مر عام على رحيل فقيد الحراك الجنوبي المناضل فضل ناجي عبد الكلدي والذي انتقل الى جوار ربه في شهر مارس من العام الماضي 2016م أثر مرض عضال , عاماً كاملاً وقلبي يعتصره الألم والحزن على فراق الأب الذي طالما تشربنا منه حب الوطن والانتماء والاعتزاز بهويتنا الجنوبية , عاماً مضى والعين لا تستطيع حبس دموعها كلما لاحت صورته في خيالي , سنة كاملة بنهارها ولياليها انقضت على رحيل مناضل صلب صلابة جبال يافع , ثائر حر وهب عمره منذ نعومة أظافره فداء للوطن . تعلمنا منه الكثير والكثير عن الوطنية ومكنوناتها في الأفئدة والنفوس المحلقة بجناحيها في فضاء الحرية , تعلمنا منه الإباء والشموخ المكتسب بالوراثة من عزة وكرامة المواطن الجنوبي منذ القدم , وتعلمنا منه المودة والتسامح والتصالح والتضامن الجنوبي الذي ارتكزت عليه ثورتنا الجنوبية التحررية كمبدأ لا حياد عنه . في الذكرى السنوية الاولى لرحيل فقيد الثورة الجنوبية نتذكر مأثر هذه المدرسة النضالية التي دشنت فصولها البطولية منذ ريعان الشباب عندما عاد الفقيد من المهجر في الخليج بداية ستينات القرن الماضي تلبية لنداء الواجب للمشاركة مع زملائه الاحرار بثورة 14 اكتوبر ضد الاحتلال البريطاني والتي تكللت بالنصر المؤزر واعلان الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م . وبعد الاستقلال بداء الفقيد مرحلة اخرى من النضال تتمثل بالمساهمة في بناء الدولة الجنوبية الوليدة وكان له دور بارز الى جانب كوكبة من كوادر الجنوب في تأسيس المؤسسات التعاونية التي اضحت تقدم الخدمات الغذائية والاستهلاكية لكل مواطن جنوبي اينما كان بالحضر او الريف وبتكلفة موحدة , واستمر في عمله وخدمته للمواطن والوطن الجنوبي في هذه المؤسسة حتى الاجتياح الشمالي العسكري القبلي للجنوب عام 1994م . ومن ثم انتقل للعمل النضالي السري المناهض للتواجد الشمالي في الجنوب ومع انطلاق الثورة الشعبية السلمية الجنوبية تحت قيادة جمعية المتقاعدين العسكريين والأمنيين الجنوبيين عام 2007م كان الفقيد في مقدمة الصفوف لا تلين له ارادة رغم كبر سنه , فصال وجال في ميادين وساحات الجنوب من المهرة وحتى باب المندب حاضراً فاعلاً لا تفوته فعالية او مسيرة او مهرجان او وقفة احتجاجية جنوبية ينشد الحرية وتطهير الجنوب من الاحتلال الشمالي واستعادة الهوية والدولة الجنوبية بحدودها قبل عام 1990م غير منقوصة , حتى والام المرض تفتك بجسمه النحيل على الفراش بالمستشفى كان همه وشغله الشاغل هو الجنوب والانتصار لقضيته . رحمة الله تغشاك عمي ووالدي ومعلمي .