بين الانقلابيين ومليشياتهم المسلحة وبين الإخوانجيين خاطفي الثورات شعب يمني ذووا صدور عارية حقيقيين سعداء باستمرار الحرب حتى إزالة الجناحين من خلال إصابة عصفورين بحجر واحد . شعب تواقون للحرية والخلاص من بين فكي كماشة حولت حياتهم إلى رعب دائم منذ عهد الإمامة لحد الآن . أصحاب الصدور العارية ليس لديهم جناح عسكري ولا مقاومة وهيهات أن يكون لهم ذلك وما سيشكلونه من خطر وتهديد للجناحين المتصارعين , فالمقاومة الشعبية التعزية هي عناصر مسلحة تابعة لحزب الإصلاح اليمني الإخواني , حتى قادة الألوية والجيش اليمني هم إخوانجيون وحوافيش . أصحاب الصدور العارية اليوم لا يملكون حق التعبير , الكل يضرب فيهم بلا رأفة ونحن لا ننصرهم بسبب بعد المسافة فيما بيننا , فمؤازرتهم وتحريرهم واجب إنساني علينا كجنوبيين وفي التحالف العربي لكي يشعروا بالطمأنينة والأمان . لن نتمكن من أداء هذا الواجب إلا بتحرير الحديدة استكمالا لتحرير كل الساحل اليمني ثم نسلم البلاد هناك للثوار الشباب أصحاب الصدور العارية , ولن يتحقق ذلك إلا بعد نزع السلاح من الجناحين على حد سواء في كل منطقة شمالية نحررها حتى نصل إلى صنعاء على هذا الموال . هذه العملية قد تصطدم بواقع مغاير , واقع تفرضه الحكومة الشرعية التي تسابق الأحداث وتعين قيادات إخوانجية للمناطق المحررة في الشمال في الوقت الذي يتعين علينا نحن القيام بمهمة التعيين لنعين قيادات من الثوار الشباب يديرونها بحماية جنوبية ورعاية التحالف العربي , وهكذا سيتم تأمين توصيل المساعدات الإنسانية إلى المستحقين الفعليين وحظر بيعها في السوق السوداء , كما أن المجتمع في المناطق المحررة الشمالية سيعاودون مزاولة نشاطهم وشغلهم في الزراعة وصيد البحر وفي الصناعة والتجارة لتغطية احتياجاتهم المحلية وتصدير الفائض , والحاضر يعلم الغائب والحي أبقى من الميت وعهدا للشهداء والجرحى والمعتقلين لن تذهب دماؤهم هدرا . قد يبدو لنا أن الشماليين أصحاب الصدور العارية غير مضطهدين وأنهم انقسموا على بعضهم كلا وألف كلا , بل هم جميعا موحدين على قلب رجل واحد ضد الاستبداد والطغيان . وبتدقيق النظر والتحليل الموسع والتعمق في تاريخ الأزمة اليمنية يتبين أنهم مغلوبين على أمرهم مقيدين بالحديد والنار من قبل الجناحين الشبه متصارعين على السلطة في صنعاء , وأنهم يرحبون بقدوم المقاومة الجنوبية وقوات التحالف لكسرهما , يحترمون الجهود التي نبذلها من أجل تحريرهم وفك أسرهم التقليدي . المفروض علينا من الآن وصاعدا أن نتعامل بشفافية ونكون صريحين مع أنفسنا بأن الشعب اليمن ثائر بصدور عارية لا يطلقون الرصاص علينا ولا يدافعون عن أرض تقع تحت نفوذ جلاديهم وبلد يحكمها طواغيت , وأنه علينا أن نقضي على أنانية حكامهم وحساسية الثوار التي قد تحولهم إلى منتقمين من الحكام وأتباعهم . لزاما علينا أن نربي ونبني الإنسان الشمالي أولا لينتج عنه مجتمع متمدن معاصر يحافظ على وطن من دون غش ولا خداع . فالجنوب والمنطقة لن ينعموا بالأمن والاستقرار مادام عفاش والحوثي والإخوانجيون رعاة الإرهاب في حكم اليمن .