تحل علينا الذكرى 49 للاستقلال المجيد في 30من نوفمبر 67م ... ونحن قد قطعنا شوطنا كبيرا في الثورة الجنوبية الثانية التي نتمنى ان تحقق أهدافها ونصل بها إلى مرفىء الأمان ونحقق الاستقلال الجنوبي الثاني الذي يراهن عليه شعب الجنوب الحر الابي . تأتي إلينا هذه الذكرى ونحن نعاني الكثير من الهموم والمعاناه اللامتنهية بفعل وجهي العملة اليمنية الحوثوعفاشية والوجة الاخر الشرعية الإصلاحية ... بعد دحرهم من أرض الجنوب بفعل نضال الشعب الجنوبي وصمود مقاومته الأسطورية ، لقد كان نصرنا الجنوبي مؤزرا ومرغ وجه المحتلين في الوحل ، لكننا للأسف لم نحافظ على ذلك النصر وها هي تداعيات ذلك التخاذل تكاد تعصف بنا في ارض الجنوب وسيعود سوقنا الى زريبة صنعاء وباب اليمن مره أخرى بعصا الشرعية والتحالف والاقليم والعالم ، وان دخلنا الزريبة هذه المره فلن نخرج منها ... وحالنا سيكون اسواء من حال الشعب الفلسطيني فنحن أمام حاله أستثناية من الاحتلال لم يشهد التاريخ لها مثيل ... في الزمن الغابر او في قادم الأيام . ياأبناء الجنوب لاتصدقوا أننا تحررنا مادام مصيرنا بيد غيرنا ، وقد سلمنا رقابنا للغير وكاننا ثله من العبيد لاحول لنا ولاقوة ، خلال الفترة المنصرمة أتيحت لنا العديد من الفرص لنخرج من النفق المظلم لكنا لم نسطيع إستقلال تلك الفرص لصالح ثورتنا ولصالح شعبنا ... لنصل بسفينة الثورة إلى بر الأمان وتحقيق النصر المؤزر لثورتنا ولشعبنا ، ولكن لماذا لم نصل إلى مرافىء الأمان ؟ ببساطة شديدة لان الاختلاف أصبح شعارنا وسلوكنا ومبدأنا الذي لانحيد عنه ، فمتى نتفق ونتوافق على الحد الأدنى من المبادى والثوابت المشتركة ... حتى نحقق التآلف فيما بيننا ، وأن نتجاوز كل ماهو سلبي وان يكون الصدق والوضوح والشفافية والمصارحة شعارنا ودليلنا في عملنا . وان نرسخ مبادئ التصالح والتسامح كواقع ملموس فيما بيننا بدلا من ان تكون مجرد شعارات ليس الا ، فبترسيخ تلك القيم سلوكيا وممارسة ، تحقق المآثر وان نجترح المعجزات ... أما مسألة االاصطياد في المياة العكرة وتصيد الأخطاء فلن يوصلنا إلى شيء بل سيسهم في تقويض اللحمة الجنوبية التي نحن بحاجة الى تقويتها وتمتين عراها ، تقاربنا واتحادنا واتفاقنا على الحد الأدنى من الأهداف والثوابت والعمل على تحقيقها يربك الأعداء ويخلط الأوراق لديهم .... وتجسد ذلك أثناء الحرب عندما هبت الجموع للدفاع عن الجنوب من مختلف المشارب والاتجاهات حتى تحقق النصر المؤزر في الجنوب العربي . هل سنمضي قدما ونحقق أهداف الثورة الجنوبية الثانية ؟ ونقود شعبنا إلى أهدافه العظيمة في الحرية وتقرير المصير وتحقيق الاستقلال الثاني ، أم نتخاذل ونفترق ونبقى تابعين للغير ضعفاء مهانين ، حتى نصبح مواطنين من الدرجة العاشرة داخل وطننا ... العالم لن يعترف بنا مادمنا متفرقين ومشتتين تحيط بنا كل أسباب الضعف والمهانه ، ولن يعترف بنا الاخرون مالم نحترم ذاتنا ونبحث عن عوامل القوة لدينا والتي هي بفضل الله سبحانه كثيرة جدا ، وهي بحاجة إلى قليل من التوافق على القواسم المشتركة ، والعمل كذلك على تحقيق اللحمة الوطنية الجنوبية من أسباب الانتصار ، علينا أن ندرك ان لدينا شعبا عظيما هو شعب الذي قلما جاد الزمان بمثله ، لكن الكثير منا لم يعرف بقدر هذا الشعب ... وهذا الشعب بوجود القيادة الوطنية الاستثناية سيحقق المعجزات ... والشواهد كثيرة على ذلك فمتى تجاوزنا مآسينا وتخاذلنا ومضينا قدما نحو تحقيق هدفنا الواضع المعالم والعادل وهو استعاده الوطن بالتالي استعادة الدولة الجنوبية الحرة الديمقراطية ، التي تحقق العدل والنماء والازدهار لكل الجنوب من المهرة إلى باب المندب بإذن الله تعالى ... وكل عام وشعب الجنوب بالف خير وعافية