لا أدرى لماذا أرق قلبي عليكم إلى درجة الشفقة مع أنني لا اطيقكم ولكن للقلوب خفوق، هل أنتم افلستم في عالم الاعلام من أي مرشد أو كادر استشاري يحدد مسار الاعلام بطرق تتساير مع الحركة المتطورة في الكون في عصر الالفية وسرعة المعلومات، أم ان الغبار الكهنوتي لازال معمر بالوراثة في عقولكم وعقول من اوليتموهم الاعلام استرسال مذيعي قنواتكم سريالي ورجعي مقرف ينتمي إلى الستينات، في زمن أحمد سعيد من صوت العرب حيث يبشر الامة بأن الجيش المصري على اسوار تل ابيب بينما الجيش الإسرائيلي على تخوم القاهرة أو اشبه بالصحاف الذي حشر العلوج في مدرعاتهم بينما كانوا يشنقون تمثال صدام في وسط بغداد ساعدتهما اكاذيبهم في تلك الفترة قلة المعلومة عند المواطن العربي والتماسك الذي كان سائد في تلك الفترة آنذاك كانت تنطلي كثير من الأكاذيب نتيجة بأن العرب كان يوحدهم قضية فلسطين، وكان هذا الطبل معلق في رقبة كل القومجيين ما أن يحتشروا في مشكلة إلا وعزفوا بالتطبيل والتزمير على المؤامرات التي تحاك ضدهم من الرجعية والصهيونية لدغدغة العواطف في السواد الأعظم من الامة، وهم كانوا يسرقون كل خيراتها وقد انكشفت عوراة الممانعون و المواجهون والصامدون كل تلك المصطلحات حتى قبل ما يسمى بثورات الربيع . لكن اليوم انتهى الاستغفال لأن الشعوب تطورت مع حركة الزمن إلا بعض العقول النخرة المدمنة على الكذب، لازال الصدى عالق متمكن يعجز جوجل وبناته و عالم الاتصالات وخواته أن يزيل ما علق من الصدى و التبلد المتراكم في عقول بعض الزعامات ومن تربوا على أيديهم من الإعلاميين الراقصين على إيقاع زعمائهم دون استحياء ، بأن ما يلعبون عليه عفا عليه الزمن، أجبروكم من الخروج من عدن بقتلى لا حصرى لهم وتقولون انسحاب تكتيكي، وتهربون من أبين وشبوة والمكلا وأيضا تقولون انسحاب تكتيكي، دفعتم فاتورة كبرى في لحج والضالع وذوباب والمخا هزائم يندا لها الجبين ولا تتورعون من قول ما قلتم من الانسحاب والتكتكة المنتصرة، ألم يكن هذا الاستغفال على شعب أزال الطيب كفاية ؟ ألم تكن فيكم جراءة القائد الشجاع لوقف هذه المهازل والمراهنات على دماء أبناء الشعب وخصوصا الأطفال الذين جعلتموهم وسيلة لتأخير المعركة لإيهام من تكذبون عليهم بالانتصار الزائف، اما اكثر اشفاقي على اعلامكم الادعاء أن إسرائيل وامريكا توظف العرب في ضربكم لا أدري من أين اخترعتم هذه الفكرة الجهنمية التي هي لضحك والتندر، وعلى الرغم من كرهي لتلك الدولتين لكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هل إلى هذه الدرجة بلغ الضعف الإسرائيلي والامريكي لكي يوظفوا الاخرين لدفاع عنهم، ثم السؤال الاخر الأكثر إلحاحا من الأول ماذا فعل الزعيم والسيد في تلك الدولتين المغلوب على امرهم، هل يريدون الانتقام من الغارات التي كان يشنها صالح على إسرائيل أيام حكمه، أو عن القتلى الإسرائيليين التي فتكت بهم خنجر عبدالملك ، يا زعيم المؤتمر يا سيد المسيرة تتورطون في أنواع من الكذب الفاقع الذي يعجز تمريره إلى عقل المجانين، و الا كيف تدعون أن السعودية طمعت في الثروة البترولية التي لا تتجاوز 300 ألف برميل يوميا على مدى 40 عاما، بينما انتاج السعودية أكثر من 10 ملايين يوميا وعلى مدى 40 عاما أيضا. ألم تحترموا عقول من توليتم عليهم ام انكم استغللتم طيبتهم بعد أن جهلتموهم قرون لكي يصدقوا ما تقولون، لكن الحقيقة التي لا ترغبون أن يعرفها اتباعكم، هي أن السعودية لم تنكر يمنيتكم ولم تنكر اسلامكم عندما قادت وشقيقتها الامارات عاصفة الحزم بل انكرت ما على ظهوركم من اسفار مذهبية واحقاد فارسية جعلت منكم خناجر مسمومة لطعن الامة الخليج واليمن في آن واحد بعد أن عجزوا منازلة الخليج رغم قربه منهم، فجعلوا منكم وسيلة لمبتغاهم وإن لم يتحقق مرادهم فغير مأسوف عليكم.