجرته ، ولن ترضيه كل فلوس العالم ، ولن يرضى إلا باقتلاعكم من على عروشكم ، وساعتها سيهدأ ، فلا تغضبوا المعلمين ولا تهينوهم فوق هذا فيكفي هذا العبث ، فالمعلمون اليوم في أبين يعملون ، وإن لم تأت معاشاتهم فانتظروا الغضب الذي سيقذف بكم في مياه البحر ، قلت قولي هذا والله من وراء القصد .