يتميز كثير ممن اطلقوا على انفسهم بالزعماء في اليمن بسلوك شاذ ونافر وغريب يختلف عن معظم قيادات وسياسيو العالم اذ انه عادة وعندما يتربع الزعماء في السلطة حقبه من الزمن فمن الطبيعي جدا ان تتبدى للراي العام والشعب ملامح وبصمات توضح فيما اذا كانوا فعلا يتصدرون نصرة قضايا العدل وحقوق الشعوب في العيش الكريم ويرفعون التنمية كهدف رئيسي لا يقبل الخروج عنه ويقدمون مصالح الناس في اولويات برامجهم.. او انهم زعماء من نوع اخر لا يعطوا لهذه البرامج اي اهتمام مطلقا..
هذه امور بديهيه لا تحتاج الى ذكاء وفلسفه بل ان اتجاه البلد نحو ركب التقدم والبناء او السير بالعجلة نحو الخراب والتخلف يوضح للناس مدى صدق او كذب هذا المسؤول او ذاك..
ومع مرور الزمن يتكشف للناس وبجلاء ان فلان من المسؤولين قد فرضو انفسهم بالصميل بالغصب وظلوا متمترسين بالسلطة مستخدمين بهذا نفوذهم القوي القبلي والمالي والعسكري.. ما يعني انهم غير نافعين للاستمرار في السلطة بسبب عدم قناعتهم وايمانهم بأن السلطة ينبغي ان تكون لخدمة الناس.. ومع هذا ظل الناس يعانون منهم الويلات والمآسي دون يستطيع الشعب ازاحتهم مطلقا..
هذه السلوكية في المسؤولين ظلت تؤرق الناس سنوات طويله.. الغريب ان هؤلاء يحظون باهتمام عربي ودولي ويتم التعامل معهم كمسؤولين رغم ان كل سنواتهم الطويلة تلك لم تقدم للناس الا البلاء والخراب..
المعروف في الزعماء عادة تقديم اشياء ملموسه واصلاحات كمحاربة الفساد ووقف الفوضى وانعاش البلد وتحويلها من وضع متدني الى موضع ارفع ولو تدريجيا..
نحن في اليمن عندنا الجماعة حمران العيون الحمر ما معهم اي مهره تخص الناس والشعب الا مضاعفة معاناتهم فقط.. اضافة الى مشاريعهم الخاصة التي لم تعد خافيه على احد من ابناء الشعب..
شوفوا بالله على ماساه وكوارث التصقت باليمنيين بسبب هؤلاء الجماعة الذين استأثروا بالسلطة والثروة والنفوذ مدى الحياة.. فالمراقب مثلا للرئيس السابق علي صالح تلاحظ مشهد واحد فقط وهو ان اسره وعائله يحتاطون به وينالوا كل الاهتمامات والاموال والشركات ومفاصل الدولة والامن والجيش والفضائيات الخاصة والبنوك الخاصة.. هذه هي فقط المشاهد الواضحة لرئيس دوله ينبغي دينا واخلاقا وسلوكا ووطنيه ان يعمل في اتجاه اخر لمصلحة الشعب وتحسين معيشتهم نحو الافضل..
لا يوجد للزعماء في اليمن اي برامج حقيقيه تنصر قضايا الشعب وتهتم للبناء والتحديث والتغيير.. كل الذي يحدث فقط هو مجرد عائله وقبيله وعسكر واقارب يمسكون بزمام الامور لمصلحة وبناء العائلة فقط..
شيء مقزز والله هذا السلوك الوحشي الذي بسببه اليوم وصلت البلاد الى هاوية الانهيار.. ورغم هذا ما يزال اولئك الزعماء يدمرون ويخربون الوطن من اقصاه الى اقصاه..
يندهش العقل ويتساءل اي اناس هؤلاء الذين انسلخت منهم القيم والمبادئ والإنسانية بحيث انها تصل لهذه الدرجة الدموية والقاتلة التي لا يستطيع احد يوصفها بانها ادمية ترتبط بسلوكيات البشر.. فمهما بلغ الانسان من وحشيه فينبغي على الاقل ان تأتيه لحظات ويقول فيها: كفى كفى!!
هؤلاء الزعماء لا يؤمنون مطلقا بان هناك سلوكيات قد حدث فيها تعدي سافر على الناس وإنهاكهم وانهم يتجرعون المرارات بفعل سياسات هدا الزعيم او ذاك المسؤول.. هذا المنطق الانساني لا يؤمن به مطلقا هذا النوع من البشر بل مستعد ان تقوم الساعة وهو مازال يظن انه الرئيس والزعيم الوحيد النظيف والوطني والبطل الذي لا حياه للوطن الا بوجوده..
بربكم ايها الناس هل هؤلاء بشر وزعماء الذين بسياساتهم جعلوا الارض ساحه للدم والموت والشتات والتشظي ومع هذا ما زالوا سائرون بنفس السياسة..
كان ينبغي سلفا وضع هؤلاء في فحص مختبري حتى يتجنب الناس الهوس والمرضى المهوسين بمص الدماء الى ما لا نهاية..