عزيزي فتحي بن لزرق .. أكتب إليك هذه الرسالة وهي تحمل المواضيع التالية : 1 - في البدء أشكرك جداً كتاباتك ومقالاتك على صفحتك بالفيس بوك والتي تعري وتشرح الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد والعباد ، والحقيقة إن هذه الموضوعات في غاية الشجاعة والوضوح رغم خطورة الوضع الذي لا يعرف أحد من بدايته من نهايته ، وهو في كل حال وضع مخيف ولا ندري إلى أين سيقودنا ذلك لكنه عموماً مقدر من الباري عز وجل . 2 - فيما يخص صحيفتكم الباسلة - عدن الغد - فإنها بحق النافذة التي يتنفس عبرها الجنوبيين .. كيف لا وهي يومياً تأتيهم بكل جديد من أخبار وتحليلات بشأن أوضاعهم المختلفة والتي يحتل الفقراء والمهمشين النصيب الأكبر من التغطية .. كما أن هذه الصحيفة تعتبر بمثابة الحبل السري الذي يتغذى منه الجنين الجنوبي القادم ، والذي طالت ولادته من خلال الكتابات السياسية التي تغطي معظم صفحاتها . 3 - دعني أقول لك فيما يخص القضية الجنوبية إنني متشائم ولا أرى أي بصيص من أمل يلوح في الأفق خاصة بعد هذه الأيام نظراً لما آلت إليه الأوضاع في جنوبنا الحبيب ، وذلك بسبب غياب الحامل السياسي المتفق عليه من قبل المكونات السياسية ، كما أهمس في أذنك وأقول لك إن الذين قبلوا بالوحدة عام 90م واستلموا ثمن ذلك من سيارات ومناصب هم أنفسهم من سيقبلون بذلك مرة أخرى ، ولا يهم مصلحة السواد الأعظم من الجنوبيين ؛ لأنهم لا يرون شيئاً عدا مصالحهم الشخصية ، إن حصلوا عليها كانت الأمور والوحدة في خير وإن لم يحصلوا عليها فإن الإنفصال ضروري ومهم وليس مهماً أن تصلح أوضاع الآخرين متناسين أن الشعب الجنوبي هو من يقرر مصير بلاده بما يراه مناسباً وبما سوف يجمع عليه الجنوبيون بعيداً عن الشطح والتملك الذي يبديه البعض وتظهره سلوكياتهم تجاه الآخرين . إننا نبحث عن دولة ووطن - يا سادة - تستوعب الجميع ولا يكون فيها أحد أحسن من أحد إلا بما يقدمه من خير للجنوب وأبناءه .