اي وطن هذا الذي نعيشه ؟!! في ظل اوضاع كارثية ومأساوية تردي صارخ لمفاهيم الحياة .. وفساد ضارب جذوره في الاعماق . وطن يرزح سياط الأنين وجبروت حيتان كل المراحل . ينهشون مما تبقى من اكل كان في عيون عشاق حلم النهار. اي وطن هذا ؟!! ونحن نرى حدقات اعين الشرفاء تتراقص من هول الضربات والتزاحم لنهب كل شيء. ازداد النفاق وتكاثرت طفيليات وطحالب الامس وتحالفت مع الشيطان لسحق كل معالم الحياة الجميلة وقالوا عنا: متشائمون تارة.. وتارة اخرى متسرعون .. وهم غارقون في وحل الفساد والانحطاط الشامل ماذا نعمل ازاء اوضاع كارثية ومأساوية يئن منها الجموع.؟!! ما العمل يا سادة ؟!!
اسئلة عدة تتردد على السنة العامة والذين طحنتهم المعاناة والم البحث عن قوت يومه ومعاشه المجهول ..!! اي وطن هذا ؟!! والكل يلهث خلف الذات ولاقتسام كعكة النصر يتفاخر مُهللا اننا حُماة البلد وحراسه .. وتجده احياناً رافعاً مُعولاً لهدم كل شيء كانت بالأمس لوحة بيضاء مرسومة بريشة فنان مبدع خلاّق .. فضيقوا الخناق عليه واحالوا ايامه سوداء وظلاماً مُقيتاً واشاروا عليه بالبنان انه رجس عظيم تُرمي على جسده الواحاً من الحجارة . اي وطن هذا ؟!! نحياه وفي جوفنا حرارة المشهد ونيران العوز للأرامل والثكالى امهات هذا الزمن الاليم ؟ّ!! اغتالت المرارة جمال الحياة .. وغرست في القلوب والنفوس غصة تجاوزت كل الحدود . فصارت الوجوه كالحة مُكفهرة لا تقوى على مواصلة البكاء والصراخ المكلوم. الجموع تنظر من بعيد وقريب .. تشاهد ضياعاً لحلم اخر يتبد ويتوه وسط الطريق .. ونفقاً مُظلماً في اخر المشوار يُغلق كل الابواب فاتحاً نيران اخرى لمشاريع اكثر كارثية تسود الانحاء وكل الاتجاهات .. غارسة في الاحشاء ضياع حلم وبقايا امل.. اي وطن هذا ؟!! افيقوا يا سادة قبل فوات الاوان فالاوطان لا تبني بهكذا معاول وطواحين وازمات حادة .. الاوطان بحاجة لرجال اوفياء اشداء .. شرفاء .. يكونون دوماً في مقدمة الصفوف لتهير أدواتهم وسُبل اخرى يطرقونها فاتحين ابواباً للامل ويكونون دوماً في الطليعة بأياديهم الغير ملطخة بعار الفساد والافساد .. ومؤمنون حقاً بعدالة قضيتهم.. نحن بحاجة الى رمزاً من العامة يتقدمون الصفوف .. أياديهم بيضاء وضمائرهم حية وصادقة قلوبهم مفتوحة لتصحيح المسار وخلق أجواء الامل بديلاً من الاحباط والتدمر الرهيب الراهن. اي وطن هذا!!؟! والشرفاء قابعون في الديار .. يراقبون مشاهد الهدم والانحطاط الملعون بعيون دامعة اليمة وحرقة قاتلة تغوص في الاحشاء بوخز عظيم. تعالوا معنا.. نُعانق وجه السماء .. نصحح المسار .. ونحاول انقاد ما يمكن قبل فوات الاوان. تعالوا معاً .. نبني وطناً للجميع .. نطهره من بؤر واوكار الفساد ونقتلع جذوره من الاعماق .. تعالوا نضيق ونبدأ المشوار : فالسبات في رقادنا لم يعد ممكناً .. بل صار مدمراً خانقاً مُعلنا بموت وطن. اللهم احفظ وطننا.. واجعله قادراً على التحدي والصمود . اللهم اجعل هذا الوطن خالياً من نيران الحقد وجبروت المصالح واللهث الارعن خلف الازمات وتعدد المحاور. ولتكن اخر النداءات نطلقها .. وعيوننا ترقب مشاهد المرحلة وقلوبنا على قارعة ان تكون او لا تكون . وليكن وطناً لكل الجموع .. احباء في المصير ولعدن الحلم الاخر الجميل .. عدن الغد وطن اخر عظيم فلنحلم معاً.. وعاشت عدن حُرة وخالدة لا تلين..