يعقد إخوتنا أبناء حضرموت مؤتمرهم الجامع , المؤتمر الذي يحرص كل الحرص على إن يشمل ويضم كافة مكونات حضرموت السياسية منها والاجتماعية , المؤتمر الذي يقوده خيرة رجال حضرموت وكوادرها حاملين على عاتقهم هم أنصاف هذه الأرض ووضعها في مكانها التاريخي الذي لطالما استحقته وتستحقه منذ إن نالها الظلم والتعسف منذ حرب 1994 الظالمة , هكذا تبدوا الرؤية الحضرمية التي شرعت لسن اسسٌ للمكانة التي يجب ان تكون فيها حضرموت , ففي نظرهم حضرموت الارض الشاسعة , حضرموت الثروة , حضرموت المال والرجال , حضرموت الانسان البسيط الصادق المتواضع ، حضرموت الحضارة والتاريخ , حضرموت الدين الاسلامي يجب ان لاتكون تابع واداة بيد احد اي كان ولكن وعلى الصعيد نفسة يدرك كل الادراك القائمون على هذا المؤتمر ورعاته ان حضرموت هي رئة الجنوب , قلبة وخاصرته , ركنه الضليع ومصدر قوته كما يدركون ان الجنوب بمحافظاته الخمس هم سند لحضرموت والحضارم وان لاقوة لحضرموت الا بجنوبيتها وان الهوية الحضرمية ستبقى دوما وابدا جنوبية الالهام , جنوبية الدم , جنوبية الفداء والتضحية , وما حربي 1994 و 2015 الا خير شاهد على اللحمة الجنوبية الواحدة بعد ان اختلطت الدماء الجنوبية من مختلف المحافظات على كل شبر من ارض الجنوب .
وانا اشاهد محافظ حضرموت يهتف امام الجماهير الحضرمية وجيش النخبة الحضرمي ويخاطبهم ان حضرموت جنوبية ان حضرموت جزء لن يتجزأ من الجنوب وأنها ستظل الرئة التي يتنفس منها كل أبناء شعبنا الجنوبي ..
وانا اشاهد القاعة الممتلئة تضج بكبار قيادات الأمن والجيش والنخبة الحضرمية بالمحافظة حين وقفوا مصفقين مهللين بعد ان نالهم تساؤل هم الاخرين . الى اين تسير حضرموت ؟ بعد أن اجابهم واشفى صدورهم محافظ حضرموت , ان حضرموت حاضنة الجنوب فأستمر التصفيق لأكثر من خمس دقائق متواصلة دون توقف .
ولكن وللأسف الشديد اليوم ينظر الإخوة الجنوبيون بكل فصائلهم بسلبية مطلقة لما يجري في حضرموت ومؤتمرها الجامع بل إن سلبيتهم أتاحت الفرصة للعدوى المتربص بالجنوب عامة وحضرموت خاصة ومنحته الحق ان يرسم سيناريوهات أشاعها في مواقع ذهبت بعضها ان حضرموت تريد الانفصال عن الجنوب وان حضرموت تسعى لتكون دولة مستقلة عن الجنوب والجنوبيون , و للأسف الشديد لم نجد عند إخوتنا الجنوبيون الا التوجس والقلق بل ان بعضهم ويكاد ان يكون من رموزهم ذهب يخط مقالا مطولا لم نقرأ فيه الا كل اهتزاز يخبر الحضارم فيه ان لهم الحق في تقرير مصيرهم . واننا لسنا ضد ذلك ، من منا ضد ذلك . ؟ من منا ضد أن يجتمع أخوتنا الحضارم ويضعوا أٌسس لمستقبلهم. وما الداعي لقول هذا الكلام حين كان الاحرى ان يقف الجنوب قاطبة ساسة ومشايخ رجال دولة وجيش من الضالع ويافع ولحج وعدن وابين وشبوة والمهرة وسقطرى ويعلنوا تاييدهم المطلق والحتمي لكل مخرجات ملتقى حضرموت الجامع الذي يقف عليه اخوة لهم , جنوبيون مثلهم , عانوا من ظلم صالح و إقصاءه مثل ماعانوا ويدركون كل الادراك ان حضرموت ان هتفت وقالت واجنوباه للباها الجنوب قاطبة عن بكرة ابيه ولفداها كل الجنوبيون بعلم وقلم وروح ودم ولو اتينا لواقع ومجريات المؤتمر الحضرمي الجامع لوجدناه الخطوة الاولى لأول منعطف سياسي في سير النضال الجنوبي والقضية الجنوبية، وأول ملتقى يقف واقفة صارمة وثايته امام مخططات تقسيم الجنوب وما رفض بن دغر لمؤتمر حضرموت ومعارضته له إلا لأنه الدعوة الاولى والصادقة والتغير المعلن في سير النصال الجنوبي .
ولكنَّا كجنوبيين وكالعادة تسيطر علينا السلبية المطلقة ، وبسلبيتنا تركنا مساحات واسعة للعدو فسرح ومرح امام اعيننا وبتنا نتخبط بعدها في الشائعات التي يرسمها ويرميها لنا عاش الجنوب حر ابي