تلفزيون عدن لم يشفع له انه من اقدم التلفزيونات العربية في المنطقة، ولم يشفع له ايضاً دوره البارز خلال الحرب وصموده في وجه مليشيات الحوثي وصالح رغم الإمكانيات الشحيحة، ولم تشفع له الانتصارات التي حققتها المقاومة الجنوبية في الجنوب، وما تلاها من عمل اسفر عن عودة الاستقرار الى العاصمة عدن . تلفزيون عدن ذات التاريخ والدور النضالي البارز، والذي ساهم بشكل أساسي في بناء الدولة ما بعد مرحلة التحرر من الاستعمار البريطاني، بات اليوم مغلق الأبواب، وموظفيه في منازلهم بدون رواتب ويعانون الامرين، حرمانهم من العمل ومن الراتب . لم يفهم موظفي التلفزيون ولا المواطن في عدن لماذا لا يتم إعادة افتتاح تلفزيون عدن وبدأ البث من مقره الرئيسي في مدينة التواهي، لا سيما بعد ان استقرت الأوضاع، وباتت عدن آمنة وفي ظل وجود قنوات ومراكز إعلامية مستقلة تمارس نشاطها من عدن بكل حرية. تلفزيون عدن مازال مقره مهجور، بانتظار قرار من قيادة الدولة، يعيد له مكانته ولا سيما وان عدن تمر بمرحلة تحول تاريخية وتحتاج الى اعلام رسمي يواكب ذلك التحول . حرب 2015 حين سقطت العاصمة اليمنيةصنعاء بيد جماعة الحوثي والمخلوع صالح وسيطرت هذه الجماعات على كل الوسائل الإعلامية الرسمية للدولة في كل المحافظات التي سيطروا عليها بما فيها قناة اليمن والصحف الرسمية ووكالة سبا وحين انتقلت الشرعية إلى عدن وإعلانها عاصمة مؤقتة للبلاد لم يكن أمام هذه الشرعية سواء قناة عدن الفضائية لسانها حالها الوحيد الذي تواجه به تلك الجماعات الإنقلابية ومع اقتراب هذه الجماعت من عدن وسيطرتها على بعض مديريات العاصمة المؤقتة عدن ومغادرة الشرعية إلى الرياض ظلت قناة عدن صامدة بصمود مجموعة من الأبطال المرابطين فيها من تركوا بيوتهم وجعلوا من القناة بيتهم الثاني حين أرادو أن تظل عدن شامخة بأبطالها ومقاوميها وان يظل إعلامها شامخا ليجسد صمود ألأبطال في مختلف الميادين برغم قلة الزاد والعتاد . أحد هؤلاء الأبطال المحرر ماجد القفاز يقول برغم القصف والحصار الذي فرض على مدينة التواهي لأشهر بقينا نعمل في القناة دونما خوف إيمانا منا بأهمية الرالة التي نقدمها جنبا إلى جنب مع إخوانا في الجبهات وكنا لانريد للقناة أن تنكسر بل تظل كجبل شمسان وبمسميات عديدة (عدن تنتصر – عدن البسالة والصمود – عدن اليوم ) وبهذه الهمة إستطعنا أن نصمد حتى سقوط مدينة التواهي .. إهمال متعمد لطاقم القناة الذين عملوا خلال الحرب بعد الأيام العصيبة التي عاشها هولاء العاملين في قناة عدن أثناء الحرب والذين كانوا لايتعدون عدد أصابع اليد برفقة المشرف أنذاك الأستاذ حيدره القاضي المكلف من الرئاسة محملينه عدد من الوعود لهولاء المقاومين في المجال الإعلامي .إنتهت الحرب وأخذت معها تللك الوعود العرقوبية من قبل الحكومة التي تناست قناة عدن والعاملين فيها يقول المنفذ وفني الكمبيوتر ماجد الوالي بعد أن نزح الناس وقل فريق العمل كان الفرد منا يعمل أعمال كثيرة هو المهندس وهو المصور وهو المنفذ والمخرج .كلا يعمل من اجل الإنتصار رغم قلة الزاد ففي بعض الايام كنا نتناول وجبه واحدة بعد إن أغلقت المطاعم والمخابز والبقلات ونفاذ المواد الغذائية فيها مع الحصار الذي فرض على مديرية التواهي الشاب المخرج حمدي المشرقي قال كنا نظل الليل كله في القناة دون نوم برغم إقتراب أصوات المدافع والرصاص وكنا نحسب أنفسنا شهداء عند الله في سبيل مشاركة إخواننا في الجبهات في التصدي للغزاة دفاعا عن الأرض والعرض ونقل رسائل وأخبار الشرعية لرفع معنويات المقاومة والمواطنين بشكل عام واليوم تناستنا الحكومة وتناست دورنا رغم الوعود الكثيرة والان أصبحنا عاطلين عن العمل ورواتبنا التي لاتتجاوز ثمانية عشر الف ريال تنقطع بإستمرار فلم نحصل على تكريم ولامستحقات من تلك التي وعدونا بها كأن شيء لم يمكن إستمرار إختطاف القناة رغم تأمين عدن وعودة الحكومة إليها جهود كبيرة بذلتها السلطة المحلية والأمنية بعدن ودول التحالف بعد الحرب لتأمين العاصمة والمساهمة في عودة الحياة وتطبيعها وعادت على إثرها الحكومة الشرعية .. وكان لزاما أن تعود قناة لتتبنى مشاكل وهموم ابناء عدن وترتبط بحياتهم اليومية إضافة الى تغطية تحركات الحكومة ومشاريعها من الداخل . عادت الحياة إالى طبيعتها وعادت الحكومة ولم تعد قناة عدن وظلت حبيسة غرف الرياض رغم تجهيز المبنى في التواهي وظل ينتظر حتى تعرض لسرقات لأجهزته الجديدة في ظل صمت مطبق من قبل المعنيين بالأمر أقام العاملين في القناة وقفات إحتجاجية عديدة أمام مبنى القناة في التواهي وكذلك أمام ديوان المحافظة وفي المعاشيق أملا في عودة القناة إلى الداخل إلا أن كل هذه الوقفات لم يستجاب لها من المعنيين بالأمر سوى وعود متكررة من قبل الوزراء المتعاقبين على وزارة الإعلام ... مناشدة قناة عدن بكل طاقمها الذين يبلغ عددهم قرابة 700 موظف بمن فيهم المتعاقدين والمساهمين والذين أصبحوا عاطلين عن العمل ينتظرون من الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة الشرعية تنفيذ الوعود، لقناة عدن، واعادة بثها من الداخل ، والاهتمام بطاقهما الذين صمدوا اثناء الحرب، وتوظيف المتعاقدين والمساهمين أسوة بإخوانهم في المقاومة إضافة إلى أطلاق صراح رواتب المساهمين التي توقفت منذ الحرب حتى الان.