كلمة إرهاب كلمة يرفض المجتمع الدولي إن يعطي توصيف دقيق لها لكن الإعمال التي باتت تتصف بالإرهابية باتت واضحة للعيان وأصبح الكل يعرفها جيدا وجعلته يستنتج مفهومها بشكل خاص، بعد ان تجرعها وذاق مرارتها على الواقع، فقد عاشت جنوب العرب وضعا مأساويا جعل الطفل فيها يفهم جيدا ما هو الإرهاب ومنهم صانعوه والى من ينتمون. الإرهاب كان بالأفعال والتي جعلت الإنسان يمارس حياته الطبيعية في ظل الخوف والقلق وعدم اتضاح الرؤيا جعلت من ساكني جنوب العرب وشعبه يكتبون وصيتهم الأخيرة في كل يوم مرتين حين ذهابهم إلى أعمالهم وحين عودتهم من أعمالهم إلى بيوتهم.
وكذلك يمتد الإرهاب إلى كافة جوانب الحياة ومنها الجانب الفكري فيكون صاحب الفكر المتعصب الى فكرته والمعجب برأيه جاعلا فكرته تحتوي على اتهام مباشر لمن يخالف فكرته ووجهة نظره بحيث يربطها اما بالدِّين فيكفر معارضيه او تطبيلا لفلان القائد فيخوّن معارضيه او مرتبطة بالعلمانية فينعت مخالفيه بالانغلاق والتحجر والتعصب او يربطها بالتمدن والتحضر وينعت معارضيه بالقروية والبداوة والقبلية او بالثقافة فيسفه معارضيه ومنتقديه بعبارات تحتويها فكرته بحيث تصبح فكرة إرهابية تجبر الجاهل على اجتناب المعارضة والانتقاد، بل يسعى للإشادة بها ومدح صاحبها.
هذا الأسلوب الخطر الذي امتزجت به اغلب كتابات مرتادو وسائل التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتوتير انتشرت بشكل رهيب. وهنا أجدها مناسبة لكي ادعوا أصدقائي المتحدثين باسم الدين والمطبلين لفلان وعلان من الناس و المدعين بالوعي والثقافة بان يراجعوا أنفسهم وان يبتعدوا عن حشو آرأهم بالألغام الفكرية التي تحتويها منشوراتهم ومقالاتهم الإرهابية.
اليوم وفي هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها بلدنا جنوب العرب بل وكل بلدان العربان ونحن في أمس الحاجة الى ان نتخلص من التشنجات في خطاباتنا وكتابتنا و علينا نقل الفكرة كما هي صافية خالية من لغم يجعل قارؤها يهرب منها بل تؤثر على صدق الفكرة، فما احو جنا إلى نقاش الأفكار الصافية والنقية البعيدة عن الشبهات والتفخيخ الإرهابي للفكرة.