لا يستطيع أي شخص منا أن ينكر الجهود الجبارة والاستثنائية التي بذلها التحالف والحزام الأمني في تثبيت الأمن في المحافظات المحررة وأولها عدن، ومحاربة الإرهاب فيها، بل يحق لي القول أيضاً أنكم من سهر الليالي ولم يألوا جهداً في تطبيع الحياة العامة في المحافظات المحررة. ولكن دعونا نواجهكم ونقول أن عليكم مسؤولية أن تتحملوها في قيادة التحالف والحزام الأمني وما حصل يوم السبت بتاريخ 10/12/2016م في مجزرة الصولبان، وماحصل اليوم أيضاً في الصولبان من تفجيرين انتحاريين أودت بحياة العشرات من الشهداء والجرحى. كيف استطاع هذين الانتحاريين من تجاوز كل النقاط الأمنية التابعة للحزام الأمني ومن خلفها التحالف؟؟ سواء كانت هذه النقاط خارج محافظة عدن أو داخلها، فالحزام الأمني يحيط بمحافظة عدن ومديرياتيها كإحاطة السوار بالمعصم. وهنا من حقنا أن نبحث عن إجابات شافية منكم، هناك شباب بعمر الزهور زهقت أرواحهم نتيجة تقصير جهة ما عن أداء وجابها، سواء كان هذا التقصير من الأمن العام أو من الحزام الأمني. ومن حقنا أن نعرف الحقيقة وأن يقدم المقصرين للعدالة، صحيح أن تقديم الجناة للعدالة لن يعيد لنا شهدائنا، ولكنه سيكون عبرة ودرس لكل مقصر عن أداء واجبه بأن هناك حساب وعقاب لكل مقصر. وصحيح أننا لا نستطيع أن نوجه إليكم أصابع الاتهام بشكل مباشر، ولكنكم شركاء في المسؤولية عن المجازر، وعليه يقع عليكم واجب أمني وإنساني وأخلاقي وهو بالمقام الأول القيام بواجبكم اتجاه الجرحى والشهداء والوقوف إلى جانب المواطنين أولياء دم الجرحى من أجل إثبات حقيقة وتقديم الجناة إلى العدالة. ما نريده هو تشكيل لجنة تحقيق وتقصي لمحاسبة المقصرين في أدائهم سواء كانوا في الحزام الأمني، أو في الحكومة وتقديم المقصرين للعدالة، وسوف نظل نناشد جميع المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والإقليمية والدولية من أجل فتح تحقيق مستقل في هذه الحوادث التي راح ضحيتها الأبرياء من أبنائنا كما سنناشد قيادة التحالف في الرياض والإمارات من أجل إنصافنا، لا نريد أموالاً فالآباء لا تعوضهم الملايين عن أبناءهم، ولكن ما يعوضهم هو تقديم الجناة للعدالة.