لكل بداية نهاية،وبعد كل لقاء وداع ،وها نحن نطوي صفحات عام آخر يمر على البلاد وهي ما زالت على حالها.عام عج بالوقائع والأحداث ويستحيل علينا أن ننسى ما حدث فيه وسنخبئ صفحاته في رفوف الذاكرة.. عام علت فيه أصوات التفجيرات في مناطق مختلفة من البلاد وسالت فيه دماء أناس أبرياء ودموع ثكالى ويتامى حتى ارتوت الأرض العطشى من هذه الدماء والدموع،وتلبدت السماء بدخان أسود قاتم كسواد تلك القلوب والأيادي التي عاثت في الأرض فساداً وكانت سبباً في ذلك الدمار.
هانحن نقف على عتبات عام جديد لا ندر ما الذي يخبئه لنا القدرفيه؟وهل سيتكرر ما حدث في الأعوام الماضية؟.لقد أثقلت كواهلنا الهموم وصارت المآسي والآلام جزء من حياتنا ولا تفارقنا للحظة من فاجعة إلى أخرى ومن خيبة أمل إلى أخرى أيضاً،وطغى اللون الأحمر على حياتنا فلم يعد يعني لنا لون الحب والورود بل أصبح لون الخوف والأسى،ويذكرنا بدماء شهدائنا الذين زهقت أرواحهم بلا ذنب،ولوكان حذف هذا اللون من قائمة الألوان سيوقف مسلل الدماء الذي نكتوي بناره لما ترددنا لحظة ولكن هذا الوضع الذي نعيشه لن ينتهي حتى تصحوا ضمائرنا ونستعيد دولتنا..
فإلى متى ياوطني الجنوب ستصمد ؟ومتى يا علمي سترفع؟ومتى سنستعيد حقوقنا المنهوبة وأرضنا المسلوبة منا قسراً؟.أسئلة كثيرة ربما يقف الواحد منا حائراً أمامها ولا يجد إجابة عنها،لكننا سندع الأيام تجيب عنا، وتكشف لنا المزيد من الحقائق الغامضة. فوداعاً ألف وداع يا عام رحل وترك لنا جرحاً لن يندمل،ورفقاً بنا ياعام أتى فلم يعد في القلب متسع لمزيد من المآسي والآلام والأحزان فقدبلغت القلوب الحناجر وجفت حدقات الأعين من الدموع..