هنا تجري عملية لفت نظر لقبائل باكازم عوالق السفلى باتجاه عدن عاصمة إقليمها..(حسب ما هو مرسوم ومخطط)! بأعمال إرهابية تستهدفها ومصدرها عدنوأبين تجعلها تُقبل على الغرب الجنوبي وتُدبر عن الشرق الجنوبي!!! في محاولة لفصلها عن امتدادها القبلي_ عوالق العليا_! وهناك تجري عملية لفت نظر لقبائل لقموش_حمير العليا_ باتجاه المكلا عاصمة إقليمها..(حسب ما هو مرسوم ومخطط أيضا)! بأعمال ارهابية تستهدفها ومصدرها المكلا تجعلها تُقبل على الشرق الجنوبي وتُدبر عن الغرب الجنوبي!! في محاولة لفصلها عن امتدادها القبلي _ حمير السفلى_!.
هاتان العلميتان من الممكن تسميتهما: عمليتا فصل الديموغرافيا الجنوبية بأسلوب هو وليودي جهنمي!
هذا بالضبط ماأخبرنا به سعادة السفير أحمد عبدالله الحسني في لقاءاته بالجماهير في الضالع وفي شبوة فور وصوله لأرض الجنوب مطلع العام 2013م.. حيث قال:
هناك مؤامرة ومخطط يستهدف محافظتي أبينوشبوة ويمزقهما ..عُرض علي هذا المخطط للموافقة!
اختفاء السفير الحسني عن المشهد الجنوبي عقب إدلائه بهذا التصريح دليل دامغ على إن الرجل تعرض لضغوط دولية كبرى لا سبيل له إن يقاومها أجبرته على الصمت والمشاهدة من بعيد: كيف ستؤول الأمور في الجنوب؟!
سير مخطط الفصل الديموغرافي الجنوبي في اليمن يشبه إلى حد كبير مخطط الفصل الديموغرافي الكردي في العراقوسوريا الذي نراه حاليا يتترجم بمجموعة تفاهمات إقليمية ودولية, تفاهمات من مصلحتها عدم تشكل كيان كردي يقضم من كلٍ من العراقوسوريا وإيران وتركيا جزءا لأبأس به من الأرض!..لهذا لم يكن مستغربا تغير الإستراتيجية التركية تجاه سوريا بعد إن لاح لها خطر التسليح الروسي لحزب العمال الكردستاني مضاف إليه خطر مطالبة أكراد سوريا بإقليم مستقل على غرار النموذج العراقي!. لهذا جاء تغير الإستراتيجية التركية تجاه سوريا متوافقا مع مصالح محيطها الإقليمي ومتوافقا أيضا مع خطة فصل ديموغرافي للأكراد تبقيهم على ماهم عليه!.
اللافت إن خطة الفصل الديموغرافي للأكراد, في كلٍ من العراقوسوريا, جاءت ببرنامج عسكري يجبر أكراد العراق على الاتجاه إلى الداخل العراقي لضمان عدم الاتجاه إلى منطقة تلعفر الحدودية مع سوريا وإيكال مهمة تحرير تلعفر والمناطق الحدودية مع سوريا للحشد الشعبي ..لهذا كان توغل تركيا في شمال العراق والتصريح بخشيتها من حدوث تغيير ديموغرافي في شمال العراق لم يكن معني بخطر التغيير الديموغرافي لصالح الشيعة! بل كان معني بخطر التغيير الديموغرافي لصالح الأكراد!
لهذا كان برنامج سير العمليات العسكرية المتوافق عليه إقليميا ودوليا ,في كلٍ من العراقوسوريا, ينبغي ان يكون توزيعي للنشاط العسكري الكردي "ككل" ,في البلدين الجارين, في اتجاهين متعاكسين فتُقبل قوات البشمرجة العراقية على الداخل العراقي وتُدبر قوات سوريا الديمقراطية إلى الداخل السوري ..وعنصر نجاح خطة الفصل الديموغرافي للأكراد هو عنصر التزامن مع الخطة الدولية الموضوعة للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في شمال العراق ومع الخطة الروسية الموضوعة أيضا للقضاء على امتداد تنظيم الدولة والجماعات الإرهابية في شمال سوريا!..
وخطة الفصل الديموغرافي للأكراد تعتبر تأكيدا على الإجماع الإقليمي والدولي على وحدة كلا من العراقوسوريا! على غرار نموذج الفصل الديموغرافي الكردي يأتي نموذج الفصل الديموغرافي في جنوباليمن ببرنامج توزيعي للديموغرافيا الجنوبية المترابطة والمتشابكة بين محافظتي أبينوشبوة عن طريق توجيه قبائل التماس وربطها باتجاهين متعاكسين..
السؤال : هل خطة فصل الديموغرافيا في جنوباليمن تعتبر تأكيدا على الإجماع الإقليمي والدولي على وحدة اليمن أيضا؟!
لكن الأكيد إن قبائل التماس في الديموغرافيا المستهدفة هي من ستدفع ثمن عملية الفصل غاليا من دماء أبناءها