تراجع قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء فضل حسن في آخر لحظة على تجهيزه قواته للتوجه أمس نحو المكان الذي استشهد فيه العميد عمر سعيد الصبيحي قائد اللواء الثالث حزم في احدى المناطق الجبلية الوعرة بجبهة ذباب- باب المندب، لانتشال الجثة المتروكة لليوم الثاني في مكانها كخير شاهد على فضائح الخذلان المبين للقادة والابطال الجنوبيين الصادقين في خوض معاركهم بعيدا عن التكتيكات السياسية والمصالح الضيقة وفق قاعدة تبة تبة. وقالت مصادر قبلية وعسكرية متطابقة أن تراجع القائد حسن جاء على اثر تلقيه اتصالا مفاجئاً من رئيس الجمهورية يفيد بان قائدا عسكريا بارزا أبلغه بانتشال الجثة، قبل أن يبث الحوثيين أول مقطع فيديو من عدة ثوان يظهر علامة الغضب جلية في انتفاخ عروق جبين القائد الصبيحي عند استشهاده واستلقاء جسده في منطقة جبلية وليس في تلك المنطقة الصحراوية كما تبدو بخلفية لقطات الفيديو حيث كان ومرافقيه قد أشرفوا على بلوغ القرن الخامس والأخير من قرون جبلية وعرة مطلة على أهم مناطق باب المندب بعد ان توجه اليها ممتعضا من محاولة الكثير من القادة تعمد الابطاء بحسم المعارك ورفض التحالف تنفيذ غارات جوية تمشيطية متفق عليها مسبقا لتمهيد طريق التسلل وبلوغ تلك القمم الجبلية الوعرة الحاسمة للمعركة وفق تأكيد مقاتلين بأرض المعركة ورواية أحد مرافقي القائد عمر الصبيحي. ولعل الأغرب في فضائح التعامل اللا انساني مع جثة العميد الصبيحي من قبل جيش الشرعية- عودة ذلك القائد العسكري "المغوار"لتبرير كذبته على الرئيس هادي بانتشال الجثة- الى تكتيكه العسكري الاستباقي لتفويت أي فرصة للحوثيين في سحب الجثة التي كانت حينها تتجه نحو صنعاء. ورغم الاعلانات المتضاربة للشرعية بقرب حسم المعارك واستكمال السيطرة على كامل باب المندب،إلا ان الحوثيين اعترفوا اليوم وعبر محافظهم لتعز عبدده الجندي الذي زعم بمؤتمر صحفي أن الجثة لدى مقاتليهم وأن محافظهم لمحافظة لحج المعين منهم والمقيم بصنعاء،سيتولى تسليم الجثة الى أهل العميد الصبيحي بمنطقته الصبيحة التي لايعرفها ذلك المحافظ المزعوم ولايمكنه الوصول اليها منذ أكثر من عامين. وتزامنا مع العجز المخزي لقوات الشرعية في انتشال جثة القائد المستبسل بروحه،وتركها لمدة يومين،فقد أكدت مصادر اهلية مقربة منه أن الجثة وصلت الأثنين، احد مستشفيات صنعاء بعد يومين على بقائها باحدى جبال منطقة ذباب الوعرة حيث كان الراحل على وشك السيطرة على القرن الخامس منها قبل مقتله بطلقة قناص حوثي محترف من مسافة بعيدة استلقى بعدها بجسده جوار صخرة، مسلما روحه لبارئها في مكان جبلي ذات تضاريس وعرة لاعلاقة او صلة لذلك المكان الذي ظهر فيها باحدى الصور والتسجيلات المرئية القصرة التي بثها الحوثيون امس. والجديد بالأمر أن قبائل الصبيحة وأمام كل خيارات الخذلان المثيرة للاستغراب، حملت اسلحتها واتجهت أمس بقيادة أحمد تركي للدخول على خط النار مباشرة وتمكنت من التقدم واستعادة السيطرة على قرابة 20 كلم من المناطق التي انسحبت منها فجأة قوات الشرعية بتوجيهات سياسية مشكوك بنواياها الوطنية، بعد مقتل الصبيحي ،واستطاعت الوصول الى المنطقة التي استشهد فيها القائد عمر الصبيحي غير أنها صدمت بأن الجثة لم تعد في مكانها،لبعود العشرات منها الى معسكر قوات التحالف بالمنطقة وفرض حصارا خانقا عليه تدخل على اثره مشايخ وقادة واعيان من ابناء الصبيحة وأقنعوهم بتكليف لجنة تفاوض مع الحوثيين لاستعادة الجثة باقرب وقت وعلى اثر ذلك عاد المئات من مسلحي الصبيحة للانتشار في اكثر ن جبهة مشتعلة بباب المندب واستقبلوا 3 شهداء امس وقرابة 9 جرحى في حين كبدوا الحوثيين وحلفائهم عشرات القتلى كان الأغرب بالامر عثورهم على أجهزة اتصال لاسلكية مع بعضهم ممن كانوا كاستطلاع في بعض القمم المطلة على باب المندب،ليتمكن الصبيحة بعدها من الاستمتاع باحاديث الهزائم والانكسارات الحوثية وحلفائهم ممن سمعت أصواتهم في تلك الاجهزة وهم يتباكون ويهددون قادتهم بأنهم سينسحبون من المواقع الأخيرة المتبقية تحت سيطرتهم مالم يتلقوا الدعم والمساندة والذخائر والاسلحة النوعية كونهم في خطري الغارات الجوية من السماء والموت والحصار من قبل القبائل والجيش المحيط بهم من مختلف الاتجاهات على الارض.