تمكن الجيش الوطني من صد أشرس هجوم عسكري منذ بدء الحرب تنفذه مليشيات الحوثي والقوات المتحالفة معها الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح على الجبهة الشرقية بمدينة تعز، استخدمت فيه المليشيات الانقلابية كل أنواع الأسلحة التي أطلقتها وبكثافة من عدة محاور، دون أن تحقق أي تقدم يذكر، وفق مصادر في قوات الجيش الوطني، ل"العربي الجديد". وسقط في الاشتباكات التي دارت لعدة ساعات خمسة من أفراد الجيش الوطني وأصيب عشرة آخرون بجراح، في حين سقط ما لا يقل عن عشرة قتلى من المليشيات المهاجمة بينهم قيادي في الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع. وجاء هجوم المليشيات بعد حشدها تعزيزات عسكرية ضخمة من محافظة صعدة وعمران وذمار وإب، بهدف اجتياح المدينة من عدة محاور ولم تنجح. كذلك شنّت المليشيات الانقلابية قصفاً عنيفاً على أحياء العسكري وصالة والمكلكل ووادي الديم وحوض الأشراف وحي مستشفى الثورة شرقي المدينة، بالإضافة إلى أحياء جبل جره وبيرباشا والدحي شمال وغرب المدينة. وجاء ذلك بالتزامن مع هجوم واسع شنته المليشيات الانقلابية على منطقة الضباب غرب المدينة، واستطاعت قوات الجيش صد الهجوم ومنع المليشيات من التقدم. وأكد مصدر عسكري، ل"العربي الجديد" أن منطقة الشقب بجبل صبر المطل على المدينة من الجهة الجنوبية، شهدت تبادلاً للقصف المدفعي بين الجانبين. وأشار إلى مقتل أحد أفراد الجيش الوطني وأربعة من أفراد مليشيات الحوثي والمخلوع في المواجهات التي شهدتها مديرية الصلو جنوبيتعز. كذلك قالت مصادر في المقاومة، ل"العربي الجديد" إن قوات الجيش الوطني شنّت ظهر اليوم هجوماً على مواقع المليشيات الانقلابية في جبل الشبكة الاستراتيجي في مديرية الوازعية جنوب غرب تعز، فيما ذكر مصدر في صفوف الانقلابيين أن قواته تمكّنت من إفشال الهجوم، وأشار إلى سقوط قتلى من الطرفين. في السياق، قال الخبير العسكري العقيد عبد العليم أبو طالب، في تصريح ل"العربي الجديد" إن "مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية كانت لها عدة محاولات بائسة لاسترداد المواقع التي طهردها الجيش الوطني منها لكنها فشلت في كل تلك المحاولات". وأضاف أبو طالب: "ومع أن الهجوم الأخير كان الأعنف على كل المواقع في الجبهات الشرقية والغربية إلا أن الجيش الوطني قد عرف أساليب وطرق المليشيات، ويجيد التعامل معها، بعد أن بات يتمتع بالانضباط الجيد والروح القتالية العالية". ولفت إلى أنه "على الرغم من أن الجيش الوطني يقاتل بإمكانات بسيطة مقارنة بإمكانات المليشيات الانقلابية التي تقاتل بسلاح دولة، لكن الإيمان بالقضية يبقى السلاح الأبرز للجيش الوطني". من جانب آخر، قالت مصادر محلية إن مقاتلات التحالف العربي شنّت عدة غارات جوية استهدفت مواقع تمركز المليشيات الانقلابية في تبة السلال وتبة الجعشه شرق تعز، وجبل الزانخ في شارع الخمسين شمالاً والبحابح بالربيعي غرباً. وأدت الغارات إلى تدمير دبابة ومصفحة ومدفع 75. كما استهدف التحالف بغارتين عدة مواقع للمليشيات الانقلابية، في مناطق الساحل الغربي لمدينة تعز. وقالت مصادر إن مقاتلات التحالف استهدفت بغارتين جويتين تعزيزات المليشيات في نقيل يسلح جنوبيصنعاء وتمكنت من تدمير طقمين عسكريين كانا في طريقهما نحو تعز، كما استهدفت تعزيزات أخرى في الخط الغربي الرابط بين محافظتي تعز والحديدة بعدة غارات.
