أحمد سيف اليافعي ، سيف لمع فسطع وكان بالأمس القريب يقطع ، سيف لم يعد لغمده ، بل حمله فرسان الجنوب الكثر ، صال وجال ، وبتر أطراف المعتدي ، وشق صدر عدوه ، وحش بحده أحشاء الغازي الجبان لمعانه هذا هيّج العدو ، وكان يرقبه من بعيد ، وعلى بريقه وجه سهام الموت ليوجع الجنوب ، وظن أنه أصابهم في مقتل ، وهيهات له ذلك ، فمن قطرات دم أحمد سيف اليافعي ولد ألف سيف ، ومن بين حروف كلماته برقت سيوف الجنوب . نعم الجرح غائر ولكن هذه هي مدرسة الجنوب ، يموت الشهيد ، ويولد الأبطال على عزف تشييعه ، استشهد السيف الجنوبي البتار القاطع الساطع ، رحل السيف اليافعي وخلد في الذاكرة ذكرى بطل لا يهاب الموت ، بل يسابق جنوده ليصل إلى حياضها وقد تحقق له مراده ، فقد استشهد في مقدمة الصفوف ، استشهد وهو يصيغ لنا حواراً ، ويعلمنا كيف تموت الأبطال . وستكون لبطولاته صفحات في سفر التاريخ الجنوبي ، سطر أحمد سيف اليافعي سطور تاريخه بأحرف من نور ، استشهد مقبلاً غير مدبر ، استشهد وهو في مقدمة الصفوف ، خافته رصاصات الغدر فوجهوا صواريخهم لاغتياله ، ياالله !!! ما أعظم أبناء الجنوب !!! يموتون بالصواريخ بعد أن عجزت رصاصات الغدر من الوصول إليهم ، وعلى أجسادهم تتوقف الصواريخ خجلى من اختراقها بعد علمها بجنوبيتهم ، مات اليافعي والموت حق ، ولكنه مات شهيداً بإذن الله ، ترجل الفارس أحمد من على جواده ، ترجل وسلم سيفه لرفقاء دربه ، ترجل وهو يعلم أن وراءه من سيحمل سيفه ، علم اليافعي أن أبناء الجنوب يحملون بداخلهم فرساناً منذ صرخة الولادة ، فصرختهم زئير ، تُعلم العدو بقدومهم ، وولادتهم تعتبر تصريحاً للتاربخ ليفتح صفحاته ويكتب عن مجد أبطال سيُسر بالكتابة عنهم . رحل السيف الجنوبي ومن ذكرى رحيله ستتعلم الأجيال كيف تموت الأبطال ، فوداعاً أيها السيف الذي ماتت على حده المؤامرات ، وداعاً مدرسة الشهادة وداعاً أحمد سيف اليافعي .