حراك هنا وهناك ومتابعات لاتقف لرسم مستقبلنا الحضرمي ، والكل يحرص على نجاح كل الجهود المبذولة والخطوات الجادة والجيدة التي تعزز من اللحمة الوطنية وتدعم وحدة الصف والمصير فما أخرجته المبادرة الخليجية من تثبيت حقوق الأقاليم في السلطة وثرواتها الطبيعية وفي التنمية وإدارة شئون الحكم بحرية واستقلالية بنص الدستور كعقد سياسي واجتماعي هو سلاح تدافع به الأقاليم عن حقوقها، وهي تعد فرصة ثمينة لصناعة حضرموت المستقبل على أسس سليمة وصلبة تحقق كل المكاسب المشروعة لرسم مستقبل أبنائها أينما وجدوا. الكل هنا شركاء بدرجة حضرمي مخلص متميز بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم في رسم خارطة طريق للمستقبل تعيد للحضرمي رونق الحياة وقيمته الإنسانية التي طمست بظروف الحقب السابقة التي حكمته وذوبت من هويته العريقة الناصعة، إن الوقت قد حان للتغيير في كل مسارات الحياة اليومية لما هو أفضل وأشمل وأنفع لأبناء حضرموت، نريدها أمة حضرمية مستقلة بقيمها وتاريخها وأصالتها وثرواتها ضمن الدولة الإتحادية فكراً ومفهوماً باتجاه الآمال المستقبلية المنشودة تديرها وتحكمها أيادي أبنائها المخلصين البررة فحضرموت الأبية ولاّدة للرموز القيادية وتمتلك كل المقومات المدنية المتطورة المشبّعة بثقافة النظام والقانون، ويأتي مؤتمر حضرموت الجامع بالمكلا بارقة أمل يرتقبها جميع الحضارم في الداخل والمهجر ليشاركوا برؤاهم ويساهموا بفكرهم في دعم الجهود المخلصة من قيادات وأبناء حضرموت الأّبية الشامخة في عمق التاريخ . وأنا كغيري من حضارمة المهجر أنتظر بشغف مخرجات مؤتمرنا الشامخ والتي اتوقعها بتفاؤل تتناسب والأهداف الموضوعة لانعقاده وتليق بمكانة حضرموت وأهلها وحجم التضحيات لأجلها، مخرجات قوية ننتظرها بحجم حلمنا الحضرمي الذي رسمناه للمستقبل وانتظرناه طويلا ألا وهو تشكيل مرجعية حضرمية عبارة عن مجلس وطني خالص يكون مرجع لكل فرد حضرمي سواء كان حزب أو كتلة ، سواء في الحوار المنتهي أو الدستور القادم أو حكومة الاقليم أو برلمانها أو أعضاء الأحزاب والمنظمات والجمعيات وغيره ، فيكون هذا المجلس محترماً ومعترفاً به من قبل جميع الحضارمة ، وهنا أجدها مناسبة لمخاطبة ضمير المجتمعين نحن نثق بكم بحرصكم وبوطنيتكم وبأمانتكم التي تحملتموها عنّا لصياغة رؤية حضرموت المستقبل تاريخاً وإنساناً ونقلها مما هي فيه اليوم لما هو أفضل وأنسب لأجيالها القادمة فكونوا بحجم هذه الثقة والمسئولية فالله معكم إن أصلحتم النية ونحن والتاريخ شهود عليكم ولمنجزاتكم فسطروا لأنفسكم المواقف البطولية الشجاعة بمداد من ذهب تحفظه لكم الأجيال ، وتجاوزا جميع خلافاتكم بالحل الودي وتقريب وجهات النظر لما هو أفضل لواقع الإنسان الحضرمي في كل مكان ، واجعلوا في كل خطوة تخطونها أن تكون حضرموت أولاً لتسير القافلة ، فكونوا يداً واحدة وأحبوا بعضكم بعضا لأجل الوطن الحضرمي ، وسجلوا لحضرموت الأبية تاريخاً جديداً مجيداً حميداً أرضاً وتاريخاً وإنسانا، والله ولي التوفيق .
* مستشار اللجنة التحضيرية لمؤتمر حضرموت الجامع – المنطقة الغربية