مديرية المنصورة كانت من ضمن مديريات عدن الذي احتضنت الأسر والأهالي النازحة من المديريات المجاورة التي سيطرت عليها المليشيات الخاصة ودمرت خدماتها وجعلت الحياة فيها شبة مستحيلة. كرم المواطنين فيها والمنظمات والجمعيات الخيرية انسى النازحين اليها ألم الفراق والخروج من منازلهم , ورغم القذائف التي كانت تنز على بعض المباني في المنصورة وموت الكثير من الناس من ضمنهم الاطفال والنساء والاشتباكات التي كانت تحصل بين افراد مقاومتها وجيش الحوثي والمخلوع الا انها صمدت ولم تكون صيدا سهلا لهم وتمكنت من أن البقاء عصية على أن ترضخ أو تنحني. لم يثنيها خسارة العديد من شبابها اللذين استشهدوا في جبهات القتال اثناء الحرب من الاحتفال بفرحة النصر ومشاركة أهالي عدن في مختلف المديريات بمحاولة نسيان ما حدث واصلاح كل ما دمر وهدم. بعد الحرب دخلت مديرية المنصورة صراعا من نوع آخر كانت أطرافه جماعات ارهابية وكتائب مسلحة تريد السيطرة عليها وفرض نفوذها واستطاعت أن تحتل أماكن ومؤسسات حكومية وتنشر الرعب والقلق بين المواطنين وتعيد سيناريو الحرب بشكل آخر , لكن التعيينات التي حصلت وتولي عددا من الأشخاص إدارة أمن عدن تمكنوا من اعداد خطة أمنية محكمة تكللت بالنجاح من خلال مداهمات وحملة اعتقالات لعناصر ارهابية أو مشتبه بتورطهم بأعمال فوضى وبلطجة. تمكنت الحملة من استعادة مرافقها وإعادة الأمن تدريجيا للمديرية وتثبيته وبفضل الجهات الإدارية الجادة في قطاعات المدينة المختلفة من صحة وتعليم وتجارة استطاعت المنصورة النهوض من جديد وإعادة وثيرة الحياة لتتناسى جروح الماضي وتمضي للبناء والتعمير من جديد. لمعرفة تفاصيل أكثر حول وضع مديرية المنصورة بعد الحرب والية العمل في الوقت الحالي والصعوبات التي تواجه إدارة المجلس المحلي فيها كان لي لقاء خاص مع مدير عام المنصورة محمد البري الذي افصح عن الكثير من الأمور في سياق هذا الحوار.
التقته : دنيا حسين فرحان
ما هو وضع مديرية المنصورة اليوم بعد أكثر من عام ونصف على الحرب؟؟
مديرية المنصورة شأنها شأن العديد من المديريات التي عانت بالحرب وبعدها لكن والحمدلله قطعنا شوطا طويلا من أجل العودة تقريبا هي حاليا من أكثر المديريات نشاطا وحركة بفضل تكاثف الجهود من قيادات محلية والمسؤولين في المحافظة وعلى رأسهم محافظ عدن عيدروس الزبيدي , انجزنا العديد من المشاريع منها تحسين المديرية من خلال حملات النظافة والتزيين ومعالجة مشكلات طفح المجاري وتمهيد الطريق لجمعيات خيرية مثل الهلال الاحمر الاماراتي لترميم المدارس والمنظمات الانسانية من توزيع المعونات الاغاثية للمواطنين النازحين في المنصورة وفتح الباب لدخول العديد من الاستثمارات فيها والاشراف على قطاع الصحة بشقيه الحكومي والخاص والقطاع التعليمي من خلال المكاتب التنفيذية التي توجد داخل مبنى المجلس المحلي والتنسيق بينها وما يزال العمل جاري على قدما وساق لتنفيذ مشاريع اخرى في العام الجديد.
صف لنا الوضع الأمني اليوم في المديرية ؟؟
كانت المنصورة تعاني من وجود بعض الجماعات الارهابية التي استطاعت تستغل وضع الحرب في التخطيط لكيفية السيطرة على المديرية فيما بعد وهذا ما ادى الى انفجار الوضع بعد الحرب ولكن بفضل جهود إدارة أمن عدن بقيادة اللواء شلال علي شائع مدير الأمن والمحافظة وبعض القيادات في السلطة تمكنا من حمل حملة اعتقالات وتطهير لمثل هذه الخلايا الارهابية وإعادة ما تم سلبه من قبلها كمؤسسات ومرافق حكومية واعادة الأمن خطوة بخطوة حاليا 80% ساد الأمن واصبحت المنصورة شبة آمنه واقسام الشرطة تقوم بواجبها حتى وإن كان محدود ونحن بدورنا سنقف الى جانب إدارة الأمن ونطلب من المواطنين الوقوف معنا ايضا.
من المعروف أن المنصورة من أكثر المديريات انتعاشا في الجانب الصحي بسبب وجود العيادات الخاصة بشكل كبير بالنسبة للقطاع الصحي الحكومي هل يؤدي دوره على أكمل وجه؟؟
القطاع الصحي يسير بشكل طبيعي لدينا مستشفى حكومي 22 مايو(خليفه حاليا) وعيادتين صحية وهي تقوم بدور جبار رغم شحة الامكانيات المادية بالإضافة الى العيادات الخاصة المتواجدة بشكل كبير في المنصورة صحيح أنه بعضها تكون تكاليف العلاج فيها باهضه الثمن لكن وضع البلاد الصعب وخروجنا من حرب دمرت كل شيء ومنه الصحة يجعل مجهوداتها , نحن لدينا مكتب خاص بالقطاع الصحي يعمل بامتياز ولديه كادر نشيط ونتمنى أن توفر الدولة الدعم الكافي للعيادات الحكومية ومستشفى 22 مايو حتى يؤدي القطاع الصحي الحكومي على أكمل وجه.
القضاء والنيابات هل عاودت نشاطها ؟؟
كلنا نعلم أن بعد الحرب أغلقت المحاكم وتعطل عمل النيابات واقسام الشرطة لكن القضاء كغيرة من القطاعات عاد تدريجيا محكمة المنصورة تعمل الآن وكذلك النيابات في القضايا التي تحتاج الى احكام مستعجلة أو الفصل فيها وهي مستمرة في اداء العمل لخدمة المواطنين وقضاياهم.
ما الحل من وجهة نظرك لمشكلة البريد التي تعاني منها مديريات عدن ومن ضمنها المنصورة؟؟
مشكلة البريد هي من أكثر المشاكل التي تواجهنا اليوم المواطنين يحتشدون يوميا أمام مكتبي للشكوى وطلب التدخل منا كإدارة محلية , لدي هنا في مبنى بالمجلس المحلي بعض العمال لم يتسلموا رواتبهم من شهر اكتوبر برأي الحل هو توفير السيولة الكافية لتغطية رواتب المواطنين بكافة القطاعات تلقينا أخبار بوصول سيولة ومبالغ مالية قريبه ونحن نتفاءل بالخير ونتمنى وصولها.
حملة إزالة العشوائيات متى سيتم تنفيذها في المنصورة ؟؟
حملة إزالة المباني العشوائية تم إقرارها بشكل جماعي من قبل مكتب الاشغال والمحافظة للمديريات بالترتيب كريتر والمعلا وتعثر فيها لأسباب خاصة هم الآن في طور معالجتها لذلك انتقل للتواهي وسيعود للمعلا لا يمكن أن تتجاوز مديرية الاخرى فنحن نسير وفق خطة الى أن تصل الى المنصورة سنكون على استعداد تام لها وسنتعاون مع القائمين عليها لتنفيذها وتوفير كافة التسهيلات لهم.
وضح لنا الصعوبات والمعرقلات التي تواجهونها كإدارة محلية ؟؟
مديرية المنصورة تعاني جملة من الصعوبات اولها ضعف الموازنة التشغيلية لها قبل الحرب كانت الميزانية التشغيلية تصل الى 70% حاليا 25% نستلمها فقط وهذه مشكلة كبيرة مبنى المجلس المحلي دمر بشكل كامل قمنا باستئجار مبنى من اجل مباشرة عملنا وتوجد لدينا 27 مكتب فيهم أكثر من 550 موظف منها مكتب الاشغال بكافة أقسامه من عوائق ومهندسين والتراخيص ومكاتب أخرى في قطاعات مختلفة عدا الصحة والتعليم لان عدد الموظفين فيها كبير لديهم مبنيين مستقلين وكل قسم لدية ميزانية خاصة وايرادات يجب تخصيصها له ولا يمكن أن تعمل هذه المكاتب دون وجود الميزانية الكافية وينعكس ذلك على جانب آخر وهو الجانب الأمني وهذا خطير فالعاملون في اقسام الشرطة لم يستلموا رواتبهم لأكثر من عام وهذا ما يفسر القصور الحاصل فيها نشكر الجهود الكبيرة التي يبذلها المحافظ بتوفير التسهيلات ومعاونتنا بالصرف وتوفير ما نحتاجه قدر استطاعتهم كي لا نتوقف عن العمل لكن على الحكومة أن توفر لما ميزانية تشغيلية لاستكمال المشاريع التي تتطلب مبالغ كبيرة وعمل مشاريع اخرى لخدمة المديرية.
ماهي خططكم المستقبلية وكلمة تحب توصيلها للمواطنين في المديرية؟؟
لدينا برنامج استثماري للعام القادم يتضمن مشاريع استكماليه في مختلف الجوانب ومشاريع نعد لها لكنها ترتبط بالميزانية والإيرادات الموجودة في المديرية وسنبذل جهودنا في تنفيذها , اتمنى من المواطنين مساعدتنا تحديدا في ارساء الأمن والتبليغ في حالة الاشتباه بأي عمل أو شخص واحتواء الأسر لأبنائهم حتى لا ينجرفوا في التيارات الارهابية وحتى يسود الامن والامان في المنصورة وغيرها من مديريات عدن.
